أرسل لي صديق هذا المقال المنشور في موقع أساس، تعليقا على مسلسل الحشاشين الذي عرض خلال شهر رمضان المبارك، وحصد أعلى المشاهدات، وقد علقت عليه بالتالي.
**********
هذا نموذج من التحليلات والرؤى التي تلتزم خط النظام العربي السائد وتدافع عنه، وتوظف كل الحراك العام للترويج له، وهي تجعل “الآخر” المعارض لذلك النظام في خندق واحد، وتوجه له سهامها.
هنا لا يوجد إلا إيران ومعها حماس والاسلاميون، وفي المقابل خط”التصالح” مع “اسرائيل”، وتقدم خط التصالح هذا باعتباره خط البناء والعقل والصواب.
ونبحث في هذا الخارطة عن مقاومة الاحتلال الصهيوني، ومقاومة التبعية للغرب الاستعماري، ومحاربة الفساد والظلم والطائفية فلا نرى له وجود وتصبح المعادلة أن تكون هنا أو هناك، وبالطبع حينما لا تكون “طوفان الأقصى”في صف قوى التصالح، فإنها ستكون هناك حيث ايران والتشيع، وتوظيف الدين و…الخ.
وفي إطار هذه الصورة استخدمت “القدس، والأقصى، والكوفية الفلسطينية”، كأدوات داعمة للخط الظلامي / الإخواني / الشيعي، وليس كرموز للقضية المركزية في أفقنا العربي، والاسلامي، وحتى العالمي.
هذا النوع من التحليل لا يرى ما يحدث في غزة وفلسطين ولا ما يحدث في العالم كله تجاوبا مع “حدث غزة”.
وهذا النوع من قراءة الحدث الفني / الدرامي يريد الإغارة على الوعي الشعبي الجماهيري والترويج لرؤية معينة هي في جوهرها مضللة، ويريد تعزيز الهجوم المستمر على جماعة “الأخوان المسلمون”، دون أن يكون هناك مسوغ حقيقي لهذا الهجوم. وفي هذه المناسبة، وإنما هي عملية توظيف في مسار شيطنة هذه الجماعة.
وليس من قبيل التجني أن نستنتج أن استخدام “حدث فني” للترويج لمثل هذه الرؤية إنما يشير إلى أن ما فعلته عملية “طوفان الأقصى” مثل خطرا حقيقيا على “جماعة التصالح مع العدو”، وعلى “الوعي المصطنع” الذي حاول هؤلاء أن يبرروا فيه انتهاجهم لهذا السبيل، وتحويلهم عدو الأمة إلى حليف أمني واقتصادي واستراتيجي لهم.
ولعل مثل هذا التحليل يلفت نظرنا أيضا إلى مظاهر الوعي العام الوطني والقومي والانساني المتولد حول “فيضان الأقصى”، تمثل قيمة حقيقية مستفزة لتيار “التصالح مع العدو”.