غابت عن مواجهة إسرائيل على رغم وجود 4 كتائب لها ولم تتحرك للدفاع عن المدينة أو المعبر. أفاد الجيش الإسرائيلي بأن قواته وصلت إلى معبر رفح من دون أن يعترض طريق الجنود أي مقاتل تابع للفصائل الفلسطينية، وأن الدبابات تحركت على طول “محور فيلادلفيا” بحرية مطلقة، ولم تسجل أية معارك أثناء توغل المدرعات، وبسهولة سيطر الجنود على المنفذ البري حتى من دون أن تطلق عليهم أية رصاصة.
في اليوم الأول للعملية العسكرية الإسرائيلية المحدودة التي ينفذها الجيش في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، تمكنت القوات المتوغلة من الوصول إلى معبر رفح الحدودي مع مصر والسيطرة عليه من الجانب الفلسطيني، مما أثار استغراب الباحثين العسكريين حول عدم تحرك كتائب “حماس” لصد القوات الإسرائيلية.
ليلة سقوط المعبر
وبعد أن أمرت إسرائيل سكان رفح بالإخلاء الفوري تحركت المعدات العسكرية ليلاً نحو “محور فيلادلفيا”، الشريط الأمني الذي يربط بين غزة ومصر، وتمكنت من اجتياح نحو ثلثه، وفي غضون ساعات قليلة وصلت إلى معبر رفح وسيطرت عليه من الناحية التشغيلية.
وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن القوات البرية المتوغلة تعرضت لإطلاق نار بسيط بواسطة أسلحة خفيفة من بعض مقاتلي “حماس” فور اجتياز المدرعات للحدود، وعلى الفور تعامل الجنود مع الحادثة فقتل خلال الاشتباكات 20 مسلحاً فلسطينياً.
ويفيد الجيش الإسرائيلي بأن قواته وصلت إلى معبر رفح من دون أن يعترض طريق الجنود أي مقاتل تابع للفصائل الفلسطينية، وأن الدبابات تحركت على طول “محور فيلادلفيا” بحرية مطلقة، ولم تسجل أية معارك أثناء توغل المدرعات، وبسهولة سيطر الجنود على المنفذ البري حتى من دون أن تطلق عليهم رصاصة.
قوة “حماس” في رفح
وما كشفت عنه إسرائيل يدفع إلى التساؤل حول عدم تحرك حركة “حماس” للدفاع عن محافظة رفح وبخاصة المعبر البري، ودور مقاتليها مما يجري في أقصى جنوب القطاع، وكذلك الكتائب الباقية لها.
ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي فإن لدى حركة “حماس” أربع كتائب قتالية فعالة في مدينة رفح، تشكل آخر معقل للفصيل الفلسطيني في قطاع غزة، وبمجرد القضاء على هذه القوات فهذا يعني انتهاء قدرات الحركة النظامية.
ويعتقد مراقبون عسكريون في تل أبيب أن كتائب “حماس” الأربع في رفح من أكثر التشكيلات العسكرية تماسكاً وتأهيلاً من حيث السلاح والمقاتلين، وأن أي معركة في المدينة ستكون من أشرس المعارك منذ بداية الحرب، ويؤكد ذلك ما جاء في تصنيف معهد دراسات الحرب الأميركية بأن “لواء الحركة في رفح يعد أعقد تشكيل مسلح في الأراضي الفلسطينية”.
قوة نارية كبيرة
يقول الباحث العسكري مجدي الريس إنه “لا يهم كم هو عدد مقاتلي ’حماس‘ في رفح، ولا يغير وجود أربع كتائب للحركة في تلك المحافظة من مجريات القتال، وببساطة ليس بوسع أية قوة باقية للحركة الصمود أمام فرقة واحدة للجيش الإسرائيلي”.
ويضيف الريس، “ليس لأن الحركة انهارت ولكن لأن الجيش الإسرائيلي يستخدم قوة نارية كبيرة جداً تفوق قدرات ’حماس‘ وتجهيزاتها على الأرض ومقاتلو الحركة يدركون ذلك، وهذا شيء ليس غريباً في العلوم العسكرية”.
ويوضح الباحث العسكري، بحسب قراءته لحرب غزة، أن إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضخمت قوة “حماس” في محافظة رفح بشكل كبير، وخلقت هالة إعلامية حول قدرات الحركة لدرجة أنها أقنعت العالم بأنها ستقاتل جيشاً نظامياً.
ويلفت الريس إلى أن الواقع ليس كذلك وأن قوة “حماس” في رفح بسيطة للغاية، ووفقاً لقراءته العسكرية فإن الحركة اضطرت إلى نقل كتيبتين اثنتين من كتائبها الأربعة في رفح إلى خان يونس وبعض المناطق الأخرى، لتحتفظ بوجود عسكري في حال انهيار رفح أمام الجيش الإسرائيلي.
