باغتيالها القائد العسكري في “حزب الله” وسام طويل، الإثنين، تعرض إسرائيل للخطر جهود حليفتها الولايات المتحدة لتهدئة الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، في وقت تواصل فيه تل أبيب حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ذلك ما خلص إليه علي رزق في تحليل بموقع “ريسبونسبل ستيتكرافت” الأمريكي (Responsible Statecraft) ترجمه “الخليج الجديد”، مشيرا إلى أن “حزب الله” أطلق في 6 يناير/ كانون الثاني الجاري 62 صاروخا على قاعدة مراقبة جوية إسرائيلية في جبل ميرون شمال إسرائيل.
وقال “حزب الله”، في بيان، إن الهجوم أصاب الهدف، مشددا على أنه “رد أولي” على اغتيال إسرائيل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) و6 آخرين من كوادرها، في غارة جوية ببيروت في 2 يناير الجاري.
ووفقا لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن هجوم “حزب الله” الصاروخي ألحق أضرارا جسيمة بمنشأت عسكرية. وأعلن جيش الاحتلال أنه نفذ هجمات ضد أهداف لـ”حزب الله” في جنوبي لبنان.
قوة “حزب الله”
وقال رزق إن اغتيال وسام طويل “يهدد بتعريض الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتهدئة الوضع على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية للخطر، بعد أن أبدت قيادة “حزب الله” استعدادا مشروطا للانخراط في مثل هذه العملية”.
وتابع: “مع التوترات المتصاعدة، لا يزال الوضع هشا، ولكن تم احتواؤه، على الأقل حاليا”.
واعتبر العميد المتقاعد في الجيش اللبناني إلياس حنا، في مقابلة مع الموقع، أن “عملية حزب الله (الهجوم الصاروخي المكثف) هي أكثر من مجرد تصعيد وأقل من حريق”.
وأضاف أن “إسرائيل تعتمد على أمريكا في الذخيرة والقوة النارية، لكن حزب الله أقوى بعشر مرات من حماس”.
وشدد على أنه “في حالة نشوب حرب شاملة مع حزب الله، فستحتاج إسرائيل إلى الاعتماد بشكل أكبر على الولايات المتحدة، التي تعارض مثل هذه الحرب”.
ترسيم الحدود البرية
وأثارت الجولة الأخيرة من التصعيد مخاوف من نشوب صراع شامل، وحذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تصريح صحفي ببيروت، من مخاطر تورط لبنان في حريق واسع النطاق، مشددا على “ضرورة تجنب جر لبنان إلى صراع إقليمي”.
وتضمن جدول أعمال بوريل في بيروت إجراء محادثات مع رئيس كتلة “حزب الله” النيابية محمد رعد، وهو أول لقاء بين مسؤول غربي كبير وممثل عن الجماعة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و”حماس” في 7 أكتوبر الماضي.
ويأتي ذلك في وقت تكثف فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودها للتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، لتفادي “اندلاع حرب شاملة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية”، وفقا لرزق.
ويقود هذه الجهود مستشار بايدن للطاقة والبنية التحتية عاموس هوكستين، الذي توسط بنجاح في اتفاق بشأن الحدود البحرية في عام 2022.
ولم يستبعد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله مشاركة الجماعة في محادثات ترعاها الولايات المتحدة، مشددا على أن ذلك لا يمكن أن يحدث قبل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
كما اشترط أن تنسحب إسرائيل من أراضٍ لبنانية تحتلها في الجنوب منذ عقود، وإنهاء جميع الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية برا وجوا وبحرا.
المصدر | علي رزق/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد