نظم ناشطو وناشطات مدينة شهبا في محافظة السويداء، الثلاثاء، مسائية احتجاجية بمناسبة مرور 300 يوم على انطلاقة الاحتجاجات الشعبية في المحافظة تأكيداً على تمسك الشارع في السويداء بمطالبه بالحرية والتغيير السياسي في البلاد.
وشارك في الفعالية المسائية عشرات المحتجين من مناطق متفرقة من المحافظة، رفعوا خلالها لافتات تنادي بالحرية والعدالة وبوحدة السوريين ولافتات أخرى تحمل العديد من اللاءات التي ترفض كل أشكال الفوضى والعبث بأمن المواطنين والاعتقال والخطف. كما جابت مظاهرة سيارة شوارع مدينة شهبا انطلاقاً من دوار مدرسة كمال مسعود وصولاً إلى المدرج الروماني، هتف خلالها المتظاهرون برحيل النظام وحزب البعث المستولي على السلطة في البلاد.
وتغيرت الكثير من المفاهيم على المستوى الشعبي في محافظة السويداء، بعد 300 يوم، من مناظير عدة، فالمراقب لمجريات الحدث يرى تغييراً في الاتجاه السياسي في أحاديث العامة حتى وإن كانت مختبئة تحت غطاء الهمس أحياناً.
ويقول محمد.س، مواطن من الريف الشرقي للمحافظة لم يشارك في الاحتجاجات حتى اليوم، لـ”العربي الجديد”، طالباً إخفاء اسمه، “لا أحد راضٍ عن الوضع الحالي، ولا يوجد أحد لم يعد يعلم مفاسد هذه السلطة، لكن ممكن أن تمنع الظروف بعضا منا عن الإفصاح عن مكنوناته ورأيه، وخاصة نحن الموظفين الفئة الأكثر تضرراً من فساد هذه السلطة، لكننا بكل تأكيد مع مطالب الشارع جميعها، فبالنادر أن تجد بيتاً في السويداء ليس به مهاجر”، مضيفاً: “أنا على يقين أن البلاد ستشهد يوماً هبة شعبية كبيرة إن استمرت الأوضاع على ما هي عليه”، وحول رأيه بالتظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير السياسي، يؤكد محمد أنها مطلب لعامة الشعب، مشيراً إلى أن كل محاولات السلطة لتشويهها فاشلة وأن الشعب مدرك لذلك.
فيما اعتبرت الناشطة شهيرة عزام في حديث إلى “العربي الجديد” أن “محتجي المحافظة امتلكوا خلال الـ300 يوم من الحراك ما يصعب أن يتخلوا عنه في أي ظرف وأي زمن”، مضيفة: “نحن بصفتنا سوريين جميعنا ومن أكثر من جيل سكننا الخوف والرعب منذ الولادة، وترتبط في ذاكرتنا دوماً أي مطالبة بحقوقنا وحريتنا بأجهزة المخابرات وسيارات بيجو ستيشن (سيارات اعتادت المخابرات السورية استخدامها) التي كان مجرد عبورها من الشارع يتسبب في الرعب لكل المواطنين، ونحن لم نعد نرى قضية فلسطين العربية إلا من بوابة فرع فلسطين” (فرع فلسطين هو فرع أمني شهير في سورية يُعرف عنه تغييب المعتقلين وارتكاب المجازر والإعدامات داخله).
وترى عزام أن الـ300 يوم منذ انطلاقة الحراك “غيرت من مفهوم الناس تجاه الوطن وقضايا الأمة والتاريخ وكل شيء، وتجاوزوا في مطالبهم للعيش والتحرر من الطغمة الحاكمة، إلى واقع يعيشونه في داخلهم وفي تعاملاتهم اليومية مع الجيران والناس وحتى الزملاء في العمل”، مضيفة: “هنالك شيء اسمه الحرية في الرأي والتعبير أصبح جزءا من تداولاتنا اليومية دون خوف من تسلط أحد سواء كان هذا في الشارع أو المنزل أو العمل، وربما نكون نحن النساء المستفيد الأكبر من هذا الحراك الشعبي، فقد عشنا انتفاضتين في نفس الوقت الثانية كانت على الكثير من القيود التي فرضتها العادات والتقاليد وهذا انتصار آخر على كل أنواع التسلط”.
وبدأ حراك السويداء من ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، مركز المحافطة، في 16 أغسطس/آب 2023 إثر قيام حكومة النظام برفع أسعار المشتقات النفطية من خلال إضراب عام، ليتحول بشكل سريع إلى حراك ضد النظام بالمجمل رافعاً شعارات الثورة السورية بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الأممية الخاصة بالحل السوري.
المصدر: العربي الجديد
الف تحية وإكبار لشعبنا الحر بالسويداء بمناسبة مرور 300 يوم على انطلاقة احتجاجاتهم السلمية الشعبية حاملين أهداف ثورتنا ومطالب شعبنا بالحرية والكرامة والتغيير السياسي وفق القرارات الأممية 2015/2254 #إنتفاضة_السويداء #إنتفاضة_حتى_اسقاط_النظام