– 1 –
يا غزَّةْ
يا حرفَ الهمزةْ
في لغةِ الضادْ
يا مبتدأَ اللغةِ البكر
يا فعلَ الأمرِ.. وقافيةَ الشعرِ
يا بسملةَ الثوارِ
يا ملحمةَ الاليازةْ
يا سورةَ ( ويلٌ لكلِ همزةٍ لمزةْ ) !
*********
يا غزةْ .. يا غزةِ
حسبُ الشامِ وحسبكِ ربُّ العزةْ
لا تنكسري يا أمَّ الشهداءْ
لا تحني قامتكِ الشماءْ
لا ترمي رايتكِ الحمراءْ
لا تتخلِّي عن سيفِ القسامْ
استحلفناكِ بأرواحِ الابطال
ودموعِ الاطفال
انفجري كالقنبلة البشريةّْ
انتشري كالنار
لا تنكسري .. لا تنحسري
لا تستجدي
امتدي كالبحرِ ولا ترتدي
هدي أسوارَ حصاركِ .. لا تنهدي
هبِّي كالعاصفةِ المطريةْ
كالرعدِ اشتدي
ولىَّ زمنُ الذلِّ وحانِ أوانُ الردِّ ..
فردّي
يا بوصلةَ الحقِّ وعاصمةَ المجدِ
هذا وقتُ الجدِّ فجدي
ردِّي غاراتِ ابابيلَ وتصدي
هم شاؤوه صراعَ بقاءٍ وفناءٍ .. فتحدّي
دكّي جدرانَ الفصلِ
وهدّي قضبانَ السجنِ الأكبرِ في العالم
انفجري في أوجههمْ
شقّي الارضَ وقضّي مضجعهم ْ
وانقضي كالبرقِ الحارقِ .. كالقصفِ عليهمْ
كوني رمحاً في أضلعهمْ
كالمخرز في بؤبؤ أعينهمْ
كوني كالزلزالِ الارضي .. كالهزّةْ
***********
يا غزَّةْ ..
لك الفُ تحيَّةْ
من ثوارِ الشام
من أكنافِ دمشقَّ وأرضِ المزَّةْ !
روما 13 / 7 / 2014
=========
هذه القصيدة منشورة في ديوان: ]شجون بحار حلبي[ الذي صدر في العام 2022 بعد رحيل الشاعر تكريماً له.
المناضل العروبي الراحل محمد خليفة أبدع بشعره عن غزة برؤية استشرافية منذ تسعة أعوام [يا غزَّةْ .. لك الفُ تحيَّةْ .. من ثوارِ الشام .. من أكنافِ دمشقَّ وأرضِ المزَّةْ !] الله يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة .