في البداية وفي اطار تقييم الموقف يجب تفهم النقطة التالية: (موقف الحزبين تجاه دعم اسرائيل وحمايتها وتبرير شرورها وعدوانها واحد ليس لأسباب سياسية بل لوجود رأي عام ضد وحشية أوروبا ضد اليهود والاهم لوجود لوبي صهيوني في الداخل قوي في الاعلام والمصارف والشركات الكبرى ). الفرق بين مرشحي الطرفين: بايدن يعاني من شيخوخه متقدمة محكوم بشعور مسبق ضد الحرب على ايران ومشروعها النووي مفضلا العقوبات لمنع تطوره عبر اتفاق جديد محتفظا لها بدور قيادي في المنطقه يخيف بها الجوار النفطي العربي ويبقيه في بيت الطاعة الأميركي وابتزازه. ما اضعف الدور الاميركي تجاه ايران هو تدخل ايران في المنطقة في اليمن والعراق وسورية ولبنان وصار مشروع بايدن للسلام مع ايران غير معقول وفقد الاميركيون قدرتهم على السير بين الحالتين فلاهم يردعون ايران ولا هم يذهبون إلى الحرب ضد مشروعها النووي ودورها في منطقة النفوذ الاميركي. في الموضوع الفلسطيني بعد الحرب على غزه بايدن فقد قدرته على وقف الحرب والوحشية الإسرائيلية فيها ولكنه تبنى لأول مرة في التاريخ الاميركي حل الدولتين خلافا لموقف اليمين الأسرائيلي وصار صعبا استعمال حق الفيتو في موضوع الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية ! بايدن وحزبه لا يحمل مشاعر عنصرية ضد مكونات المجتمع الاميركي وضد وضع قيود على الهجرة النظامية على اساس عنصري ولا ترحيل خارج القانون. في الموضوع السوري : بشار الاسد لن يكون جزءا من اي حل سياسي وتمسك شديد بالقرار الدولي ٢٢٥٤ واستمرار العقوبات حتى تنفيذه ولا خطوات على الأرض قبل انتهاء الحرب في أوكرانيا .! فيما يتعلق بالوضع الدولي هو الأقرب إلى مفهوم الولايات المتحدة ليست القطب الأوحد و مع تعددية قطبية تكون فيها الولايات المتحدة الأولى بين متساوين ! فيما يتعلق بالحزب الجمهوري ترامب يعاني من مشاكل مالية وقضائية تجاوزها وتحصن بقانون حماية الرؤساء السابقين لكي يستمر في الترشيح قبل حسم القضايا ذات الطابع الجنائي عليه . ترامب نرجسي يحب نفسه وهو عنيد وصاحب قرار ومتسرع وقليل الحكمة وعنصري يعتقد بأولوية عنصرية ضد المكونات من السود ومن مهاجري المكسيك والدول العربية والأسلامية ومع وضع قيود عليهم في الجرة النظامية ومع استكمال بناء الجدار العالي مع المكسيك ومع الترحيل السياسي وسحب الجنسية. اختيار نائب له من اوهايو يساعد على ضبط تسرعه كما يعتقد البعض. في الموضوع الفلسطيني كان وراء نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة أبدية لإسرائيل ومع ضم الجولان اليها . هو وراء إلغاء الاتفاق النووي مع إسرائيل وتشديد الضغط والعقوبات عليها وحتى التهديد بالحرب كما نيتنياهو يقترح.! وهو وراء الضغط على دول الخليج وإلزامها بمليارات الدولارات والمشاريع تحت ذريعة حمايتها من ايران . مع الروس كان الأقرب إلى مسايرتها وعدم الاصطدام معها وهو وراء مشروع كيسنجر للاعتراف بجمهوريتين في أوكرانيا يتكلم اهلها الروسية وينضمان للاتحاد الروسي . مع كوريا الشمالية حاول مصالحتها وتطمينها بان كوريا الجنوبية لن تشكل خطرا عليها والبناء على عقلانية جديدة معها فشلت في عهد بايدن .. في الوضع الدولي ما يزال اقرب إلى قيادة الولايات المتحدة كقطب اوحد للعالم ومع تحالف وثيق مع اوروبا في ذلك .! في الحرب على غزة ترامب مع اليمين الأسرائيلي ونيتنياهو ويختزن كرها للفلسطينين ولا يوافق على دولة لهم وأقصى تنازلاته لإرضاء العرب والمسلمين هو ادارة بلدية لشؤون السكان العرب واستمرار الأقصى تحت الرعاية الأردنية ولا دولة فلسطينية اطلاقاً. في الموقف من المسألة السورية هو مع إطلاق يد تركيا في سورية ومساندة قيام دولة كردية في الشمال السوري وضد داعش وكل التنظيمات الاسلامية ومع التنسيق مع إسرائيل في موضوع البدائل عن النظام فيها.! الوجود الروسي ليس مشكلة عنده وسيرحل بانتظار البديل الاميركي الاسرائيلي للنظام ! في موضوع القرار ٢٢٥٤ هو مع التمسك بجنيف مقرا ومع تنفيذ القرار بالطريقة القويةومع جنيف ادارة ومقرا . هذا هو الوضع لسياسة الحزبين وأي موقف عربي وحتى إسلامي يجب اختيار الأقل خطرا لا انحيازا لأحدهما وكلاهما بعيدا عن العدالة بالنسبة لنا. مقاطعة الانتخابات قد تتحول إلى مصلحة لاحد الحزبين وليست موقفا سياسيا بل مجرد احتجاج لا مصلحة سياسية منه ويمكن ان يكون مؤذيا. القرار صعب ولكن في السياسة المشاركة حق دستوري والخيار بين سيئين ليس عيبا في السياسة. اتمنى على الاخوة في الجاليات العربية الحوار حول هذه الدراسة وانا مع الإجماع او الاكثرية ولا يضار كاتب ولا شهيد!