المحتل المختل الذي لا يريد أن يفهم الدرس قبل إعدامه بلحظات

كامل ناصر الأحوازي

ألقى أسد الصحراء، شيخ المجاهدين الشهيد عمر المختار بكلماته الخالدة: ” ، ننتصر أو نموت، و هذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم . لا شك من ثبوتية مضمون هذه الكلمات و المفاهيم العالية للإنسانية ، التي هي كانت و ستظل تحمل هذا الزخم الكبير من الروح الثورية الراسخة و الرؤية المستقبلية و تظهر في نفوس المناهضين و الثائرين على الاحتلال و الرافضين له و أدواته ، و أن نظرنا إلى ما يجري في التاريخ الحديث ، نجد أن المسيرة المظفرة للثوار مستمرة إلى اليوم و ذلك بالرغم من التضحيات الكبيرة و تنوع و تطور الأساليب و عمل الآلات القمعية الوحشية و الفتاكة التي يستعملها المحتل ، بينما تقابلها إرادة شعبية صلبة ، مصممة على السير في طريق الحرية و دحر المحتلين . في كل سنة و حسب التجارب التي مر بها شعبنا العربي الاحوازي و الشعوب الغير فارسية الأخرى ، هناك دائما فصل محدد يتكرر سنويا ، قد يكون يتغير توقيته بحكم الظرف الذي يعاني منه المحتل الإيراني ، نستطيع أن نسميه ” فصل الموت أو القتل بدم بارد ” و هو ما يتم فيه تنفيذ احكام الاعدام في حق المناضلين من أبناء هذه الشعوب و كذلك الشعب الايراني ، و اللذين لا ذنب لهم ، الا و هم وقفوا وقوف الجبال بوجه من يجوع و يظلم شعبهم و ينهب ثرواته و يعمل على تغيير هويته و ينفذ بحقه سياسة التفريس و يحاول أن يقضي على تاريخه و حضارته و ينهي كيانه من الوجود نهائيا . هو فصل الموت أو فصل المجزرة ، يراد به القتل المتعمد و بحجج واهية و تهم ملفقة فارغة من كل الدلائل و البراهين القانونية ، بحق كوكبة من أبناء شعبنا العربي الأحوازي ، الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال الغاشم و مازالوا يعيشون في أصعب الظروف الغير إنسانية ، في سجون القرون الوسطى ، حيث محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية ، و منها العلاج و الزيارات و غيرها ، و رغم كل المطالب الوطنية و مناشدات المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بوقف تنفيذ أحكام الإعدام الظالمة في حق المعتقلين ، إلا أن النظام الإيراني يصر على تنفيذ سياسة القتل و الترهيب و التخويف ، ظنا منه يستطيع أن يكتم الأصوات التي تطالب بالحرية ، و أن يوقف و يمنع سير عجلة التاريخ و أن يقضي على أحلام و آمال الشعوب المضطهدة في التحرر من القيود العبودية و العيش بكرامة ، و يوسع من إجرامه دون أن يعترض أحدا عليه و يقف في وجه سياساته الإجرامية و اللا إنسانية الذي يستهدف بها أمن و أمان أبناء الشعوب الثائرة و يسلب منهم حريتهم و كرامتهم . منذ بداية الثورة سنة 1979 حتى الأن ، و النظام الإيراني أعدم عشرات الألوف من خيرة المناضلين ، بدءا من المجازر في ساحات و ميادين المدن و المجازر الوحشية التي يندى لها جبين الإنسانية ، كتلك المجازر التي ارتكبها في داخل المعتقلات دون أي رادع ، و مع حدوث كل هذه الجرائم ، الا ان مسيرة التضحيات و العطاء و الفداء ، ظلت و ستظل مستمرة و اقوى من كل أدوات النظام القمعية ، فهؤلاء الذين يقودون هذه المسيرة يبقون بمثابة قدوة لأبناء الشعوب و الأجيال القادمة و يمثلون منارة الحرية في أحلك الظروف القمعية و اللا إنسانية التي لا تطاق و لكن النظام المتخلف القابع في طهران ، يبقى غير آبه لكل هذه التجارب و متجاهلا الدروس و مستمرا في عنجهيته و التعنت الأعمى في معاملته مع أبناء الشعوب الثائرة .

هذه المقالة قد لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى