1- بَعْضُ الشّهيدِ أَتى للدارِ دَحْداحُ
والبَعْضُ أَقْسَمَ أَنْ بالسَّاحِ يَرْتاحُ
2- كل البَساتينِ حَوْلَ الشَّام باكِيَةٌ
وغوطَةٌ ثَكِلَتْ، والبُومُ صَدَّاحُ
3- سُلَّتْ على بَرَدى أَسْيافُ حاسِدِهِ
فَغادَرَ القَمَرُ، واللَّيلُ أَشْباحُ
4- والخَيْلُ قَدْ حَزِنَتْ لِفَقْدِ فُرسانٍ
باتَتْ على أَلَمٍ الدُّورُ والسَّاحُ
5- مَنابِعُ المَجْدِ مَنْ بالمَوْتِ داهَمَها
وَكَيْفَ تَذْهَبُ دونَ الإِذْنِ أَفْراحُ؟
6- الشَّام تَبْكي وَدَمْعُ الأَرْضِ لا يّكْفيْ
صَبْرًا دِمَشقُ أَتَتْ تَفْديكِ أَرْواحُ
7- حَورانُ أَنَّتْ، مِنَ الغَدَّارِ آلَمَها
طِفْلٌ شَهيدٌ ولا أَسَفٌ وإِصْلاحُ
8- وقَبْرُ ابْنُ الوَليدِ داسَهُ كِسْرى
يَخْتالُ يَعْوي فَإِنَّ الكَلْبَ نَبَّاحُ
9- قُدودُ شَهْباءَ أَينَ مَنْ يَحِنُّ لَها
فَلا (وَليدٌ) ولا (صَباحُ) صَدَّاحُ
10- هَلْ عادَ مَنْ ظَلَموا إلى مَرابِعِنا؟
فَالعَيْشُ قَهْرٌ، وبِالأَفْعالِ أَقْباحُ
11- أَمْ جاءَ مُفْتَرِسٌ مِنْ ضِمْنِ غاباتٍ
لا شَيْءَ يَرْدَعُهُ فالقَتْلُ إيْباحُ
12- أَتى مَعَ الحاقِدينَ يَرْتَجي جِيَفًا
هذا الَّذيْ في دَمِ الأحْرارِ سَبَّاحُ
13- أَتْباعَهُ أَعْلَنوا أَهْدافَ نِيّتِهِ:
(هَيْهاتَ عَرْشي عَلَى الأَزْمانِ يَنْزاحُ
14- لَمْ تُرْزَأِ الأَرْضُ مِنْ أَيَّامِ نَشْأَتِها
مُصيبَةَ جُلَّقٍ، وَغْدٌ وسَفَّاحُ
15- مِنَ السَّماءِ هَوَى بِرْميلُ طائرةٍ
وفي الحُقولِ ترى الجَرَّافَ يَرْتاحُ
16- عَدَتْ عَليْها وُحوشٌ قادَهُمْ كِسْرى
وُجوهُهُمْ حَطَبٌ، واللُّؤْمُ فَضَّاحُ
17- النَّابُ أَفْعى، على أَلْوانِ حِرْباءٍ
والكُرْهُ بادٍ مِنَ الأَلْفاظِ فَوَّاحُ
18- مِنْ عَهْدِ عادِلِنا والحِقْدُ دَيْدَنُهُمْ
والسُّمُ يَقْطُرُ في العَينيْنِ نَضَّاحُ
19- لُصوصُ فكرٍ وما كانوا لَهُ أَهْلًا
فَمِنْ خَديعَتِهِمْ للحَقِّ قَدْ صاحُوا
20- باتوا قُرونًا وَهُمْ عَلى تَقيَّتِهِمْ
وبَعْدُ ما غَدَرُوا بالسِّرِّ قَدْ باحُوا
21- ثَعالِبٌ جَرَّعوا التَّارِيخَ آلامًا
والحِقْدُ بالقَلْبِ؛ مِثْلُ السَّيْفِ جَراحُ
22- الشَّرُّ مُخْتَبِئٌ في رَأْسِ صاحِبِهِ
فالعينُ حاقِدةٌ، وَالقَلْبُ تِمْساحُ
