1- لم يبقَ شَطٌّ إليهِ ترجعُ السُفُنُ *** ولا مطارٌ.. عليهِ يهبطُ الشَجِنُ
2- لا شيءَ إلا أمانينا تُصبّرُنا *** الحمد لله .. لا أهـلٌ ولا وطـنُ!
3- خُذلتِ يا شامُ ، يا أُمّي ومُرضعتي *** ومسقِطَ الحُبِّ…..ماذا يا تُرى الثمنُ؟!
4- إني لأخجلُ من أنّي بقيتُ على *** قيد الحياةِ.. وأمّي لفّها الكفنُ!
4- أهلُ الفنادقِ لا عزّت كروشهُمُ *** يزدادُ فيهم غباهُم كلّما سَمِنوا
5- ويقلقونَ صباحاً بعدما رقدوا *** ويقلقونَ مساءً إن هُمُ سكنوا
6- بمَ التعللُ؟ قلبي صارَ يُنكرُني *** سلّم على الموتِ فيهِ العَيشُ والسَكنُ
7- فكيفَ أحيا وتحتَ الأرضِ أوردتي *** وفي الترابِ مِنَ الأحبابِ لي مُدنُ
8- وأينَ أذهبُ .. كل الأرضِ تُرفُضنا *** وتزدرينا، وكلُّ الأرضِ تمتَهنُ
9- ونحنُ من نحنُ؟ نحنُ الشمسُ فوقهمُ *** ونحنُ ما نحنُ؟ نحنُ العينُ والأذُنُ
10- كلُّ الخرائطِ جزءٌ من خريطتنا *** فكيفَ تعلو على أسيادها الجُبُنُ؟!
11- يا أيُّها الموتُ ما أحلاكَ من وطنٍ *** لمن أتاكَ شهيداً جرحهُ الوطنُ!
12- ودعتُ حِمص وقلبي في أزقتها *** وذكرياتي وروحاً عافها البدنُ
13- وسرتُ أشكو لربي ضيقَ دامعتي *** عمّا بنفسي.. ومالا يُنصِفُ الحَزَنُ
14- كلُّ الذينَ تأملنَا بنُصرتهم *** لنا، تخلّوا.. فسجّل أيُّها الزمنُ
15- أهلُ الفنادقِ لا عزّت كروشهُمُ *** يزدادُ فيهم
غباهُم كلّما سَمِنوا
16- ويقلقونَ صباحاً بعدما رقدوا *** ويقلقونَ مساءً إن هُمُ سكنوا
17- يستنكرونَ على الشاشاتِ مجزرةً *** وكلُّهم بدماها كفّهُ دَرِنُ
18- يا تاركَ الفرضِ مُستغنٍ بنافلةٍ *** واللهِ يومَ اللقا لا تشفعُ السُننُُ
19- يا شامُ لو كانتِ الأحلامُ تُنقذُنا *** كُنّـا حَلِمنا ولكن كلُّها دَخنُ
20- فكانَ لا بُدَّ من حربٍ نُعيدُ بها *** عصرَ النبيِّ .. وفيها تُدرأُ الفتنُ
21- نريدُ أن ترجعَ الدنيا لقبضتنا *** أن يُعبدَ اللهُ لا أن يُعبدَ الوثَنُ
22- نُريدُ أن نُرجِعَ الأمجادَ دولتها *** أيامَ كنّا يداً تنئا بها المِحنُ
23- أيامَ إن عارضت صنعاء عارضةٌ *** صاحت دمشقُ وبغدادٌ هنا اليمنُ!
24- الفرحُ ما كانَ لولا قبلَهُ حَزَنُ *** والسرُّ ما طالَ إلا بعدهُ علنُ
25- والطفلُ مهما لهُ قدّمتَ من اُكُلٍ *** يظلُّ أطيبُ شيءٍ عندهُ اللبنُُ
26- لذا أحنُّ ومثليّ كلُّ مُمتَهَنٍ *** إلى الزمانِ الذي مافيهِ مُمتَهنُ
27 – فكيفَ أسكنُ بيتاً أطمئنُّ بهِ *** وطفلةٌ في بلادي ما لها سكنُ
28- وكيفَ ألتذُّ أو أهنا بمائدةٍ *** ويُشتهى في بلادي الخبزُ والجُبُنُ
29- يا طائراتُ اقصفي، يا أُمّـةُ امتعضي *** يا ساسةُ استنكروا، يا قومُ لا تَهِنوا
30- تكفَّلَ اللهُ فيكم للنبيِّ فلا *** خوفٌ عليكم منَ الدنيا ولا حَزَنُ
31- الأرضُ مهما لنا في الغربةِ اتسعت *** يظلُّ أرحبَ من أرجائها الوطنُ
32- قل للطبيبِ وشمسُ العمرِ غاربةٌ *** إذا انقضى أجلي، ما تنفعُ الحُقنُ؟
33- باللهِ ربّ السما والأرضِ مُعتصمي *** وفيهِ صبري، إليهِ السرُّ والعلنُ
34- ولستُ أقطعُ آمالي بثورتنا *** لكلِّ وجهٍ قبيحٍ آخرٌ حسنُ..
********************
“حذيفة العرجي”
شاعر سوري من مواليد مدينة حمص عام 1988م، بكالوريوس أدب عربي له عدة مجموعات شعرية.
المصدر: صفحة د- مخلص الصيادي