ويقدر العسكري أن معارك رفح وتفعيل قدرات “حماس” سيبدآن عندما يصل الجيش الإسرائيلي إلى قلب المدينة وليس على الحدود أو في “محور فيلادلفيا”، مبرراً ذلك بأن أجهزة مراقبة قوات تل أبيب كانت ترصد الحدود الجنوبية والشرقية لرفح على مدار الساعة، وهذا تفهمه “حماس” التي لم تركز على صد الجيش لمجرد دخوله أراضي رفح.
لا اتصال بين الحركة ومقاتليها
ومن وجهة نظر أخرى يتساءل الباحث العسكري مهدي عفيفي عن عدم قيام مقاتلي “حماس” بتفخيخ وزرع الألغام الأرضية على طول “محور فيلادلفيا”، إضافة إلى نشر المقاتلين المسلحين بأقوى القذائف الصاروخية ويقول، “كنت أعتقد أن سيطرة الجيش الإسرائيلي على ’محور فيلادلفيا‘ والوصول إلى معبر رفح سيستغرقان نحو أسبوعين في الأقل بسبب شراسة المعارك على طول الحدود وأن ’حماس‘ ستضع نحو 30 في المئة من قوتها العسكرية لصد هجوم القوات على تلك المنطقة”.
ويضيف الباحث العسكري، “حضرت إسرائيل خطة هجوم رفح على الإعلام وليس في الغرف المغلقة، وقالت إنها تريد السيطرة على ’محور فيلادلفيا‘ وإخضاع معبر رفح لها، وكل ما يجري على الأرض تحدث عنه نتنياهو، وكان ذلك يستدعي أن تتجهز ’حماس‘ لهذا السيناريو وصده”.
ويعتقد عفيفي أن حركة “حماس” انهارت وأن كتائبها الأربع في رفح ليست لديها خطط دفاع واضحة، وأن عناصرها هناك يقاتلون كل واحد بحسب ما هو متاح لديه، وأن الاتصال القيادي والتنظيمي مقطوع أو شبه محدود.
ويوضح عفيفي أنه بمجرد سيطرت الجيش الإسرائيلي على معبر رفح فإن هذا يعني أن حركة “حماس” انتهت وبدأت تخسر المعركة، لافتاً إلى أن الفصيل السياسي أقر بذلك عندما أصدر بياناً جاء فيه أن احتلال معبر رفح يعد انتهاكاً كبيراً واحتلالاً للقطاع.
معاهدة السلام
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية (كان) فإن العملية العسكرية في رفح هدفها إنهاء سيطرة حركة “حماس” على المعبر الذي يتيح لها تهريب السلاح وجباية الضرائب، كما أن المنفذ يعد رمزاً سيادياً وسلطوياً مهماً للحركة.
ويقول متخصص العلوم العسكرية في جامعة الاستقلال رمزي القهوجي إنه “بالنظر إلى موقع المعبر واتصاله مع شبه جزيرة سيناء، فإن العملية العسكرية الإسرائيلية تعترضها مجموعة من المعوقات والتعقيدات ذات الطابع السياسي والميداني المتعلقة بمصر التي تشرف على المنفذ الرسمي الوحيد للفلسطينيين إلى العالم الخارجي”.
ويضيف القهوجي، “يبدو أن ’حماس‘ تعاملت وفق اتفاقات السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر، ولم تحول ’محور فيلادلفيا‘ إلى شارع من نار، بل تعاملت مع الموضوع على أنه خاصرة رخوة وليس له أية أهمية”.
ويوضح القهوجي أن خطة “حماس” بعدم الوجود على “محور فيلادلفيا” يعني تكذيب الرواية الإسرائيلية بأن هذا الطريق به مئات شبكات الأنفاق، ويرى أن الحركة تخطط لاستدراج الجيش نحو قلب مدينة رفح، وهناك ستكون المعارك القتالية.
الطرفان يتوعدان
وعن ذلك يقول عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق إن “اجتياح رفح واحتلال المعبر يعرقل جهود وقف إطلاق النار، ولا بأس بذلك لأن رفح ستتحول إلى كتلة لهب ومقابر للجيش الإسرائيلي، والقوات المتوغلة تدرك ذلك جيداً”.
أما من إسرائيل فيؤكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن قوات بلاده ستتعامل مع أية قوة للحركة مهما كانت، موضحاً أن الجيش سيدمر قدرات “حماس” ويقضي على جيوبها في جميع أنحاء القطاع.
المصدر: اندبندنت عربية
أين المقاومة الوطنية الفلسطينية الت تمنع قوات الإحتلال الصهيوني من إحتلال معبر رفح وممر فيلادلفيا؟ كلنا يعلم بأن قوات الإحتلال تضع بحساباتها هذه المقاومة لذلك رسمت خطة المواجهة والمتابعة، وأكيد المقاومة تعلم لذلك كانت خطتها يبدو معاكسة بحيث تكون المقاومة بالإلتحام المباشر بعد ذلك وبقيادة لا مركزية.