عام جديد، ولد من رحم عام مضى، هذه مسيرة حياة، لا قيمة لما مضى فيها من وقت، ولا قيمة لما سيأتي، اللهم إلا بقدر ما يضيف أو يخسف من قيم للحياة الإنسانية، ومن قيم الوظيفة الرئيسية للإنسان في هذه الحياة، وهي تلك المرتبطة بإعمار الأرض بالخير والعدل والتقدم، وهو ما حرصت رسالات السماء أن ترشدنا إليه.
في العام الذي مضى تم توكيد أكثر السلوكيات في النظام الدولي بشاعة وقبحا، وفيما العالم ينتقل إلى العام الجديد ما زالت هذه هي المهيمنة على خريطة العالم، وأبشع هذا الفعل وأقبحه نراه فيما يجري في غزة، في هذا العدوان الذي تواطأ فيه دول، وأنظمة، ومفاهيم، وقيم، تريد كلها أن تنصر الباطل، وأن تؤكد حقه في عدوانه وطغيانه، ضاربة عرض الحائط بكل قيمة إيجابية ظن الإنسان أن البشرية قد تواطأت عليها، وصارت من القيم العامة غير القابلة للمراجعة، لكن في غزة تبين أن كل هذا مجرد وهم، وأن هذا العالم الغربي، وهذا النظام الامبريالي فاجر وعنصري وبشع إلى درجة غير معقولة.
الأخ الدكتور . أدهم شرقاوي / سجل في مدونة العرب رؤيته لهذا العالم في آخر لحظة من لحظات الانتقال من عام إلى عام، ودور غزة في إعادة ترتيبه.
وقد أجاد فيما قدم، وأصاب فيما عرى، وسلط ضوء قلمه على المشهد كله، ليظهر لكل ذي بصيرة، أن هذا المسلك “الغربي الصهيوني”، ليس مسلكا طارئا، وإنما هو تعبير حقيقي لما هو أصيل وثابت وحقيقي في هذا النظام.
وقد أصاب كثيرا حين افتتح المشهد من غزة، أرض العزة، والشهادة، والكرامة الإنسانية، التي تتصدى لكل ما هو بشع في النظام العالمي، نظام المادة، ونظام القيم، ومن غزة، وعبرها، رسم أبعاد المشهد كله.