سمحت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لأصحاب المحال التجارية في منطقة مفرق الرغيب وسوق ذيبان شرقي محافظة دير الزور بإعادة فتح محالهم التجارية بعد حوالي عشرة أيام على إغلاقها لأسباب أمنية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن “قسد” سمحت، الاثنين 19 من شباط، بافتتاح المحال التجارية التي أغلقتها، في حين بقيت البعض المحال الواقعة بالقرب من الحواجز العسكرية لـ”قسد” مغلقة، حتى إشعار آخر.
ويعود إغلاق قسد” لسوق ذيبان إلى 11 من شباط، على خلفية استهداف أفراد يتبعون لها قبلها بيوم واحد، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، وعقب الهجوم أطلقت “قسد” حملة تفتيش وداهمت خلالها منازل في المنطقة، واعتقلت معظم أصحاب المحال التجارية في سوق ذيبان بتهمة الارتباط بالخلية التي نفذت الهجوم.
وعلى خلفية إغلاق السوق، تكبد السكان المدنيون خسائر وصفوها بـ”الجسيمة”، بحسب ما قاله بعضهم لعنب بلدي.
شهاب تاجر للخضار، قال لعنب بلدي إن خسائره وصلت خلال بسبب إغلاق السوق إلى حوالي 25 مليون ليرة سورية (نحو 1700 دولارًا).
الشاب، الذي فضل عدم ذكر اسمه الكامل لمخاوف أمنية، أضاف أن عجزه في نقل الخضروات من محله الواقع في سوق الهال، والتي تُعد المركز الرئيسي لبيع الخضار في دير الزور، نحو مكان آخر يجنبها التلف، تسبب له بهذه الخسائر.
وأشار إلى أن الخسائر طالت أيضًا عمال المياومة في سوق الهال، ممن ينتظرون أجورهم اليومية لإعالة عائلاتهم.
عبيد ذو الـ33 عامًا، هو نازح من حلب، ويملك بسطة لبيع الملابس في سوق ذيبان، قال لعنب بلدي إنه فقد جزءًا كبيرًا من بضاعته خلال الاشتباكات التي شهدتها ذيبان في 11 من شباط الماضي، إذ اضطر للفرار تاركًا بضائعه خلفه كحال معظم الموجودين بالسوق.
وأضاف الشاب أن معظم أصحاب البسطات والمحال التجارية تكبدوا خسائر بسبب إغلاق السوق، مشيرًا إلى أن السوق يُعتبر مصدر رزق للعديد من العائلات في المنطقة.
إخلاء منازل دون أخرى
تزامنًا مع إعادة السماح بفتح المحال التجارية في سوق ذيبان، أخلت “قسد” مدرسة وعددًا من المنازل التي كانت تستخدمها كمقار عسكرية في البلدة نفسها بحسب بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي.
وأضاف أن القوات العسكرية انسحبت من مدرسة “العزام” وعدة منازل في حي الطوة بالبلدة، بعد أن استولت عليها عقب السيطرة على ذيبان في أيلول 2023.
وفي الوقت نفسه، لا تزال “قسد” تتمركز في أكثر من 30 منزلًا في حي الطوة وأحياء أخرى في البلدة، بعد نزوح أصحابها على خلفية الاشتباكات المتكررة بين “قسد” و”قوات العشائر” المدعومة من النظام.
وبعد سيطرتها على البلدة، أنشأت “قسد” حواجز ومقارًا جديدة، إلى جانب أخرى سابقة كانت موجودة في المنطقة.
وفي 10 من شباط الحالي، هاجم مسلحون كانوا يستقلون دراجة نارية، دورية عسكرية تابعة لقوات “الدفاع الذاتي” في بلدة أبريهة بريف دير الزور الشرقي، واقتصرت الأضرار على المادية دون وقوع خسائر بشرية.
وفي اليوم نفسه، هاجم مسلحون نقاطًا ومقار لـ”قوات سوريا الديمقراطية“في بلدة ذيبان، كما استهدفوا بقذائف (RPG) مقرًا لـ “قسد” في جبل البصيرة دون تسجيل ضحايا أو خسائر.
بعدها تجولت سيارات تابعة لـ”قسد” في شوارع مدينة البصيرة، ونادى العناصر عبر مكبرات الصوت عن حظر تجوال في المدينة، وقرى وبلدات مجاورة، بحسب مراسل عنب بلدي.
ما جذور الموضوع؟
لا تزال العمليات العسكرية نشطة في قرى من ريف دير الزور الشمالي والشرقي في حدودها الدنيا، بين مسلحين من عشائر المنطقة المتهمين بالتبعية للنظام السوري وإيران من جهة، و”قسد” المدعومة من قبل التحالف الدولي من جهة أخرى.
المواجهات المسلحة انطلقت في آب 2023، على خلفية اعتقال “قسد” قائد “المجلس العسكري”، أحمد الخبيل (الملقب بـ”أبو خولة”)، ما أسفر عن تحالف عشائر من المنطقة مع مقاتلي “المجلس”، وبدأت اشتباكات عسكرية وُصفت بـ”العنيفة” في بعض قرى وبلدات دير الزور خرجت عن سيطرة “قسد” بالكامل، ثم عاودت “قسد” احتواء التوتر فيها.
بعد مرور ثلاثة أيام على المواجهات المسلحة، أعلنت “قسد” عن عزل قائد “مجلس دير الزور”، أحمد الخبيل، عبر بيان رسمي، لكنها لم تعترف حتى اليوم بأن حملتها الأمنية في دير الزور تستهدف “المجلس العسكري” ومقاتلين داعمين له من أبناء عشائر المنطقة.
وحاولت “قسد” الترويج للأحداث في المنطقة على أنها تستهدف خلايا من تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يمتلك خلايا أمنية منتشرة في مناطق من دير الزور، وينفذ عمليات في المنطقة بين الحين والآخر.
وتحمل “قسد” مسؤولية الأحداث في المنطقة للنظام السوري، وجاء في بيان رسمي، أن قواتها “تتخذ إجراءات إضافية لملاحقة مجموعات مسلحة تسللت إلى قرى في الريف الشرقي لدير الزور من الضفة الغربية لنهر الفرات، وبدأت بالتحشيد للهجوم على قواتنا في قرى الريف الشرقي”، مشيرة إلى أن النظام هو من أرسلها.
المصدر: عنب بلدي