الإسلاميون والعَلمانيون والثورة السورية ||  وضع النقاط على الحروف

أحمد العربي

هذا الموضوع يبدوا ترفا في ثورتنا .لولا أنه أصبح يشكل عبء عليها ويتطلب الوضوح

.

اولا : قبل العصر الحديث الذي اسس له الغرب بالثورة العلمية واستخدامها لتحسين حياة البشر التي وضعت كل امور الحياة من طبيعة وكون وانسان تحت مجهر البحث والتقصي العلمي. حيث كانت رؤى الكون والحياة والإنسان تخضع لتفسير وتوجيه الأديان أو الرؤى الفلسفية. وكانت تشكل شرعية الحاكم وشرعية الثائر عليه .وتقدم مشروعية الحياة وكيف تعاش في المجتمع طبعا حسب تفسير كل طرف للدين

.

.ثانيا : في الغرب اقترن التقدم العلمي واعتباره مرجعا لكل شؤون الحياة مع حضور سابق للمسيحية الغربية التي هيمنت كنيستها على شؤون الدين والدنيا بسلطة رجال الدين ورجال الحكم التابعين لهم بعقليتهم المتخلفة والمعادية في أغلبها للإنسان وحقه في إعادة فهم الحياة مستفيدة من العلم وتطبيقاته فيها

.ثالثا: لذلك برزت العلمانية بصفتها دعوه تؤكد أن فهم الدين والتدين شخصية كذلك ممارسة الإنسان ،أما قضايا المجتمع فهي مشتركة بين الكل، مبعدة بذلك الدين عن ان يكون هو جوهر الوجود الاجتماعي ومرجعا للدولة والناس .ودخل الغرب العصر الحديث على هذا الأساس

.رابعا: أما عندنا نحن العرب . فقد كنا ضحية استبداد مديد باسم الخلافة العثمانية وكنا نعيش في ثبات حضاري على كل المستويات. حتى جاء الغرب لنا بصفته مستعمرا، وذهب بعضنا اليه مستكشفا أسباب تفوقه وتقدمه. وبدأت تظهر افكار و حركات تقدم حلولها لتجاوز تخلفنا

خامسا: ظهرت الدعوة القومية ( الأمة العربية وتوحيد العرب) والدعوة الإسلامية ( تجديد الدين وتوحيد المسلمين) والدعوة الليبرالية الغربية (التقدم على مثال الغرب الرأسمالي) والدعوة الماركسية الشيوعية متابعة أفكار ماركس وإنجلز ولينين ونموذجها الاتحاد السوفييتي

سادسا: هذه المدارس الفكرية والحركية عملت في المائة سنة السابقة لنشر فكرها وبعضها وصل للسلطة

سابعا: كانت كل هذه الطروحات الفكرية سواء في السلطة والمعارضة ضحية الاستبداد السلطات (طبعا بعد مرحلة الاستعمار) وكانت كل السلطات تستبد و تأخذ شرعيتها من خلفية فكرية عقائدية ما (اغلب حكام الخليج العربي اعتبروا مرجعهم في الحكم الإسلام، أما مصر وليبيا وسوريا والعراق اعتبروا مرجعهم القومية العربية). وباقي الدول خليط من هذا وذاك

ثامنا: كانت السلطات المستبدة تبرر استبدادها وتؤبده تارة باسم الدين وتارة بالحداثة والتقدم والعلمانية ومواكبة العصر. وكلها تشترك انها تقهر شعبها وتستغله وتحوله لقطيع وتنمي مصلحتها من دمه وحياته . وانها (كلها) أدوات تابعة للغرب تتقاسم معه خيرات البلاد

تاسعا: أما المعارضات العربية فقد كانت تشترك كلها رغم تنوعها الفكري انها ضحية الاستبداد وكان لكل منها نصيب من الاعتقال والقمع والتشريد والتنكيل في طول البلاد العربية وعرضها

عاشرا: بدأت كل الحركات السياسية بطرح أفكار شمولية وانها الطليعة والمخلصة و إنها ستبني مجتمع الرخاء والعدالة وأنها يكفيها أن تحكم فقط . فمن وصل منها صار عدو نفسه وشعبه وصار رمز الاستبداد ومن لم يصل استمر مع الشعب ضحية للاستبداد. الذي تأبد وظهر كأنه خالد

.حادي عشر: قامت أغلب الحركات (الإسلامي والقومية والماركسية). بمراجعات (عبر أكثر من ثلاثين سنة) لحركتها وافكارها فهي هُزمت والاستبداد استولى حتى على الهواء وتوصلت جميعها الى ضرورة الديمقراطية في السياسة والدولة والحياة وأن الاستبداد عدو المجتمع الذي يجب أن تتكتل حتى نسقطه

.ثاني عشر: جاء الربيع العربي ووضع الكل أمام واجبه بتحديد طريقة بناء المجتمع وتقدمه. وكل حاضر عنده خلفيته العقائدية دينية وغيرها .وأصبح الكل أمام أدوارهم المطلوبة منهم

ثالث عشر: الديمقراطية وممارستها على الأرض هي المشترك بين الكل وما عداه من رؤى وآراء ومرجعيات مختلف عليها. والذي ينجح في استقطاب الناس ويحقق مصلحتهم هو ما يطبق. ممنوع الإقصاء لأي خلفية كانت (اسلاميه او ماركسيه او قوميه اوليبراليه…). المهم ان يعملوا بالسياسة تحت سقف الديمقراطية

.رابع عشر: مصلحة الشعب السوري التركيز الآن على تحقيق الديمقراطية (بعد إسقاط النظام المستبد في سوريا) وتثبيت التجربة الديمقراطية في ممارسة السلطة وتداولها. وإعطاء فرصة للأفكار أن تتلاقح وتثبت جدارتها على الأرض

.اخيرا : علينا توحيد الجهود وعدم الخوض بما يؤدي للتشكيك أو التخوين او الاقصاء او التصرف بعقلية المستبد وان نكون عند حسن ظن شعبنا .الذي لن يقبل ترف الاستهتار به وخوض معارك جانبية على حساب دمه.

كلنا نعمل لإسقاط النظام المستبد المجرم وبناء الدولة الديمقراطية دولة تحافظ على كرامتنا وحريتنا وتحقق لنا العدالة الاجتماعية وتأخذنا الى الحياة الافضل

 1\4\2013

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى