علمت «القدس العربي» أن النظام السوري أبلغ عدة دول «التزامه بعدم توسعة الحرب الجارية في غزة والحفاظ على الجبهة السورية هادئة ومنع حزب الله اللبناني وإيران استخدامها في حال امتداد الصراع خارج إسرائيل وغزة». وأفاد مصدر عربي أن وزير خارجية النظام، فيصل المقداد ورئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك أجريا عدة اتصالات على المستويين الدبلوماسي والأمني شملت كل من روسيا وإيران والإمارات العربية ومصر، إضافة إلى «حزب الله» اللبناني. وشدد المصدر على سعي النظام إلى تجنب شرر نيران المعركة. كما أبلغ طهران أن سوريا تعاني أوضاعا اقتصادية سيئة للغاية ولا يمكنها تحمل نتائج امتداد المعركة إلى أراضيها. وأضاف أن اللواء علي مملوك أبلغ قيادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا بضرورة وقف هجماتها ضد إسرائيل انطلاقا من أراضي جنوب سوريا. ويأتي قرار النظام بعد توسع دائرة القصف الإسرائيلي لعدة مناطق في سوريا وخصوصا مطاري حلب ودمشق المدنيين الذين تستخدمهما طهران لنقل شحنات الأسلحة لـ«حزب الله» وباقي الميليشيات التابعة لها في سوريا.
ميدانيا، يشير القصف الصاروخي الذي انطلق من ريف درعا الغربي ليل الجمعة، إلى مناورة النظام وإيصال رسائل إلى إسرائيل تفيد برغبته بالنأي بالنفس عن التصعيد الحاصل وأن الاستهداف تقوم به الميليشيات الإيرانية وليست القوات السورية الرسمية، ويخشى النظام من رد فعل إسرائيلي عنيف ضده مع تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط في مقبل الأيام بسبب العملية البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة ضد قطاع غزة جنوب فلسطين.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن صباح الأربعاء، أن مقاتلاته الجوية أغارت على «بُنى تحتية عسكرية ومدافع هاون تابعة للجيش السوري ردا على إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه إسرائيل» الثلاثاء. والمكان المستهدف يتبع للواء 12 في جيش النظام قرب بلدة ازرع حيث يعتقد أن الميليشيات الإيرانية أطلقت منه صواريخ كاتيوشا باتجاه الجولان.
وفي سياق القصف الإسرائيلي، أعلنت وزارة النقل السورية، الأسبوع الماضي «خروج مطاري دمشق وحلب عن الخدمة جراء تعرضهما لقصف إسرائيلي متزامن». وهو القصف الثاني منذ بدء معركة «طوفان الأقصى» التي أطلقتها «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
القواعد الأمريكية في سوريا والعراق
وفي التصعيد المترافق مع حرب غزة، تعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق في عشرة أيام إلى 13 هجوما، وهو أكبر هجوم من ناحية العدد تتعرض له القوات الأمريكية خلال فترة قصيرة. أصيب خلال الهجمات 24 جنديا حسب ما نقلت شبكة «إن بي سي نيوز» عن القيادة المركزية، فيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» وقوع إصابات طفيفة إثر الهجمات.
ويبدو أن الجرحى اصيبوا في هجومين منفصلين بالطائرات المسيرة على قاعدة التنف السورية في 18 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري وقاعدة عين الأسد غرب العراق، حيث تضم القاعدتان القوات الأمريكية وأخرين من التحالف الدولي للقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية».
وتتركز الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق أكثر من سوريا، حيث جرى استهداف القواعد الأمريكية في العراق عشر مرات، مقابل ثلاث هجمات على القواعد الأمريكية في سوريا. وهو ما رصدته «القدس العربي» سابقا وأكده المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر.
وشملت الهجمات في سوريا إضافة إلى قاعدة التنف قرب مثلث الحدود السورية-العراقية-الأردنية، قاعدة حقل العمر النفطي وقاعدة حقل كونيكو للغاز وتقع القاعدتان على الضفة اليسرى لنهر الفرات أو ما يعرف محليا بمنطقة الجزيرة. وحصلت «القدس العربي» الأسبوع الماضي على معلومات خاصة تؤكد ان استهداف حقل العمر حصل بقذائف صاروخية وليس بالطائرات المسيرة. انطلقت الصواريخ من مناطق سيطرة النظام وحلفائه في مدينة دير الزور.
