تذكر الورقة الأولى أنه بموجب أمر قضائي حضر المتهم برناردينو أبديلاسين مسيحي جديد من المسلمين إلى غرناطة مع ابنه وضامنه ” راميرو هاكيم ” من سكان “موندا”
في الورقة الثانية : تتضمن إفادات للمتهم فيها أنه مزارع يبلغ من العمر 36 عاما وأن والده ووالدته كانا مسلمين أندلسيين من سكان تولوكس , وأنه متزوج من مارينا زوجته وله منها أربعة أبناء دييغو وماريا وخوان وخوانا .
أقسم المتهم الأيمان أنه مسيحي معمد ومؤكد ويعترف كل عام، ويستمع الى قداس الأحد والعطلات، ويعرف صلوات الكنيسة، وحين أمر أن يقولها قالها لكنه أخطأ ببعض الكلمات في صلاة مريم.
سئل فيما إذا كان يعلم سبب إحضاره فقال نعم , لأنه منذ 12 عاما ولد له ابن يدعى دييغو , ظهر وكأن عضوه الذكري غير طبيعي , فدعا كاهنا في تولوكس وأظهر له الطفل , وطلب منه شهادة عن أن الطفل ولد هكذا , فأخبره الكاهن أنه ليس بحاجة لأي شهادة مكتوبة , وأنه إن حصل لديه أي شيء فهو ( أي الكاهن ) سيقول الحقيقة وبقي الأمر على هذا النحو , لكن بعد ثلاث أو أربع سنوات أرسل كاهن ملاقة إلى المتهم برناردينو أمرا باعتقاله ومصادرة ممتلكاته , وسجن لبضعة أيام , وسمع في السجن أنه قد تم إحضار شاهدين وأن المعلومات سترسل إلى محاكم التفتيش في غرناطة , ثم أطلق سراحه وصادروا ممتلكاته , وبالتالي فهو يعتقد أن ذلك سبب إحضاره الآن .
الورقة الثالثة : تتضمن الورقة الثالثة أن إحضاره للمحاكمة تم بسبب معلومات ضده عن أشياء قام بها وقالها , وشاهد الآخرين يقولونها ويفعلونها في إهانة لإيماننا الكاثوليكي المقدس , لذلك تم تحذيره بقول الحقيقة وإفراغ ضميره , حتى يمكن الإنتهاء من قضيته بسرعة ورحمة .
أجاب المتهم أن ليس لديه مايقوله سوى ما قاله سابقاً , فأمر بعدم مغادرة مكان إقامته في بلدته وأن يأتي وقت الجلسات , ويحتفظ بالسر ( يقصد مايجري أثناء محاكمته ) .
الورقة الرابعة : تتحدث الورقة عن تحقيق تم إجراؤه حول المتهم , وأن الأدلة التي تم تجميعها سوف تبقى سرية في الوقت الحاضر , وسوف ترسل إلى رئيس دير غرناطة .
الورقة الخامسة : تتضمن تقرير أحد المحققين ويدعى ” دييغو رومبيرتو ” المرخص الكنسي في ملاقة يقول فيه إن المتهم برنالدينو أبديلاسين والد دييغو يقول إن ابنه دييغو ولد على الحالة التي عمده عليها الكاهن حينما طلب منه خلع ملابسه ليتم استقباله بالحوض للتعميد , وأقسم المتهم بالسيدة المباركة أنه يقول الحقيقة .
ثم يتابع المحقق المرخص دييغو رومبيرتو أنه يطلب عقد جلسة يتم فيها استدعاء الشهود الذين سيعرضهم المتهم وأخذ اليمين منهم قبل الإدلاء بشهاداتهم , وأن يتم تدقيق أقوال المتهم ثم يتم التوقيع على ذلك المحضر من قبل الجميع وأن يغلق ويختم ويرسل إليه ثانية .
