12 قتيلاً في مجدل شمس: حزب الله ينفي مسؤوليته وجيش الاحتلال يجهز رداً

نايف زيداني

حزب الله ينفي بشكل قاطع مسؤوليته عن الحادثة

جيش الاحتلال: نجهز رداً على حزب الله

وزير خارجية الاحتلال: نقترب من لحظة حرب شاملة

قُتل 12 شخصاً وأصيب نحو ثلاثين، جراء سقوط صاروخ بجانب ملعب لكرة القدم وحديقة ألعاب في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتل، وذلك في حادثة نفى حزب الله مسؤوليته عنها، بينما أعلن جيش الاحتلال أنه “يجهّز رداً” على الحزب. ونُقل الجرحى إلى المشافي الإسرائيلية، بعضهم في حالة حرجة وخطيرة. وبحسب فرق الإسعاف الإسرائيلية، يوجد بين القتلى والمصابين أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً.

وفي الوقت الذي اتهم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي حزب الله بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ، قال الحزب في بيان نشره على “تليغرام” إنّ “المقاومة الإسلامية في لبنان تنفي نفياً قاطعاً الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أنّ لا علاقة للمقاومة بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص”.

الاحتلال يتوعد حزب الله بعد واقعة مجدل شمس

وزعم جيش الاحتلال، بعد تحقيقات أولية، أنّه كان من الصعب على منظومة الدفاعات الجوية التصدّي للصاروخ الذي سقط على مجدل شمس، مضيفاً في بيان: “تقديراتنا الاستخباراتية تشير إلى أن حزب الله يقف وراء إطلاق الصاروخ من منطقة تقع شمال قرية شبعا في جنوب لبنان”، كما أكد في بيان آخر أنّه يجهّز رداً على حزب الله الذي توعّده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، بأن “يدفع ثمناً باهظاً” على واقعة مجدل شمس.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو “سيعود إلى البلاد بأسرع ما يمكن بعد الهجوم على الجولان”، وذلك بعد وقت قصير من إطلاعه على تفاصيل الحادث، وإجرائه “مشاورة أمنية”.

من جهته، قال مكتب وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، في أعقاب جلسة تقييم أمنية، إنه تم تحديد “الاتجاه” للرد الإسرائيلي على حزب الله بعد واقعة مجدل شمس. وجاء في بيان للمكتب “خلال المناقشات عرضت الأجهزة الأمنية على الوزير إمكانيات العملية ضد حزب الله. الوزير غالانت حدد اتجاهات العملية وأصدر تعليماته للمؤسسة الأمنية بناء عليها”.

وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال على “إكس” إن رئيس الأركان، اللواء هرتسي هليفي، يجري تقييماً للوضع مع قائد القيادة الشمالية، وقائد القوات الجوية وأعضاء آخرين في منتدى الأركان العامة “بعد إطلاق الصواريخ على منطقة مجدل شمس”. وفي أعقاب الحادثة، قال وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس: “نحن نقترب من لحظة حرب شاملة في الشمال ضد حزب الله، وسنرد بطريقة غير متناسبة”، فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن الحادثة “ستؤدي إلى تحول دراماتيكي في القتال ضد حزب الله”.

ومن الداخل الفلسطيني المحتل، عبّر حزب التجمع الوطني الديمقراطي عن أحر التعازي والمواساة لأهالي الجولان السوري المحتل ولا سيما قرية مجدل شمس. وشدد الحزب، في بيان، على أن “إنهاء الحرب على غزة هو الحل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة المستمرة ووقف شلال الدم في المنطقة وتجنب سقوط المزيد من الضحايا”.

ردود لبنانية على واقعة مجدل شمس

من جهتها، أعربت الحكومة اللبنانية في بيان، عن “إدانتها كل أعمال العنف والاعتداءات ضد جميع المدنيين ودعوتها  إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات”، مؤكدة أن “استهداف المدنيين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ويتعارض مع مبادئ الإنسانية”.

إلى ذلك، تلقّى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وفقاً لبيان صادر عن مكتبه، اتصالاً من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت. وقال البيان إن بري أكد خلال الاتصال التزام لبنان ومقاومته بالقرار 1701 و”بقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين”، معتبراً أن “نفي المقاومة لما جرى اليوم في بلدة مجدل شمس يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عما حصل”.

من جانبها، أفادت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل” بأن قائدها على اتصال بالسلطات اللبنانية والإسرائيلية بشأن واقعة مجدل شمس، سعياً للحفاظ على التهدئة.

في الأثناء، استنكر بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس يونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو “مقتل المدنيين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس”، داعياً إلى “حماية المدنيين في جميع الأوقات”.

وأضاف البيان “نحث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار الذي قد يشعل صراع أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها”. وأعلن اليونيفيل ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان أن يجريان اتصالات مع كل من لبنان وإسرائيل.

تنديد أميركي

من جانبه، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن واشنطن تندّد بالهجوم الصاروخي على قرية درزية بالجولان، فيما وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “الهجوم على الجولان فظيع”، ثم أضاف: “لم يكن ليحدث معنا أبداً ولا يمكننا السماح باستمرار ذلك”.

السفير الإيراني في بيروت: لا نتوقع الحرب لكننا لا نخافها

قال السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني إن “اللاءات الثلاث” لا تزال تختصر موقف بلاده من تهديدات الاحتلال بتوسيع الحرب على لبنان والمنطقة، “بغض النظر عن المسرحية التي افتعلها النظام الصهيوني قبل ساعات”، في إشارة إلى حادثة مجدل شمس. وأضاف مجتبى أماني موضحاً ما يقصده باللاءات الثلاث: “أولاً، لا نتوقع شنها (الحرب)، ونعتبر أن فرصها ضئيلة جداً بسبب معادلات القوة المفروضة. ثانياً، لا نريدها لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائماً ما تسعى للتخفيف من حدّة التوترات في المنطقة. ثالثاً، لا نخافها بكل ما للكلمة من معنى، ولأعدائنا أن يتخيلوا ماذا بإمكاننا أن نفعل بما لدينا من قوة واقتدار ودفاع عن المقاومة”.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. القتل والإرهاب أصبح ممنهج ضد شعبنا وأمتنا العربية من قبل الكيان الصهي.وني وملالي طهران وأذرعتها الإرهابية الطائفية، مجزرة مجدل شمس تدرج ضمن الإرهاب الموجه ضد شعبنا وأمتنا، والجهتين اللتين ينكران مسؤوليتهما عن المجزرة إرهابيان إن لم يكن أحدهما المسؤول المباشر فهو مسؤول غير مباشر والآخر بالعكس.

زر الذهاب إلى الأعلى