ذا هيل: خلافات بين إدارة بايدن وإسرائيل بشأن احتلال غزة

رائد صالحة

هناك انقسامات متزايدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن قضية غزة بعد الحرب، إذ قال العديد من المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إنه لا ينبغي لإسرائيل أن تحتل غزة، ويجب أن يدير القطاع الفلسطينيون، وهي دعوة تتناقض مع الرسائل الإسرائيلية حيث تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسيطرة على غزة “لأجل غير مسمى” بمجرد أن يهدأ الوضع، رغم أنه لم يوضح بالضبط ما يعنيه.

وتعتمد إدارة ما بعد الصراع في غزة أيضًا على نتيجة الحرب وما إذا كانت إسرائيل قادرة بالفعل على القضاء على حركة حماس – إلى جانب مقدار الدمار الذي يتم إلحاقه بهذه الغاية، وفقاً لموقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس.

وقال إيان ليسر، نائب رئيس صندوق مارشال في الولايات المتحدة: “العملية  نفسها قد تستمر لفترة طويلة جداً، واعتماداً على الشكل الذي ستتخذه ومدى نجاحها، هناك احتمالات مختلفة”.

وبحسب ما ورد، تتفق كل من إسرائيل والولايات المتحدة على عدم إمكانية عودة حماس إلى السلطة في غزة، ولكن الرسائل بشأن ما سيحدث بعد ذلك مشوشة.

وقال بلينكن إنه قد تكون هناك حاجة إلى فترة انتقالية في نهاية الحرب، لكن من الضروري أن يكون الشعب الفلسطيني محوريا في الحكم في غزة.

وقال في مؤتمر صحافي عقد هذا الأسبوع: “نحن واضحون للغاية بشأن عدم إعادة الاحتلال، تمامًا كما نحن واضحون للغاية بشأن عدم تهجير السكان الفلسطينيين”. “نحن بحاجة إلى رؤية وحدة الحكم والوصول إليها في الواقع عندما يتعلق الأمر بغزة والضفة الغربية، وفي نهاية المطاف بالدولة الفلسطينية”.

وفي يوم الجمعة، أكد بلينكن مجددا أن الولايات المتحدة تعارض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وأي جهود لتقليص أراضيها. وقال أيضا إنه لا يجوز استخدام غزة كقاعدة للإرهابيين مرة أخرى.

وقال نتنياهو لقناة “إي بي سي”  هذا الأسبوع إنه ملتزم بضمان ما وصفه بعدم  تعرض إسرائيل لمصير 7 أكتوبر مرة أخرى، ووعد بـ”واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل”.

وقال: “لفترة غير محددة، ستتحمل “إسرائيل” المسؤولية الأمنية الشاملة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحملها”.

من غير الواضح كيف ستبدو السيطرة الإسرائيلية العسكرية على غزة بعد الحرب، وما إذا كان تعني وجوداً على طول حدود غزة أو تشمل السيطرة داخل المنطقة نفسها

وفي حين أوضح نتنياهو في وقت لاحق أنه لا يسعى إلى إعادة احتلال غزة، إلا أنه قال في اجتماع يوم الجمعة إن إسرائيل ستتمتع بالسيطرة الأمنية الكاملة على القطاع الساحلي بعد الحرب، وفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية .

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تجري “مناقشات نشطة” مع إسرائيل حول هذه القضية، لكنه امتنع عن الحديث عن نوايا إسرائيل المحددة.

وفي حين رفضت إسرائيل حملة الضغط العالمية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، فإنها تظل عرضة للضغوط من الولايات المتحدة، شريكها الأمني ​​الرئيسي. ووافقت إسرائيل على التنفيذ الرسمي لهدنة إنسانية لمدة أربع ساعات كل يوم بعد ضغوط من إدارة بايدن .

وقال بول فريتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هوفسترا والمتخصص في الصراع الدولي، إنه ينظر إلى الحوار الجاري باعتباره مساومة بين حلفاء ذوي أهداف مختلفة.

وقال: “هناك بالتأكيد بعض الخلافات الكبيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب بعض الدول الأخرى في النظام الدولي، ولكن هذا النوع من الدبلوماسية الهادئة الجارية قد تؤتي بعض الثمار”.

وأشار موقع “ذا هيل” إلى أن الحرب في غزة  تقسم الولايات المتحدة إلى معسكر متضامن مع الفلسطينيين ومعسكر داعم  لإسرائيل، وأي احتلال إسرائيلي بعد القتال لن يؤدي إلا إلى توسيع هذه الانقسامات. ومن الممكن أن يثير الاحتلال أيضًا المزيد من الغضب ضد إسرائيل، بما في ذلك بين أولئك الذين ما زالوا يدعمون حربها الانتقامية.

وفي مجلس الشيوخ، لم ينضم التقدميون مثل السيناتور بيرني ساندرز (الجمهوري عن ولاية فيرمونت) وإليزابيث وارن (ديمقراطية عن ولاية ماساشوستس) إلى الدعوات لوقف إطلاق النار، لكنهم أصدروا بيانات تعارض أي احتلال محتمل.

وكتبت وارن على موقع إكس (تويتر سابقا)  أن “للفلسطينيين الحق في تقرير مستقبلهم”،”الاحتلال العسكري الإسرائيلي لغزة يقوض الجهود الرامية إلى بناء دولتين مستقلتين تعززان احترام كل إنسان”.

وبدلاً من الاحتلال، دعمت الولايات المتحدة فكرة قيام السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بالسيطرة أيضاً على قطاع غزة.

المصدر:  “القدس العربي”

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. هل يختلف القتلة عن كيفية قتل الضحية ؟ بالسكين او حبل المشنقة او بالكيميائي ، الإدارة الامريكية على أبواب انتخابات رئاسية قادمة وضمن الضغط الشعبي تحاول تخفيف نتيجة الحرب الشعواء المتوحشة على غزة ، ولكنها لم توقف دعمها للقاتل الإرهابي بل تشاركه بجرائمه بحق شعبنا ولكن يختلفوا على الأداة .

زر الذهاب إلى الأعلى