تناقضات ما يقال إعلاميًا وسياسيًا وهشاشته

تيسير الخطيب

اسرائيل في خطر وجودي!، اسرائيل في طور الزوال !، اسرائيل تفقد مستوطنيها بالهجرة !، اسرائيل عاجزة عن تحقيق اهدافها!، اسرائيل منقسمة !، اسرائيل على وشك انهيار اقتصادي! …. وغيرها الكثير الكثير من العناوين الرئيسية لما يسمى الاعلام المقاوم والاعلام العربي عموما باستثناءات معينة .. لغة اعلامية سياسية لا تفتقد للصدقية وعدم الموضوعية فحسب بل متناقضة مع ما تطرحه نفسها والتي لم تكن الاحداث الجارية لتثبت اي منها ، بل انها تذهب عميقا في كشف وهمية وتضليل هذه المقولات.

واذا كانت المقولات اعلاه صحيحة وغير وهمية او مضللة وموضوعية ، لماذا نتحدث عن خذلان العالم لعدالة قضيتنا ، لماذا نعلن صباح مساء عن موت الضمير العالمي وسقوط العالم اخلاقيا ، كيف تمكنت اسرائيل من دوس قرارات المحاكم الدولية ومجلس الامن بأقدامها ، وكيف تجرأت اسرائيل على اتهام الامم المتحدة بالعداء للسامية ، واعلنت ان منظمات تتبع للأمم المتحدة هي منظمات ارهابية في ظل سكوت العالم عن كل ذلك حتى ان مندوب اسرائيل في الامم المتحدة طالب بإزالة مقر الامم المتحدة في نيويورك عن وجه الارض ، ولماذا نطالب العالم بوقف الحرب والعدوان اذا كنا صادقين او موضوعيين فيما يقوله الاعلام ويروجه السياسي المقاوم ؟ فاذا كان ما جرى حتى الان كله بصالحنا وان اسرائيل في طور الزوال فلا داعي اذا لان يطالب احد ما بوقف الحرب. وإذا كانت اسرائيل في بداية النهاية فعلينا ان نسرع تلك النهاية لا نطالب بوقفها!؟

تناقضات ما يقال اعلاميا وسياسيا وهشاشته امام الواقع وعدم عقلانيته لا تتعلق فقط ما اوردناه اعلاه كنماذج، بل يتعداه الى كافة التفاصيل اليومية في كل ما يجري، فعدم منطقية ولاعقلانية ما يجري مرتبطة بالكثير من المفاهيم السياسية وبالثقافية والايدولوجية التي تحكم الاطراف في الصراع. وخاصة نظرة الطرف المقاوم للأحداث . والحقيقة ان الشعب الفلسطيني امام خطر وجودي، وان شعبنا مهدد بوجوده اضافة للإبادة بتهجير من يتبقى منه على قيد الحياة سواء في غزة ام في انحاء فلسطين كافة ،

بعد خذلان المحور المسمى بالمقاوم وانكشاف محدوديته وضعفه ، والسقوط الاخلاقي والسياسي والقانوي للقيم العالمية واما انكشاف ظهر المقاومة وفقدان شعبنا اي رديف او داعم ، على المقاومة المنخرطة في صراع غير متكافئ وفي لحظة غير مواتية تاريخيا لهذا الشكل من المقاومة ان تعيد النظر في سياساتها وقراءتها للواقع بعيدا عن الاوهام والتضليل والكذب الأيديولوجي ، لان وجود شعبنا على ارضه له الاولوية على ما دونه من اهداف ، وعلى كافة قوى الشعب الفلسطيني ان تنظر بجدية الى سلوك الصهيونية لاقتلاع شعبنا وللنظر فيما هي افضل السبل لوقف الكارثة ونكبة ثانية تنتظرنا ان لم نكن على قدر المسؤولية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هل التصريحات والتقارير والمعلومات التي يبثها ما يسمى الاعلام المقاوم والاعلام العربي عموما باستثناءات معينة هي واقعية ؟ إن اللغة الاعلامية عندما تسوق السياسية لا تفتقد للصدقية وعدم الموضوعية فحسب بل متناقضة مع ما تطرحه ، دعوة لكي يكون إعلامنا واقعي يساعد أهلنا بالتشبث بالأرض بعد أن خذلهم الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى