السابع من اكتوبر 2023 بات أحد المفاجآت الصادمة التي ربما تغير منحى التطور التاريخي الدولي المعاصر والصراعات القائمة في المنطقة والعالم، خاصة ونحن نعيش في مناخ صراع دولي يبعث اشارات دفن النظام القائم والعمل على انتاج نظام دولي جديد بخطى متسارعة ولعل هذه المناسبة تحرضنا ان نتذكر كبشر ونحن نعيش تاريخنا ونصنعه احداثا كانت محطات فارقة في حيواتنا كحادثة البرجين في نيويورك في 11 ايلول 2001.
وسقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991 وكذلك سقوط جدار برلين عام 1989 وأيضا حرب 1973 وقبلها 1967 وكذلك حادثة إطلاق القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناغازاكي عام 1945 وغيرها الكثير من الاحداث التي لا مبرر للاستطراد في سردها حيث كان في كل من هذه التواريخ بداية أمل لبداية جديدة لحياة جديدة في التاريخ المعاصر الذي نعيشه، ولكن ومما يؤلم أن في كل بداية من هذه البدايات كانت الشعوب الضعيفة هي الجهة المكلومة التي تدفع ضريبة كل محطة من هذه المحطات، فكانت أثر كل منها تتطلع الى غد أفضل أكثر انسانية وأكثر رخاء وأكثر أماناً وسلاماً وازدهاراً، الا أنها في جميع ذلك لم تجد الا أوهاماً عاشتها ولا زالت، بل هي تعيش المعادلة اياها مكرورة، حيث أن الفئات الضعيفة المسالمة ما فتئت تصارع الفئات القوية المتوحشة حتى يومنا هذا ونحن في القرن الواحد والعشرين من عمر البشرية الأكثر حضارة وتقدما كما نزعم، وبالمقابل اليوم، وعلى وقع تأثير دموية وبشاعة التداعيات الصهيونية لليوم السابع من تاريخ هذا الشهر الاوكتوبري الغزاوي الفلسطيني والذي كان تدمير المشفى الأهلي المعمداني من قبل اعتى قوة صهيونية على رؤوس شاغليه من البشر مرضى وزواراً وكوادر ولاجئين وغيرهم ذروة بشاعة هذا التاريخ الدموي، حيث بلغ عدد ضحايا هذا الفعل الهمجي يفوق ثمانمائة ضحية.
لابد ان نستذكر أن الصراع الذي يستعر في عالمنا كان ولازال يقدم من الضحايا البشرية ما يجعل الجانب الانساني من عقلنا البشري يستنكر ويستهجن ويرفض هذه الضريبة الدموية التي تبدو قدراً دورياً كان ولا يزال يحيلها الى سمات التوحش والهمجية ويدعو الى تجاوزها ويزين المستقبل على أنه من المفترض أن يكون الأفضل، والأجمل، والأقل، وحشية.
ونستذكر ايضاً، أن الخط البياني لضرائب هذا الصراع بين محطة واخرى تسير بتزايد متواصل على عكس ما يبشر أو يحلم به عقلنا الإنساني ولا فرق إن كانت محطات هذا الصراع مختلفة نوعاً أو كماً.
ونستذكر أيضاً أن جوهر هذا الصراع يبدو وكأنه صراعاً موروثاً يحمل صفة الأبدية بين القوي والضعيف وبالتالي بين الحق والباطل من الناحية الأخلاقية، ونستذكر أيضاً أننا ونحن في مرحلة تاريخية وضعت الثورة السورية العظيمة فيها بصماتها كأحد الأطراف الضعيفة وكأنها فتحت الباب لبصمات أخرى شبيهة بها وهو ما يحدث الآن في غزة الذبيحة التي أعلنت عن فرض بصمتها هي أيضاً يوم السابع من اكتوبر.
ونتابع الاستذكار لنرى أن قرابة قرن من الزمان انقضت وشعوبنا العربية كانت ولما تزل مادة وموضوعاً للاستثمار والابتزاز والاستغلال والاستحمار وها هي اليوم تعيش في قعر هاوية القتل اليومي الدامي لولا بصيص أمل تصنعه الثورة السورية وثورة غزة البطلة، فيخفف ذلك من احتمالات النهايات المعهودة.
فهل يكون لقانون التراكم دوره في صناعة حدث السابع من أكتوبر لعام 2023، فيُدخل شعوبنا الضعيفة والمستضعفة في فضاء تغير نوعي يثأر فيه لما الم به أو يُبعد عن وعي اجياله كل ما علق فيه من صور لأحداث ومراحل وحشية وبربرية وقعت عليه على مدى قرن من الزمان ويبعد عنه فوبيا مذابح فلسطين وسرقتها 1948 وعدوان 1956 ولصوصية واحتلال 1967 وكذلك احتلال القنيطرة الباسلة و اكذوبة وضحايا 1973 وما تلاها من كوارث دموية كتل الزعتر واحتلال بيروت وتهجير المقاومة الفلسطينية ثم اخيراً وليس آخراً حال التآمر على ثورات ربيعنا العربي المقدس فهل يسعفنا التاريخ أن نشهد ولادة جديدة لمرحلة تاريخية جديدة تحمل راية نظام دولي جديد يقوده الضعفاء ويرسم مرتكزات راسخة لمعاني الحب والعدالة والمساواة والإخاء الإنساني.
قراءة ورؤية خاصة لـ #طوفان_الأقصى ، هل ستكون بداية لآمال جديدة لشعبنا المستضعف ؟ لتغير نوعي يثأر فيه لما الم به أو يُبعد عن وعي اجياله كل ما علق فيه من صور لأحداث ومراحل وحشية وبربرية وقعت عليه ؟ مذابح فلسطين وسرقتها 1948 وعدوان 1956 ولصوصية واحتلال 1967 و.. .