وأخيرًا…لم يتم تنفيذ القرار الذي اتخذ بفتح معبر أبو الزندين في مدينة الباب..
قد يقول متابع…ان عدم فتح المعبر لم يكن بفعل الهبة الشعبية الثورية العارمة التي فرضت وجودها على ارض المعبر..
فلو ارادت القوى المتنفذة او قوى الامر الواقع فتح المعبر …لتم لها ذلك….
وربما يقول اخر ان الاحتمال القائم على فرضية الاصطدام العنفي بين الاطراف المتواجدة هو ما حال دون فتح المعبر…
وقد يقول ثالث ان الموقف الامريكي الرافض لفتح المعبر …هو العامل المسبب في عدم فتحه..وقد..وقد…
ما يعنينا في الامر كثوار فاعلين اولا واخيرا …. وليس كإعلاميين ومحللين …من خلال تجربتنا الثورية والفضاء الدولي المعادي لها والمتربص بها..والصراعات البينية لدى الانظمة الوظيفية الاقليمية …هو. .
الحال الذي وصلت اليه قوانا الثورية المتمثلة بالحراك الثوري الناهض..والمتواصل …والذي تأتي الاحداث التي يفجرها اعداء الثورة.. لتكون محكا او معيارا لمدى تقدم وتطور حال هذه القوى في مواجهتها وردة فعلها وكيفية تعاملها مع هذه الاحداث..
من حيث التنظيم والتوحد والهيكلة والمأسسة واخيرا انتاج قيادة ثورية لهذا الحراك ولهذه الثورة… في وقت ندرك فيه كيف ان اعداء الثورة ماضون في تنفيذ مخططاتهم المتعلقة بمصير ومستقبل سورية وشعبها المندرج في إطار المخطط الاستعماري الاشمل الهادف الى تحطيم دولنا الوطنية والارادة الحديدية لشعوبنا المعروفة في مقارعتها لكل الموجات الاستعمارية عبر التاريخ….وعليه….نعتقد ان المشهد الحراكي الذي احتضنه معبر ابو الزندين … وحيثيات انجاز هذا الحراك والنتيجة التي تحققت على ارضه..هو بمثابة برهان واضح على تقدم فعل واداء قوانا الحراكية وعلى حيوية وزخم وارادة ثوار هذا الحراك ..والاصرار الفولاذي على المضي قدما على مسار الثورة حتى النصر…
ولكن…لابد بالمقابل من الاقرار ان ما نحتاجه لإيصال هذا الحراك الى النموذج التنظيمي الذي يرضينا جميعا والذي يشعرنا باننا بواسطته بتنا نمتلك حالة قوة ثورية تفرض نفسها على الارض وتفرض حالة المواجهة والمقاومة لجميع القوى الاجنبية والاحتلالية الجاثمة على ربوع الوطن .وتنتزع الاعتراف الدولي بها وتنجز مهمة اسقاط نظام العصابة بالشكل الذي تراه يناسب تطلعاتها ومصالحها الوطنية والسياسية والاجتماعية..
وهو الامر الذي لازال مطلوبا منا العمل الحثيث من اجل الوصول اليه. ولعل المبادرة الاخيرة لاعتصام الكرامة ولجنتها التحضيرية تسير في هذا الاتجاه…
اخيرا..لابد من توجيه كل الاحترام والاجلال لأولئك الابطال الذين رسموا لنا وللعالم اجمع المشهد الذي تردد صداه عاليا…وهو يصدحان الثورة لا زالت مستمرة. وان الثوار على العهد باقون مهما كانت التحديات …حتى النصر….
.