الورقة السادسة : تتضمن أقوال الشهود ومنهم لويس فرنانديز كاليرو أحد سكان البلدة وبعد أدائه القسم قال إنه يعرف المتهم وابنه دييغو وأنهم عندما ذهبوا لتعميده في الكنيسة وتم جلبه هو ليكون عرابا له , وعندما جردوه من ثيابه ليتم تعميده بالحوض ورأوا عضوه الذكري يكاد أن يكون تقريبا وكأنه مختون , وأن الذين كانوا هناك نظروا اليه بعناية لمعرفة ما إذاكان مختونا باليد , وانهم لم يجدوا أي علامة تدل على القطع , بحيث ظهر للجميع أنه كان نقصانا طبيعيا , لأنه لوكان مختونا باليد لكان قد عرف .
سئل الشاهد عمن كان حاضرا أثناء التعميد , وهل عمده رجل دين ؟ فقال إن هيرناندو توماس وفرانسيسكو لوبيز كانا حاضرين وأن غارسيا فرانسيسكو روسادو خريج ماربيا كان وقتها في تولوكس .
وتقدم فرانسيسكو روسادو المرخص من ماربيا بشهادته فقال إنه يعرف المتهم وابنه المذكور دييغو وأنه في الوقت الذي ولد فيه دييغو كان في نفس البلدة أي تولوكس وأن المتهم اتصل به في وقتها لرؤية ابنه الذي ولد بنقص طبيعي في القلفة وأن فرانسيسكو روسادو رآه بصحة جيدة لأنه لوتم قطعه باليد لما استطاع التوقيع على شهادة ميلاده وهذه هي الحقيقة لأجل القسم الذي أقسم عليه , ووقع على ذلك .
الورقة السابعة : تتضمن شهادة شاهد آخر اسمه بالتاسار دي سيبولفيدا كشاهد مسيحي قديم وأحد سكان البلدة فكرر إفادة مشابهة , وقال بأنه يعرف المتهم وابنه دييغو وأنه كان حاضرا في الكنيسة عندما جاؤوا لتعميد الطفل وأنه رأى كيف ظهر عضو دييغو وكأنه مختون , وأن الحاضرين قد شاهدوا أنه لم يكن مختونا يدويا ولا وجود لعلامة قطع عليه , وأن هذه هي الحقيقة ومايعرفه لأجل القسم الذي أقسمه ووقع على ذلك .
ثم تقدم المتهم بشهادة مماثلة لبياتريس غارسيا زوجة جاره , فذكرت شهادة مشابهة لماسبق وأضافت أن والده ووالدته كانا في حالة حزن وأنهما اتصلا بالكاهن روسادو وأطلعاه على الطفل , وذلك هي الحقيقة لأجل القسم ولم توقع لأنها لاتعرف الكتابة .
ثم تقدم المتهم بشاهدة أخرى هي سيدة عجوز محترمة فكانت شهادتها كما سبق ممن سبقها .
الورقة الثامنة : تتضمن الورقة أنه أمام اللجنة المختصة مثل المذكور بيرناردينو ابيلاسين وقدم الشهود المذكورين وقد قمت أنا بارتولومي دي دويناس بعد أن أقسمت اليمين بكتابة كل ماقاله الشهود …..وأن دييغو ابن بيرناردينو لم يكن لديه آثار قطع , وأنه بدا للمحقق برناردو أنه مختون وأن البقايا أزيلت وتم شفاؤه لأنه كان صغيرا جدا .
للأسف فإن الملف لم يتضمن حكما صريحا بتبرئة المتهم بيرناردينو من جريمة ختن ابنه , والعبارة الأخيرة تبعث على الحيرة فهي تتضمن أن المحقق برناردو وجد أن الطفل دييغو مختون وأن آثار العملية أزيلت لأنه كان صغيرا جدا , بينما جميع الشهود بما فيهم الكاهن الذي كان في البلدة قد شهدوا أن عضو دييغو كان تنقصه قطعة جلد بالولادة .
وهكذا سنبقى نفكر في نوع الحكم الذي أصدرته المحكمة الموقرة جدا حول الجريمة المشتبه بأن بيرناردينو قد ارتكبها عن سابق إصرار وترصد.
المرجع : كتاب” الأندلس : إبادة شعب وحضارة “- معقل زهور عدي .
تلخيص المحضر :
المتهم : برناردينو أبديلاسين – مسلم من قرية تولوكس في ملاقة
تاريخ الملف : 1560 م
يحتوي الملف على 8 ورقات .
المصدر: صفحة معقل زهور عدي