23- أَلَيْسَ مِنْ خالِدٍ يُؤدِّبُ رِدَّةً
أَينَ الحُسامُ الَّذي بالحَقِّ وَضَّاحُ
24- يُفْدِيْ لِواءً على الأَنْوارِ رَفْرافًا
يَكْفي (مُسَيْلَمَةٌ) بالكُفْرِ سَوَّاحُ
25- كَمْ كانَتِ القُدْسُ للخَدَّاعِ مُتَّكَأً
يُرْعي ويُزْبِدُ والمِذْياعُ صَدَّاحُ:
26- أَنا الَّذي رَفَعَ اللِّواءَ مِقْدامًا
إِنْ تَذْكُروا شِيَمي بالرُّعْبِ يَنْزاحوا
27- قَدْ ارْتَدى بِذَّةَ الحُروبِ عَنْ مَكْرٍ
صُهيونُ مِنْ زَمَنٍ بالحَربِ يَنْزاحُ
28- تِشْرينُ سَطَّرَني في أَوَّلِ المَجْدِ
والنَّصْرُ خَلَّدَني خَطَّتْهُ أَلْواحُ
29- تَشْرينُ يَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ طارِدَهُمْ
قَدْ قالَ: أَنِّي إِلى الحُروبِ مِفْتاحُ
30- تَشرينُ يَشْهَدُ أَنَّ الأَرْضَ قَدْ بيعَتْ
وَكَمْ أَتاكَ مِنَ الجَوْلانِ أَرْباحُ
31- تَشْرينُ كَالعيرِ، والسِّرْحانُ راكِبُهُ
كَمْ منْ ضَحايا مِنَ السِّرْحانِ أَرْواحُ
32- الغربُ يَعلَمُ أَنَّ الرَّاعي غَدّارٌ
قامَتْ على سَلْبِهِ للعرشِ أَفراحُ
33- نَعيشُ في وَطَنٍ الوَغْدُ حاكِمُهُ
في كُلِّ زاوِيَةٍ لِصٌّ وذَبّاحُ
34- سَطا على خَيْلِنا مُخادِعٌ تَتَري
العَدْلُ عِنْدَهُ والإِنْصافُ أَقْباحُ
35- تَشْرينُ أَهْدى إلى التَّصْحيحِ أُغْنِيَةً
في كُلِّ ساحٍ بِها المِذْياعُ صَدّاحُ
36- تَحَوَّلَ النَّاسُ بالإنشادِ أَغْنامًا
يَسيرُ للذَبحِ طَوْعًا وَهْوَ مَدَّاحُ
37- وحَفْنَةٌ شَهِدَتْ مَبْثوثَةً سَبقًا
نادُوا بِهِ هَتَفوا: (للعُرْبِ مِصْباحُ)
38- (إِبْليسُ) قائِدُنا يَبْقى إلى الأَبَدِ
نحن العَبيدُ لَهُ والرَّبُ يَنْزاحُ
39- واِبْنُهُ شَبَةٌ أَو أَنَّهُ فَرَسٌ
والفيلُ بَيْدَقِةٌ والكلُّ نَبَّاحُ
40- مَرابِعُ الشَّامِ أَخْفَتْ من مَدامِعِها
للحُزنِ طَقْسٌ إِذا ما الدَّمْعُ يَنساحُ
41- كذا الدُّموعُ توارت خلف مقلتها
وكُلُّ جُرحٍ يَمَسُّ القَلْبَ فَضَّاحُ
42- للشَّامِ حُلْمٌ عَلَى الآفاقِ أَرَّقَها
كأنه البَدْرُ في الآفاقِ مِصْباحُ
43- باحَتْ إلى جَبَلٍ، والثَّلجُ معطفُهُ
وكلُّ مَنْ يَشتكي للهمِّ بوَّاحُ
44- تَرْنو إلى زَهْقِ أَرْواحٍ على جَلَدٍ
