الصمت موقف

محمود خزام

بسبب ؛ أنني إنسان أولا ،ومناضل ثانيا ،وفنان حالم عاشق ثالثا ،يكتب بقلبه بواسطة يده وقلمه…فإنني وفي كثير من الأوقات العصيبة / وما أكثرها / التي تحترق فيها قلوبنا وعقولنا واعصابنا ودموعنا وآهاتنا ، قبل أصابعنا واقلامنا ..مثل ما تعيشه ( غزة ) وتحياه، ونعيشه معها ونحياه، منذ ما يقارب الشهور الخمسة…فإنني ” ألوذ ” بالصمت الخارق الحارق وأفضّله ، حين أرى بأم العين كتابات وتحليلات خبراء فضائيات استراتيجية  ” خلط الحابل بالنابل المشبوهة ” ،و صفحات فيسبوك وواتس اب ” السمك لبن تمر هندي ” وبطولات ” المنفخة ” الفارغة ،من الإنسانية والحقيقة الموضوعية…؟!

لكن؛ في ظلّ هذه القتامة ” الشخصية ” أمتلك أيضا، رصيد كبير من انتظارات ( العاشقين ) وثقتهم . من تلك التي يُخبؤنها بين ثنايا القلب والعقل والروح ،

كي تُعينهم على سحنات واصوات ( السواد ) الكالح

وهم يحاولون ” الدَّوس ” بكل أرصدتهم مدفوعة الأجر ،على عشرات الآلاف من أطفال ونساء وصبايا وشباب وكهول ،وشجر وحجر وحيوانات ( غزة العزة ..والضفة العصية ) على أساس أنهم ليسوا هم

( هدف ) العدو الأمرو- إسرائيلي الاستراتيجي الأول ،في حرب الإبادة التي تجري الآن…؟!

 أول رصيد عندي ولدّي هو مجلة ( الدراسات الفلسطينية ) التي حين تصلني ،أضُمُّها إلى صدري وقلبي ، وأُقَبِّلها مثل أي طفل ” يطبع ” قبلة حانية على خدِّ أمه ،وهو يلوذ بحنّيتها ودفاها..!

عدد مجلة الدراسات الفلسطينية الاستثنائي

( الخاص ) الأخير، الذي شارك فيه ٦٦ كاتبا وكاتبة وانجز بزمن قياسي .أعاد إليّ وأنا أتفحص صفحاته

جزء كبير من معنوياتي المُتعبة ..وكي أكون عادلا سأكتفي بنقل ( مقاطع ) من المقالة التي كتبها من غزة  ،الكاتب والباحث عبد الرحيم الشيخ…وجاء فيها:

لم يكن لهذا العدد أن يصدر بصورته الحالية، كوثيقة تاريخية وشهادة جماعية على حدث فلسطين الكبير، لولا إشراف رئيس التحرير الأستاذ الياس خوري بقلبه المفتوح على غزة وفلسطين ،والجهود الاستثنائية لسكريتيري التحرير : الأستاذة ناهد جعفر التي وصلت الليل بالنهار حرفيا، في اشتغالها النبيل على كل حرف ضمَّته دفت العدد،والأستاذ أنيس محسن في ضبط النصوص ومراجعتها. لقد أنجز هذا العدد في ظل حرب الإبادة والتواصل شبه المستحيل مع غزة، وفي ظل ” حالة الطوارئ ” في سائر فلسطين الجريحة،وفي ظل إصرار معاند على مواصلة الطريق محمولا على مقولة شاعر فلسطين محمود درويش :” ونحن نواصل مايشبه الموت نحيا، وهذا الذي يشبه الموت نصرُ .”.

هذا العدد مجهود جماعي حظيت بفرصة العمل على إنجازه وتحريره، وقد كُتب بقلوب المؤلفين لا بأيديهم كُرمى لعيون غزة؛ عيون الشهداء ، والجرحى، والنازحين؛ عيون المقاومين فوق الارض وتحتها؛ عيون الطواقم الطبية والإسعاف، والدفاع المدني؛ عيون الطواقم الإعلامية، من قضى نحبه منهم ومن ينتظر ، وهم يحرسون مجاز طروادة المشرقية من الخلخلة; عيون محبّي غزة، ومن تعّلقت بها قلوبهم في الشوارع بالميادين في أربعة رياح الأرض الأرض..لقد أُنجز هذا العدد انحيازا إلى أنفاس الغزّيين الصامدين، برسم الحياة ،في وجه الإبادة، وأنفاس الفلسطينيين في كل مكان.فطوبى لهم ، وطوبى لتاريخ سيشهد على وجود غزة وبقاء ارضها، وبحرها، وسمائها، ونارها.

المصدر: صفحة محمود حزام

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. طوبى لمن ناضل ويناضل ويعمل فوق الأرض وتحت الأرض وبالبندقية والقلم والكلمة والرأي ليرسم الحياة في وجه الإبادة الجماعية التي تشن على شعبنا بغزة لأنهم سيجعلوا التاريخ يشهد على وجود غزة وبقاء ارضها، وبحرها، وسمائها، ونارها، أما كتاب التحليلات وخبراء الفضائيات الاستراتيجيين ”خلط الحابل بالنابل المشبوهة” و ”السمك لبن تمر هندي” فالصمت بتجاهلهم موقف.

زر الذهاب إلى الأعلى