«حركة استقلال الجزيرة» فكرة أطلقها ناشطون سوريون على مواقع التواصل

بعد التوصل لاتفاق سياسي بين حزب الاتحاد الديمقراطي «PYD» – الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، والمجلس الوطني الكردي، برعاية أمريكية – فرنسية، عبر الكثير من الصحافيين الأكراد السوريين عن مباركة هذه الخطوة، وتحدث بعضهم عن قرب إعلان الفيدرالية الكردية في شرق وشمال سوريا «روجافا»، في محافظات الحسكة والرقة ومناطق الجزيرة في محافظة ديرالزور، وعلى الطرف الآخر، ظهرت أصوات عربية من المنطقة الشرقية التي تحكمها «قسد»، تطالب بالاستقلال أو الفيدرالية العربية في مناطق شرق سوريا أيضاً، بقيادة عربية وليس كردية.

أول تلك النداءات بدأت على صفحة «فيسبوك»، تسمى «الرقة أهلنا»، وهي واحدة من أكبر الصفحات الرقاوية المختصة بمحافظة الرقة على فيسبوك، حيث بدأ الأمر بـ»بوست» يتحدث عن عدم استفادة سكان الرقة والحسكة وديرالزور من «سوريا» عبر تاريخ الدولة السورية، والتي لم تكن المنطقة الشرقية حسب وصف الكاتب، سوى منطقة تستغلها الحكومات المتعاقبة على البلاد ويستنزفون خيراتها، وخصوصاً في فترة حكم حزب البعث، منطقة مهمشة وشعبها منسي، وينظر الى شعبها بنظرة دونية من قبل باقي مكونات الشعب السوري حسب المقال الذي حفز آلاف المعلقين للرد، وكانت أغلب التعليقات مؤيدة لفكرة الانفصال او الفيدرالية بقيادة عربية وليست كما تريد «قسد».

الردود وإن كانت على بوست عادي في فيسبوك، إلا أنها توحي بالكثير، فالفكرة لها آذان صاغية، وليست عبثية، خصوصاً أن المعلقين كانوا من المحافظات الشرقية الثلاث، ومن مختلف الطبقات والأعمار، وما هي إلا أيام قليلة لتظهر حركة جديدة على مواقع التواصل تحت عنوان «حركة استقلال الجزيرة»، تدعو لتأسيس دولة مستقلة لكافة السكان في إقليم الجزيرة وحوض الفرات.

وقالت الحركة «التي لا تزال تنشط فقط في الفضاء الاجتماعي» حسب بيان لها، «إن هذه الارض أصبحت جزءاً من الأراضي السورية تبعاً لاتفاقية سايكس- بيكو 1916»، ودعت الحركة مناصريها إلى إظهار تأييدهم لـ»حق تقرير المصير» لسكان الجزيرة وحوض الفرات مجتمعين بغض النظر عن عرقهم أو إثنيتهم أو دينهم أو ثقافتهم، ودعت الحركة الناشطين لتبديل صورهم وأغلفة حساباتهم الشخصية على منصات التواصل باللغة التي يختارونها، مع ترويج ما اسمته بـ»وثيقة الاستقلال» التي أطلقتها الحركة وحشد التواقيع لها من الناس كافة من سكان المنطقة البسطاء الذين يدفعون الكلفة الأعلى للنهب والتهميش حسب وصفها.

«القدس العربي» تواصلت مع احد مروجي هذا المشروع، في مجلس تواصل «حركة استقلال الجزيرة وحوض الفرات» والذي رفض الكشف عن اسمه، وقال إن الدافع لتأسيس «حركة الاستقلال» هو استبعاد السكان المحليين من أية تنمية تذكر منذ تأسيس الكيان السوري الحديث، أي منذ مئة عام، ويضيف الناشط « لدينا هوية مختلفة عن الهوية السورية، حيث لم تتشكل هويةً سورية تجمع هذا الخليط غير المتجانس الذي شكله سايكس وبيكو، فهويتنا عريقة متجذرة تقوم على التقاليد الزراعية التي أنتجت قيماً وتقاليد مشتركة لعموم سكان الجزيرة، نحن هوية تقوم على أساس جغرافي يقبل الآخر ويتعايش معه، لا هوية عرقية أو دينية أو حتى قومية مغلقة لا تقبل إلا قومها، عشنا عبر التاريخ كهويات متجاورة ولم تجلب لنا الدولة الحديثة غير الكراهية البينية، صحيح أن الفكرة صادمة لكن الاستجابة جيدة وأعلى من المتوقع، خصوصاً من جيل الشباب الذي اكتشف الإقصاء والتهميش ولم يعد يقبل بأن يبقى على الهامش ويريد أن يقرر مصيره بنفسه دون وصاية». ويرى عضو مجلس التواصل لهذه الحركة ان مستقبل «حركة استقلال الجزيرة» يتوقف على إيمان الناس بها والتفاهم حولها خصوصاً جيل الشباب الذي هو دائماً صانع التغيير، ويتحدث الناشط الشاب شارحاً ما وصفه بالجدول لإنجاز الوثائق التأسيسية المتكونة من:

وثيقة الهوية وهي وثيقة تعرف وتحدد وتشرح هوية سكان إقليم الجزيرة وحوض الفرات المشتركة الجامعة، في إطار تنوع وغنى الثقافات والهويات الفرعية، وثيقة الجغرافيا والسكان، وهي وثيقة تُثَبّتْ حدود دولة الجزيرة وحوض الفرات ومدنها وسكانها وتوزعهم الجغرافية، وثيقة المساواة وحقوق الأفراد والجماعات، وهي وثيقة تحدد الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية الأساسية للسكان أفراداً وجماعات، بما يضمن حقوق جميع السكان كأفرادٍ أولاً، وكجماعات متمايزة في ثقافاتها ودياناتها ولغاتها ثانياً، ويمنع تغول أي سلطة حاكمة عبر خضوعها لمحددات فوق دستورية.

وثيقة حق العودة، وهي وثيقة تضمن حق المواطنة للسكان الذين تعود أصولهم إلى الجزيرة وغادروها منذ اتفاقية سايكس بيكو حتى الآن.

5- وثيقة الحق في الموارد والقضاء على الفقر؛ وهي وثيقة تبين موارد وثروات إقليم الجزيرة وحوض الفرات العامة وسبل إنفاقها بحيث يتم القضاء على الفقر نهائياً خلال فترة لا تتجاوز عقد حيث أنها من أغنى المناطق بالموارد».

هذه الدعوات للاستقلال في شرق سوريا قد يراها البعض محاولات عبثية، بينما يراها آخرون نتيجة التمييز الكردي ضد السكان العرب في المحافظات الشرقية، في بلدٍ مزقتها الحرب وفاقمت الشرخ العرقي والديني بين مكونات السكان.

المصدر: «القدس العربي»

 

ملاحظة من الموقع

طبعا نحن كسوريين وعروبيين نرفض هذه الدعوات شكلًا ومضمونًا

وفقط وددنا إطلاع القراء على ما يجري بكل أسف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى