أثار حكم السجن الصادر عن القضاء العسكري في الجيش الوطني المعارض، بحق القيادي السابق في الجيش “أبو خولة مو حسن” خمس سنوات، موجة انتقادات وجدلاً كبيراً في أوساط المعارضة.
وكانت الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني، المدعوم من تركيا في الشمال السوري، قد اعتقلت عبد الرحمن محيميد “أبو خولة” قائد “تجمع شهداء الشرقية” أحد فصائل الجيش، في تموز/يوليو 2018، بعد هجوم فصيله على مواقع قوات النظام قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وشنّ “التجمع” عملية مباغتة استطاع خلالها السيطرة على بلدة تادف “نصرة لمحافظة درعا” التي كانت تتعرض لعملية عسكرية واسعة من قبل قوات النظام وحلفائها، قبل أن ينسحب من البلدة خلال وقت قصير “بسبب ضغوط مورست عليه من طرف قادة في الجيش الوطني” حسب قيادة الفصيل.
ومؤخراً أصدر القضاء العسكري في محكمة مدينة أعزاز، التابع ل”الحكومة السورية المؤقتة”، حكماً بالسجن على أبو خولة موحسن الأمر الذي أثار موجة انتقاد، عبر خلالها معارضون عن استغرابهم من “معاقبة قائد ثوري بسبب هجومه على قوات النظام انتصاراً لدرعا”.
أبو خولة موحسن
لكن مصادر في الجيش الوطني نفت ل”المدن”، أن يكون الحكم سببه هجوم “تجمع شهداء الشرقية” على مواقع النظام، بل جاء نتيجة إدانته بارتكاب جناية السرقة والسلب والتسبب بالقتل، بينما لم يصدر عن “القضاء العسكري” أي تعليق.
ويرفض مقربون من الفصيل الذي يقوده موحسن التهم الموجهة له، ويرون أنها مختلقة لتبرير الحكم الذي صدر بحقه، بعد الرفض الشعبي الذي قوبل به قرار اعتقاله منذ البداية، متسائلين عن السبب الذي يجعل قضاء الجيش الوطني يتجاهل الكثير من الانتهاكات التي قام بها قادة وفصائل تابعة للجيش في مناطق سيطرته، دون أن تطالهم يد المحاسبة.
وكان متظاهرون وفعاليات مدنية في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، المنطقة التي نزح إليها الكثيرون من سكان مدينة موحسن في دير الزور، التي ينحدر منها أبو خولة، قد خرجوا في مظاهرات عديدة منذ اعتقاله قبل عامين للمطالبة باطلاق سراحه، كما طالبت عشيرة “البو خابور” التي ينتمي إليها قائد “شهداء الشرقية” بالإفراج عنه.
ويوم الخميس، تظاهر العديد من سكان بلدة الحراك في ريف درعا الشرقي احتجاجاً على الحكم الصادر على أبو خولة وكتبوا عبارات على جدران البلدة تندد بما وصفوه معاقبة الأخير بسبب نخوته لأهل حوران، وطالبوا بإطلاق سراحه.
يُذكر أن أبو خولة من مواليد مدينة تل أبيض بريف الرقة، لكنه ينحدر من مدينة موحسن التابعة لدير الزور، وقد شارك مع أفراد عائلته في الثورة ضد النظام، وتم التعرّف قبل أيام على صورة شقيقه المعتقل لدى النظام ضمن صور “قيصر” كما أن أحد أشقائه مختطف من قبل تنظيم “داعش” الذي قاتله “تجمع شهداء الشرقية”.
المصدر: المدن