والعِطْرُ مِسْكٌ مِنَ الأَجْداثِ فَوَّاحُ
45- دَمُ الشَّهيدِ على الحَصْباءِ جَمَّلَها
نورٌ وقُدْسٌ بِهِ تَنْهارُ أَشْباحُ
46- خَطَّ الرَّبيعُ على أَطْرافِها حُبُكًا
عِنْدَ الشُّروقِ، وكُلُّ النَّجْمِ قَدْ راحوا
47- فاللهُ أَهْدى نُسَيْماتِ العَليلِ لَها
فالبدْرُ يَغْفو بِها لَوْ شاءَ يرتاحُ
48- مِنْ قاسِيونَ تَشَكَّلَتْ وِسادَتَهُ
والحَوْرُ في دُمَّرٍ للبَدْرِ أَوشاحُ
49- للشامِ مُبْتَدَعٌ مِنْ عَهْدِ (قابيلٍ)
قَدْ خَطَّ أَوَّلَها (طَيْرٌ) وَفَلاحُ
50- أَصْلُ اللُّغاتِ مِنَ الفَيْحاءِ قَدْ سَطَعْتْ
والعَدُّ أَوَّلَهُ بالشَّامِ مِصْباحُ
51- سُلافَةٌ كَمْ شَفَتْ يَأْسانَ من كَدَرٍ
مَنْ كانَ يَذْكُرُها تَأْتيهِ أَفْراحُ
52- بَلْ إِنَّها وَرْدَةٌ من جَنَّةِ الخُلْدِ
نباتُ غوطَتِها بالعِطْرِ فَوَّاحُ
53- اِسْتَصْرَخَتْ أَمَلًا في مَجْلِسِ الأَمْنِ
أَسَفي عَلَيهِ فَكَمْ عاداهُ إِصْلاحُ
54- فَاسْتَأْسَدَتْ أُمَمٌ للبَغْيِ أَجْمَعُها
تُريدُ إِسْقاءَنا مِنْ خَمْرِها الرَّاحُ
55- دِماؤُنا مُتعَةٌ في زَعْمِ قَيْصَرِهِمْ
لِذاكَ قَدْ شُرِبَتْ بالكَأْسِ أَرواحُ
56- حتَّى رَأَيْنا على تُرابِنا أُمَمًا
الكُلُّ قَدْ زَعَموا بالشَّامِ إِيْباحُ
57- تَجارِبُ الدُّبِّ باتَتْ في أَجْوائِنا
(فَالميغُ) آتٍ إِلى الغُيومِ رَواحُ
58- والفُرْسُ قَدْ حَمَلوا سَوادَ تاريخٍ
وَيْلٌ لِكِسْرى، بِحَرْقِ الشَّامِ يَرتاحُ
59- فَالثَّأْرُ ثَأْرُ عَبيدِ النَّارِ من عُمَرٍ
لا يُرْتَجى من لِئامِ الفُرسِ إِيْضاحُ
60- أَمَّا إِذا (أُمُّ ريكا) بالفراتِ عَوَتْ
تَقولُ: إِنِّي أَرى الأَكْرادَ قَدْ ناحوا
61- فالكُرْدُ بِالفِطَمِ، والأُمُّ أَمْريكا
كَأَنَّهُمْ حَضَروا بالبَحرِ سُوَّاحُ
62- هذي هِيَ الحِيَلُ مِنْ عَقْلِ صِهْيونٍ
تحيكُ حيلَتَها من ثُمُّ تَجْتاحُ
63- إِنْ كانَ آمِرُنا مُناهُ يَمْحينا
طالَ الظَّلامُ بِنا، واسْوَدَّ إِصْباحُ
64- يا سالِبَ الكَرْمِ إِيَّاكَ الأُولى زَرَعوا
الجَذْرُ دُونَ التُّرابِ يَبْقى فَضَّاحُ
65- الكَرْمُ جَوْهَرَةٌ هِشامُ يَمْلُكُها
مَتى تَقَلَّدَ هذا الماسَ نَبَّاحُ؟
66- هذي الغِراسُ الّتي بالقاني قَدْ رُوِيَتْ
