مسؤولون كبار في الجيش يعتقدون أنه إذا لم يقرر المستوى السياسي الجهة التي ستنقل إليها المسؤولية عن تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة فستتكرر أحداث مشابهة لما حدث في شمال القطاع. حسب وزارة الصحة التابعة لحماس، قتل 116 شخصاً في هذه الحادثة أثناء محاولة الوصول إلى شاحنة المساعدات التي كانت تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي. حسب أقوال هؤلاء المسؤولين، ثمة حاجة لوجود جسم سلطوي بديل لحماس في المواضيع المدنية ويكون مسؤولاً عن إدخال المساعدات الإنسانية.
في الأسابيع الأخيرة، حذر الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي بأنه إذا لم تتخذ قرارات حول طريقة إدخال المساعدات إلى شمال القطاع ستتضرر شرعية مواصلة القتال من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. هذا الموضوع طرح في الكابينت المصغر والموسع عدة مرات، وجرت نقاشات حوله أيضاً مع الولايات المتحدة ومصر والأردن، التي تعمل على زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع مع التأكيد على شمال القطاع.
أول أمس، بدأت الولايات المتحدة بإنزال المساعدات الإنسانية بطائرات نقل، وقالت مصادر أمريكية إن مساعدات أخرى سيتم إنزالها في الأيام القريبة القادمة.
وزارة الإعلام التابعة لحماس ردت على إنزال المساعدات، وقالت إن عدداً من الدول التي تفعل ذلك، بالأساس الولايات المتحدة، تستخدم هذا الأمر كغطاء لدعم استمرار القتال وتزويد إسرائيل بالسلاح. حسب حماس، فإن إنزال المساعدات يجبر السكان على الركض والبحث عن هذه المساعدات بطريقة تزيد الفوضى. “هم يتوقعون من 2.4 مليون شخص البدء في الركض ومحاولة أخذ ما يمكن أخذه. هناك من ينجحون في السيطرة على المساعدات في الوقت الذي لا يحصل فيه آخرون على شيء”، جاء في البيان. وأشارت حماس إلى أن المساعدات الجوية محدودة من حيث حجم الشحنة، وإن بعض الرزم لا تصل إلى أهدافها أو تتضرر بسبب سقوطها. الجيش الإسرائيلي يعارض موقف وزير المالية سموتريتش الذي طرح أن يتولى الجيش الإسرائيلي إدخال المساعدات. وحسب قول الجيش، فإن دخول القوات مع شاحنات المساعدات بصورة تؤدي إلى الاحتكاك مع آلاف السكان في القطاع سيعرض حياة الجنود للخطر. بعض وزراء الحكومة يعارضون تدخل حماس في إدخال المساعدات وتوزيعها، لأنه تدخل يمكن حماس من السيطرة على السكان.
واقترح جهاز الأمن بدائل أخرى لإدخال كمية أكبر من المساعدات للقطاع، منها نقل المسؤولية إلى رجال أعمال فلسطينيين يمكنهم إدخال الشاحنات. أمس، نشرت “نيويورك تايمز” أن إسرائيل نظمت 4 قوافل للمساعدات لشمال القطاع الأسبوع الماضي، منها التي انتهت بموت 118 فلسطينياً، بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال في غزة. وثمة حل آخر تم طرحه، وهو إدخال المساعدات عن طريق البحر حيث يتم إنزال المساعدات في منطقة ميناء غزة، ومنه إلى مناطق أخرى في القطاع.
اعتبر الجيش الإسرائيلي أن حل هذه المسألة ورقة مساومة مع حماس في المفاوضات على صفقة تبادل المخطوفين. ولكن الآن بعد أن سربت جهات في المستوى السياسي أجزاء من النقاشات ومواقف الوزراء، قدرت جهات رفيعة في الجيش بأنه لم يعد بالإمكان استغلال هذه المسألة. نفس الجهات الرفيعة قالت إنه إذا تولى الجيش الإسرائيلي مسؤولية إدخال المساعدات، سيدرك السنوار بأن إسرائيل قدمت له ورقة بدون مقابل، وسيتشدد في شروطه لعقد الصفقة. وقدر قادة كبار في الجيش أن المساعدات الإنسانية موضوع يقلق قيادة حماس لإدراكها أن استمرار الضائقة والجوع في القطاع سيوجه غضب الجمهور إليها، وخلق مراكز قوة في القطاع خارج سيطرتها.
الشاحنات التي دخلت إلى القطاع في الأسابيع الأخيرة تم ضمان حمايتها من قبل رجال شرطة حماس، الذين اهتموا قبل أي شيء آخر باحتياجات حماس، ثم نقلوا المساعدات للسكان. الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل عدم المس برجال الشرطة المسالمين لمنع عمليات السلب والفوضى. وخلال أشهر، سمحت لهم إسرائيل بحماية الشاحنات. وهي حماية توقفت بعد أن اغتال الجيش الإسرائيلي مجدي عبد العال في 7 شباط، وهو قائد شرطة رفح ومسؤول عما يحدث في معبر رفح، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل عدداً من رجال الشرطة.
عندما بدأت الحرب كانت “الأونروا” الجهة المسؤولة عن إدخال المساعدات وتوزيعها، وبعد الكشف عن تورط بعض موظفيها في مذبحة 7 تشرين الأول، وعندما وجدت بنى إرهابية في مواقع الوكالة، توقفت بعض الدول عن تمويلها، وطلبت إسرائيل العثور على جهات أخرى تتولى إدخال المساعدات.
“الأونروا” حلت محل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، التي كان عليها إدخال المساعدات الإنسانية إلى مصر لفحصها في معبر كرم أبو سالم، ثم إدخالها إلى القطاع. بعد دخول الشاحنات الأولى من قبل الأونروا، تمت مهاجمة السائقين، وتم الاستيلاء على بعض الشاحنات بالتهديد من قبل نشطاء حماس ونقلت إليها.
المصدر: القدس العربي/ هآرتس
العهر السياسي الأمريكي والمؤيد للحرب المتوحشة القذرة لقوات الاحتلال الصهيوني على شعبنا الفلسطيني بغزة، تجلى أخيراً بإرسال المساعدات عن طريق الانزال الجوي، وتقدم السلاح والذخير لقوات الاحتلال لقتل شعبنا، قيام منظمة الغذاء العالمي بتقديم المساعدات بعد توقف الاونروا وممارسات قوات الاحتلال ضد شعبنا الذي تجمع لإستلام المساعدات يتطلب وقف هذا الارهاب الذي ذهب ضحيته أكثر من 116 شخصاً ، فهل من مجيب .