آل زايد: رحلتي حول العالم بداية للتصحيح الثقافي || مع الكاتب عبد العزيز آل زايد، عن كتابه حول العالم في كتاب

خُلود الحُسين

عبدالعزيز آل زايد، كاتب وروائي سعودي مواليد الدمام 1979. معلم في إدارة التعليم منذ 2006. تخرج من جامعة الملك فيصل، بالأحساء- مدينة الهفوف. وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل بمدينة الدمام. يُعَدّ الكاتب آل زايد سفيرَ مؤسسة ناجي نعمان منذ 2022، وحاصل على جائزة الإبداع في الرواية من ذات المؤسسة برواية الأمل الأبيض 2020. الكاتب آل زايد مهتم بالسرديات التاريخيّة التخيليّة. بدأ بكتابة القصة القصيرة في بواكيره، ثم اتجه للرواية. هو مؤلف لديه ١٥ كتابًا منشورًا، حيث كتب عدّة مجموعات قصصيّة، وروايات، وعدّة كتب متنوعة.

___________

“حول العالم في كتاب”، الإصدار الخامس عشر، للكاتب آل زايد، يعتبر الكتاب دليل سائح وزاد مثقف، أعِدّ ليكون رفيق سفر. يقع الكتاب في ٢٠٩ صفحات، ويتحدث عن ٨٠ مدينة، في ٨ أبواب، يساهم الكتاب في الإرشاد المعلوماتي والسياحي والجغرافي والتاريخي. رحلة ماتعة عبرَ سفرٍ افتراضي. فكرته (السفر عبر قرطاس). شعاره (تملك ما لا يمتلكه المسافرون). غايته (المعلومة جسر التعارف).

_______________

استضفنا الكاتب والروائي السعودي الأستاذ عبدالعزيز آل زايد، وحاورناه عن إصداره الـ ١٥ ، بعد التواصل والترحيب، كان الحوار:

س١: الأستاذ عبد العزيز آل زايد، أنت روائي حاصل على جائزة في الرواية، خلافًا لما هو متوقع ومفترض، تكسر ما عليه الروائيون، وتتجه لكتابة الكتب الثقافية، و قد صدر لك مؤخرًا كتاب”حول العالم في كتاب”، هل هو زهد في الرواية والأدب؟، أم هو طمع في ملأ جوانب أخرى جديدة؟

ج١: الخطأ أن ينحصر الروائي في سجن الرواية، والصواب أن يضع أحباره في قوالب متعددة، أو يختزل المعارف في طيات رواياته، حتى تكون الروايات مغذية ومشبعة، وهذا ما تداركه بعض الأدباء، طبعًا ليس الأمر زهدًا في الأدب، إنما طمعًا في إثراء المكتبة العربية، وقد أزعجني كثيرًا، انحباس بعض الروائيين في جانب السرد، والحاجة ماسة في انتاج كتب ثقافية متنوعة.

س٢: كيف انقدحت في عقلك فكرة الكتاب؟، أليس هذا العنوان مستهلكًا؟ وكتب عنه كثيرًا؟

ج٢: لم يكتب عنه الكثير، وكتب السياحة والسفر محدودة، إذا ما قورنت بكتب الأدب، ثم إن ما كتب قديم ويبعث على التثائب والممل، وأدركت أنني سأضيف لمسة خاصّة تَسُدّ ثغرة هامة في المكتبة العربية بطرق هذا المجال. فمن أين جاءت الفكرة؟، الكثير منا يحلم بربح المليون، ولا يتأتى ذلك بعقول مسطحة، تجهل الثقافة البيضاء، فالمثقف يلزمه على الأقل معرفة الحد الأدنى، من معارف المدن والبلدان، وقد وجدت أن كثيرًا من المثقفين يعانون من هذا الداء، فكان الحل العملي انتاج كتاب رشيق ممتع، يجذب القرّاء عن أهم بلدان العالم.

ج٣: هل تحب السفر؟، وما الذي اكتشفته بعد انتاجك لهذا الكتاب؟، هل أضاف لك شيئًا؟

ج٣: بالتأكيد أنا أول مستفيد، في رحلتي حول العالم الافتراضيّة، وهي بداية لتصحيح ثقافتي الجغرافية، وأدعو الأصدقاء المثقفين تحديدًا لعلاج هذا الضعف، أما عن محبة السفر، فأنا أسفار أحيانًا، غير أن السياحة الورقيّة أولى بالنسبة لي، فأنا مؤلف واحتاج لهذا الزاد لانتاج المزيد من الكتب الجيدة.

