آن الأوان || لوقف الاحتفال بذكرى الثورة

منجد الباشا

من خلال نظرة متفحصة لواقع الثورة اليوم …. من جوانبها المختلفة وخاصة الذاتي منها…لابد من ملاحظة …ظواهر عديدة ..منها مثلا… كلمة ذكرى الثورة التي اوشكت ان تتموضع في الوجدان السوري وكأن الثورة قد حققت انتصارها ومضى على هذا الانتصار ثلاثة عشر عاما…الامر الذي ينفيه واقع الحال حيث ندرك جميعا ان انتصار الثورة لايمكن ان يعتبر انتصارا حقيقيا الا عندما تتحقق اهداف الثورة المعلنه التي انطلقت من اجلها وعلى راس هذه الأهداف اسقاط نظام العصابة والقذف به الى مزابل التاريخ…واذا كنا قد سلمنا برفع هذا الشعار …ذكرى انتصار الثورة …

والقبول بالاحتفاء به على مدى ثلاثة عشر عاما ..انما كان ذلك بقصد رفع صوت الثورة عاليا…رفضا ونفيا لكل الاصوات والتداعيات والتمظهرات التي كانت تروج وتوحي بان الثورة قد انهزمت او فشلت او باتت مجرد حدث تاريخي سُجل في احد سياقاته…

ومن احد الجوانب الذاتية لواقع الثورة ايضا…هذا الوعي الشامل لحقيقة دور قوى وسلط الامر الواقع الذي تجلى في المظاهرات الشاملة التي انطلقت مؤخرا في مناطق المحرر  قوى الواقع الذي يضم الفصائل العسكرية المرتهنة والماجورة والتي لم تكن يوما تعبر عن حالة ثورية وانما كانت اداة من ادوات الثورة المضادة  وهو الامر الذي اشرنا اليه منذ انطلاقة هذه الفصائل.ومانعنيه هنا تلك الطبقة المهيمنة في هذه الفصائل وليست الفصائل باجمالها….

اما الجانب الذاتي الاخر…مايتعلق بواقع القوى الثورية ونخبها التي تعتبر المحرك الدينامو لهذه القوى…حيث باتت هذه القوى في مواقع متقدمة من حيث انكشافها على بعضها البعض ومعرفتها لبعضها ومن حيث توافقاتها وتقاطعاتها المشتركة حيال قضايا الثورة لجهة سلبياتها وايجابياتها ومواطن اخطائها وصوابياتها وكذلك القوى الداعمة لها ومدى مصداقيتها وارتهاناتها…مما ساعد ذلك على تشكيل الكثير من الاطر والتجمعات التي تتفاعل فيمابينها. وتسعى اليوم الى المزيد من التقارب والتنسيق حيث يتطلع الجميع الى ردم الفجوة القائمة في جسم الثورة الا وهي افتقاد الثورة الى قيادة موحدة لها…

كل ذلك خلافا لماكانت عليه اي القوى الثورية..في مرحلة السنوات الاولى للانطلاق …حيث كانت تدافعات هذه القوى فيما بينها على اشدها وكانت في خلاصاتها تدافعات تناحرية اقصائية…

وبالمقابل على الجانب الموضوعي نجد انه بالاضافة الى انكشاف القوى الاقليمية والدولية ووضوح مواقفها تجاه الثورة السورية…نرى ان الوضع الدولي في اطار النظام العام له والذي كان يتمظهر بحالة تبدو على نسبة عالية من التنسيق والانسجام  والطواعية للمشغل الاول اي الامبريالي الاميريكي المسمى زعيم نظام القطب الواحد.. يبدو اليوم وهو بحالة صراع تناحري آخذ الى  التباين وربما التفكك لاحقا… مماادى ذلك الى استنتاج الكثير من المختصين والمتابعين الى ان هذا النظام آيل الى انتاج نظام بديل متعدد الاقطاب….

مما تقدم…نجد ان مضي ثلاثة عشر عاما من عمر الثورة كانت حافلة بالصراعات والتفاعلات التي اشرنا الى نماذج منها على الصعيد الذاتي ومن ثم الموضوعي.. انتجت معها متغيرات ايجابية مهمة وعناصر قوة فاعلة..  الامر الذي يتيح لنا ان ندعو الى تجاوز الحالة الماضية لحال الثورة والانتقال باسرع وقت الى مايمكن ان نسميه اطلاق شرارة الثورة السورية الثانية او الموجة الثانية للثورة السورية…والعمل الحثيث لانتاج كل مستلزمات ادارة امور الثورة بالشكل المؤسساتي المنظم والذي يُمَكن الثورة من ولوج مشارف العام القادم للاحتفال بانتصار الثورة حقا وحقيقة واسقاط نظام العصابة العميل…ولندخل حقبة جديدة قادمة يمكن الاحتفال فيها لاحقا بالانتصار المؤزر للثورة السورية الثانية او الموجة الثانية للثورة السورية العظيمة…وتجاوز كلمة ذكرى حتى يحين معناها الحقيقي بالشكل المطابق….

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قراءة موضوعية لمسيرة الثورة السورية، ورؤية خاصة تحترم، ولكن هل يجب التوقف عن الإحتفاء بذكرى الثورى بعد الـ 13عاماً ، أم يجب أن نبدأ بالموجة الثانية من الثورة السورية بعد تقييم وتجاوز العثرات التي ادت الى عدم إنتصار الثورة؟ بالعمل لانتاج كل مستلزمات ادارة الثورة بشكل مؤسساتي منظم لتتمَكن الثورة من ولوج مشارف العام القادم.

زر الذهاب إلى الأعلى