وهَلْ هُناك بِدونِ الغَرسِ فَلاحُ؟
67- ما نَفْعُ زَرْعٍ ولا ثِمارَ نَقْطَعُها
مَنْ يَقْتُلُ الغَرْسَ قَبْلَ القَتْلِ يَنْزاحُ
68- يا مادحًا نَمِرًا في غَدْرِ أَبْنائِهْ
أَلَيسَ مَنْ يغدُرُ الأَبْناءَ سَفَّاحُ
69- لا ينسَ مَنْ كانَ مَظْلومًا مَواجِعَهُ
قامَتْ مراكِبُهُ واشْتَدَّ مَلَّاحُ
70- ما زالَ في عَزْمِهِ هَيهاتَ من أَمَلٍ
إِنْ غابَتِ الشَّمْسُ إِنَّ البَدْرَ وَضَّاحُ
71- تَفَتَّحَتْ حجراتٌ في القُلوبِ لَنا
ورُبَّ بابٍ لَهُ قِفْلٌ ومِفْتاحُ
72- والقِفْلُ مُرْتَهِنٌ بِعُنْقِ (لَقْلَقِنا)
إِنْ شُدَّ عِنْدَهُمُ بالشَّامِ نَبَّاحُ
73- الجُرْحُ يُؤْلِمُنا في البرَّ والبَحْرِ
وعِنْدَ مَنْ رَحَلوا فالعِطْرُ فَوَّاحُ
74- النَّرْجِسيُّونَ هاموا في مَراياهُمْ
عُرْيٌ وفَقْرٌ وبالمَسْتورِ قَدْ باحوا
75- تَأَبى الخِيامُ مَعَ الأَمْطارِ تَأْوينا
والرِّيحُ عَصْفٌ ولَيسَ الثَّلْجُ يَنْزاحُ
76- وهكذا سِيَرٌ، قالوا: مَساكينٌ
حَنُّوا لِمَشْهَدِنا والكُلُّ أَشْباحُ
77- رَنَوْتُ أُصْغي إِلى الأَصْواتِ عِنْدَهُمُ
فالآهُ قَدْ فُقِدَتْ والجُرْحُ صَدَّاحُ
78- كَأَنَّما نَبْحُ كَلْبٍ من بعيدٍ عَوى
والنَّاسُ قَدْ رَتَجوا الأَبْوابَ يَرْتاحوا
79- البَعْضُ أَدْخَلَنا في مَنْزِلِ الوَحْشِ
والبَعْضُ يَنْهَرُنا لو ضَمَّنا ساحُ
80- والبَعْضُ غايَتُهُمْ الطَّرْدُ من أَرضٍ
لولاكِ يا جُلَّقٍ لَمْ تَأْتِ أَتراحُ
81- أَما وَضَعْناهُمُ بالعَينِ بالأَمْسِ؟
أَما أَتانا عَلَى الأَكْبادِ أَمْلاحُ؟
82- كانوا وَكُنَّا على الحِصْباءِ إِخْوانا
نَثورُ لو زَعَموا: الشَّوْكُ جَرَّاحُ
83- أَيْنَ الرِّباطُ لِحَرْفِ الضَّادِ في القَاني
أَوْ نَجْدَةٌ لِحَريمِ الجارِ لو صاحوا؟
84- مَنْ غَيَّرَ النَّخواتِ عِنْدَ أَعْرابٍ؟
هَلْ كُلُّهُمْ خَوَنٌ للجارِ ذَباحُ؟
85- هل نَخْوَةٌ ذَهَبَتْ؛ والبَغْيُ حُرِّيَةٌ؟
والشَّتْمُ حَذْلَقةٌ؛ كَيْ تُجْنَ أَرْباحُ؟
86- أَمْ بُدِّلَتْ لُغَةٌ بِلَكْنِ إِفْرَنْجٍ؟
فالشَّرْقُ ذِلَّتُنا والغَرْبُ إِصْحاحُ
87- وصوتُ أُغْنِيَةٍ مَعَ الصَّدى يَأْتي
للعُرْبِ أَبْطالُهُمْ، لَكِنَّهُمْ راحوا