س٤: لماذا انتخبت الكتابةَ عن 80 مدينة، لماذا رقم ثمانين تحديدًا؟، وهل هناك مدن هامة لم تكتب عنها؟

ج٤: لم أرغب في كتابة موسوعة جغرافيّة، فنحن في زمن السرعة، والكتاب الصغير عليه إقْبَال أكثر، لذا تركنا المطولات، واقتصرنا على ثمانين بلدة، بالتأكيد هناك مدن هامة، تركنا الكتابة عنها، فلماذا الاقتصار على 80؟، أظن أنّ رقم 80، أصبح ثيمة وعلامة مسجلة لهذا الصنف من الكتب، فكلنا سمع برواية الروائي الفرنسي جول غابرييل فيرن، المعروفة باسم (حول العالم في 80 يومًا)، وقد شاطرنا الكاتب الزميل فهد عامر الأحمدي ذات الثيمة في كتابه (حول العالم في 80 مقالًا)، حتى أن بعض كتب الأطفال سارت على ذات النهج، أذكر منها كتاب سافيور بيوتا (حول العالم في 80 حكاية)، وقد عُرِّب للعربية مؤخرًا، نعم هناك من شذّ ليؤكد القاعدة، أمثال الكاتب المصري أنيس منصور في كتابه الشهير: “حول العالم في 200 يومًا”.

س٥: كتبت الرواية وكتبت الكتب الثقافية؟، أي المجالين يستهويك أكثر؟، وهل تجد نفسك في الرواية؟، أم في الكتابة والتأليف؟

ج٥: أترك الحكم للجمهور وللأجيال، بالنسبة لي كل صنف له ذائقة، فأنا روائي والرواية الجيدة تَمْتَص العروق، وتستنزف الطاقة، أما التأليف فيحتاج لبحثٍ هستيريّ مُكثّف، واستحلاب لا متناه للعثور على المعلومة. الرواية أكثر قراءة ولها سوق، ولكن الكتاب فائدته المعرفيّة أكبر، وترضي شريحة خاصّة من القرّاء، في اعتقادي أنّ كل روائي كاتب بالضرورة، وليس كل كاتب روائي بالضرورة، بالطبع هناك روايات مهلهلة ومؤلفات سطحية، فكل عمل يحتاج لجهد وإحكام، ومن الجميل أن يظفر الكاتب بجناحين.

س٦: بلغتَ الإصدار الخامس عشر، هل الكتابة سهلة لإنتاج هذا الكم؟، ما هو هدفك من هذه الكتابات؟، أين تريد أن تصل؟، وكم هو العدد الذي تنوي الوصول إليه؟

ج٦: لا أعلم. لا أعلم في الحقيقة أين ستقودني المقادير؟، فلدي الكثير من المحبوسات، وفي صدري الكثير، أما عن أهدافي فكبيرة، لا يتسع المجال لطرقها الآن، فقط أرجو أن تكون هناك أمانة وعدالة، لمن لديه رغبة في العطاء، هناك صورة أفضل لمستقبل الثقافة، أرجو أن يتحقق، لنتقدم للأمام.

س٧: هل ترى كتابك حول العالم، جيد ويستحق القراءة؟، ما أهم البلدان التي تحدثتَ عنها في الكتاب؟

ج٧: تحدثتُ عن ٨٠ بلدة يستحق السفر إليها، من عدة قارات، كآسيا و أفريقيا و أوروبا و أمريكا، فهناك عدة مدن لا يعلم القارئ عنها إلا القليل رغم أهميتها، أما المدن الهامة التي يعرفها الجميع تناولتها بطريقة تضيف للقارئ، فمثلًا: تحدثنا عن (مكة المكرمة)، بمعلومات جيدة وجديدة من الجيد الإلمَام بها، وتحاشينا المعلومات غير الهامة، مركزين على المشوق الذي لا غنى عنه. هل تجد كتابك جيد؟، ينقص الكتاب الصور والخرائط والطباعة الملونة، إلا أنّ سعره في المتناول، وأرى أنه سيضيف للقارئ، وسَيُعجب أصحاب الاهتمام في هذا النوع.

س٨: السؤال الأخير: ما الذي يميز الكتاب؟، وهل تعد الجمهور بشيء؟

ج٨: أتوقع أن يرى الجمهور كتابات جديدة، أمام بخصوص المؤلفات فلا نستطيع البت بها، لكون الوقت مبكر، ولا نزال في طور العمل بصمت. أما ما يميز الكتاب، فهو خفيف ظل، سهل الأسلوب، ثريّ المعلومة، مقسم لثمان أبواب، سيجد القارئ أنه فرغ منه في جلسات معدودة، وسيلمس فارقًا، لكون الكتاب أعِدّ ليضيف.

المصدر: ملتقى الثقافة والأدب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حوار صريح يعبر عن رؤية طموحة بالعمل الأدبي، كتاب الكاتب الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد “حول العالم”، جيد ويستحق القراءة، يتحدث عن ٨٠ بلدة يستحق السفر إليها، من عدة قارات، كآسيا و أفريقيا و أوروبا و أمريكا،

زر الذهاب إلى الأعلى