اولا. إن موقفنا الثابت من النظام الاستبدادي الدموي السوري. قبل الثورة وبعدها الذي لم يقبل بالتحول الديمقراطي و اختار الطريق الدموي في مواجهة الشعب السوري. أما القتل والتشريد للشعب السوري وتدمير سورية . أو عودتنا عبيدا في بلدنا مزرعة للنظام وعصبته لمنتفعيه وانتهازية وامتدادهم الخارجي
ثانيا. كنا ندرك منذ البداية أن للنظام أنصار عضويين خارجيين يتقاسمون الخلفية الاستبدادية والواجهة العقائدية المدعاة . من قومية وممانعة ومحاربة (اسرائيل). تغطية طائفية على أساس الحلف (العلوي الشيعي). كحقيقة باطنه ومدّعاة ايضا.. وما ايران وحزب الله وعراق المحاصصة الطائفية إلا تجسيد عملي لذلك. ومثلت هذه العصبة علاقة تحالفية استراتيجية. الإمداد المادي من رجال ومال وعتاد. وكذلك المعنوي بكل اشكاله.. رافعة للنظام واجّلت سقوطه إلى حين
ثالثا. إن دخول روسيا على خط دعم النظام السوري. امنت له التغطية الدولية منعا لاي قرار اممي لمحاسبته أو المساعدة على اسقاطه. ساعد أيضا وعبر إمداد السلاح والخبراء لاستمرار النظام وتغوّله وتجاوزه في سلوكه الدموي أي حاجز أو محظور..
رابعا. ادركنا مبكرا أن الغرب وعلى رأسه أمريكا و الأنظمة الاستبدادية العربية (واسرائيل). لم تتقبل الربيع العربي وواجهته بطرق مختلفة لكل دولة لاسقاطه. وكان نصيب سوريا الصمت عن فعل النظام. ودعم جزئي للثوار بحيث تصبح الساحة السورية موقعا لتصفية حسابات إقليمية ودولية. وعبر استنهاض المشاعر الطائفية والاثنية والعداء الديني . ليتم تغذية العداء ذاتيا كانتماء واعتقاد وامداده ماديا من حلفاء المتصارعين من كل الجهات.. وأرادوا تحويل الثورة في سورية. من ثورة إلى حرب أهلية وطائفية..
خامسا. كان استدعاء الحس الديني. واضعاف الجيش الحر. و إفراج النظام عن السجناء الإسلاميين. واستحضار القاعدة إلى ساحة الصراع في كل بلاد الربيع العربي.. والصمت عن ذلك لأجل تأجيج الصراع ورعايته والاستفادة منه لدعم القوى الدولية المتحكمة بالصراع و بمصير العالم
سادسا. لم تكن القاعدة وليدة هذه الأيام. بل هي وليد فعل استخباري سياسي ومنذ مايزيد عن ثلاثين عاما. وتحولت مع الزمن إلى مرض منتشر. و ذريعة للتدخل اقليميا ودوليا. كذلك وسيلة لضرب التحرك السياسي لأي مجتمع نحو الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية . و مبررا لتدخل القوى الدولية لتساعد على تدمير هذه المجتمعات تحت دعوى محاربة القاعدة.. أفغانستان والصومال والعراق واليمن وسوريا وليبيا نماذج حيّة
سابعا. في سوريا والعراق كان النموذج الأسوأ لحضور القاعدة عبر تنظيم الدولة الإسلامية داعش. الذي تجاوز كل عرف وقيم ودين وتحول لمجرد تصرف وحشي بربري . يغطي سلوكه دينيا بالاسلام والاسلام منه بريء.. فلا اجتهاداته الدينية مقبولة أو مفهومه. ولا تحركاته وحربه على الشعب وثواره . ولا استحلال الدماء والأعراض والمال. مما جعلهم أعداء للشعب السوري بنفس درجة عداوة النظام له. وبنفس درجة خطورتهم على الثورة والشعب السوري
ثامنا. وآخر أشكال حضور تنظيم الدولة الإسلامية. تناغمه مع النظام وتبادل الأدوار بالهجوم أو القصف على مواقع الثوار. أو اعادة احتلالها لبعض المناطق المحررة. أو انشغال الثوار عن معاركه المركزية مع النظام في حلب ١٩١٥م وما بعدها أو الجنوب السوري.. أو حتى تسلمه من النظام بعض المدن بعتادها ومالها وكل مافيها ك مدينة تدمر.. ان ذلك يؤكد أن النظام السوري وتنظيم الدولة يتحركان وفق اجندة واحدة وأنهما اداتان لحالة واحدة.. وان حصل ادعاء غير ذلك. وان على الشعب السوري وثورته اتخاذ موقف حازم من النظام السوري المجرم وتنظيم الدولة الاسلامية داعش
.اخيرا.. المطلوب منّا الكثير. وثورتنا تتقدم على الأرض وتحرير ادلب والجسر وأريحا.. مؤشرات إيجابية. والتحضير لمعركة حلب أيضا..؟. ورص الصفوف وتطهير الجنوب من تنظيم الدولة. لخوض معركة تحرير درعا المدينة والمحافظة والقنيطرة. والتقدم لريف دمشق ودمشق نفسها.. كلها مطالب تنتظر التحقيق.. بعد توحيد الجهود. والتخطيط لمواجهة النظام السوري وتنظيم الدولة بصفتهما عدو واحد
.ان شعبنا السوري وثواره قدموا الكثير وممكن ان يقدموا أكثر. لتحقيق النصر وإسقاط النظام المستبد الدموي ومحاسبته وإسقاط تنظيم الدولة الإسلامية داعش واستئصاله وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية. دولة الحرية والعدالة والكرامة للشعب السوري كله.
3.6.2015
شعبنا السوري الحر فجر ثورته بمنتصف آذار 2011 ضمن ثوابت الموقف من نظام طاغية الشام وحلف المقاولة والمماتعة وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية داعش. الذي تجاوز كل عرف وقيم ودين وتحول لمجرد تصرف وحشي بربري ، محددات موضوعية .