وتنتشر القوات الأمريكية في خمس قواعد رئيسية في سوريا هي: التنف والرميلان وكونيكو والعمر وقاعدة خراب عشق الواقعة على طريق «ام4» بين عين عيسى ومنبج وتتبع إداريا لمنطقة عين العرب (كوباني). وهي القاعدة التي انطلقت منها مروحيات قوات النخبة المعروفة باسم «دلتا» في الهجوم الذي أدى لمقتل زعيمي تنظيم الدولة الإسلامية ابو بكر البغدادي وخلفه ابو ابراهيم القرشي (عبد الله قرداش).
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك ريدر أنّ «ميليشيات يدعمها الحرس الثوري الإيراني هي مَن نفّذت الهجمات ضد القواعد والقوات الأمريكية، وتحمل الهجمات بصمات إيران».
وعلق الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت أن الضربات الجوية في يوم 26 تشرين الأول (اكتوبر) جاءت بتوجيه شخصي منه، مشيرا إلى أن الضربات «استهدفت منشآت يستخدمها الحرس الثوري الإيراني ومجموعات تابعة له لأغراض عسكرية».
وتبنت ما تعرف باسم «المقاومة الإسلامية في العراق» الهجوم على قاعدة التنف بطائرتين مسيرتين، وذكر البيان الذي نشر فجر السبت على معرفات مقربة من الحشد الشعبي أن الطائرتين «أصابتا أهدافهما بشكل مباشر». وتناقل نشطاء محليون خبر استهداف القاعدة الأمريكية في تل كوجر بريف محافظة الحسكة بطائرتين مسيرتين ليل الجمعة.
من جهة أخرى، استمرت الميليشيات الإيرانية بإطلاق قذائف الهاون من مناطق تمركزها في ريف درعا الغربي، تحديدا من التلة الواقعة غربي بلدة تل الجابية العسكري (تعرف تل الجابية) وهو من التلال العالية المواجهة للجولان السوري، ويعتبر ضمن مجال تشكيلات اللواء 61 مشاة وهو أكبر الألوية المستقلة في الجيش السوري يتبع إداريا للفرقة الخامسة ويعد الأكبر انتشارا فهو يمتد بين وادي اليرموك جنوبا وصولا إلى حدود اللواء 90 في خان ارنبة حيث يعد اللوائين خط المواجهة الأول مع الجيش الإسرائيلي ويتكون اللواء من ثلاث كتائب مشاة (121- 23 ـ 26) وكتيبة مدفعية وكتيبة مضاد دروع وسرية الهندسة وسرية طبية. وتعتبر التلال منطقة النشاط الرئيسي لحزب الله والميليشيات الإيرانية وتعزز مواقعها في تل الجموع قرب تسيل أيضا.
من الواضح أن النظام السوري أدرك تماما سعي إيران إلى تطويق الحرب وعدم السماح لها بالانتشار خارج الحدود وأن ما تقوم به إيران من استخدام أذرعها للرد هو محاولة تحسين شروط التفاوض على حساب أهل غزة و«حماس». ويأمل الأسد من ذلك وقف استهداف مطاري حلب ودمشق المدنيين، دون ان يمانع استهداف مقرات الميليشيات أو شحنات الأسلحة الإيرانية في باقي المناطق، فأثر قصف المطارين أصبح ثقيلا عليه من ناحية توقف حركة الطيران وصورته أمام جمهوره وحاضنته.
المصدر: القدس العربي
نظام طاغية الشام يبلغ عدة دول «التزامه بعدم توسعة الحرب الجارية في غزة والحفاظ على الجبهة السورية هادئة ومنع حزب الله اللبناني وإيران استخدامها في حال امتداد الصراع خارج إسرائيل وغزة» هذه هي التقية والنفاق بحلف المقاولة والمماتعة، ليثبت بإن الدور الوظيفي ينفذونه بدقة متناهية .