كيف تفاعل الفنانون السوريون مع انتفاضة السويداء؟

نور عويتي

حدثت انقسامات جديدة في صفوف الفنانين السوريين الموالين لنظام بشار الأسد بعد انتفاضة السويداء الجديدة التي طالبت برحيل الأسد، وإسقاط النظام.

هناك العديد من الفنانين الذين دعموا الحراك المدني، ووقفوا بجانب الشعب، ونشروا العديد من المنشورات والفيديوهات التي تنتقد حكومة النظام، وحمّلوها مسؤولية معاناة الشعب السوري الناجمة عن غلاء الأسعار الفاحش، والنقص الكبير في المواد الرئيسية، الغذائية منها والدوائية.

ومن أبرز الفنانين الذين تحولوا لينتقدوا النظام علناً، الممثل بشار إسماعيل، الذي نشر فيديو من احتجاجات السويداء على صفحته الشخصية، ليعلن وقوفه مع الشعب، وصوّر فيديوهات ينتقد فيها النظام ويدينه علناً، ويلمّح إلى مسؤولية بشار الأسد عمّا يحدث بشكل ضمني.

ففي اليوم الأول للانتفاضة، نشر إسماعيل عبر قناته الرسمية على يوتيوب فيديو بعنوان “الوجه الحقيقي للحكومة”، تحدث فيه عن فقدان ثقته بالحكومة السورية التي لا تهتم بمعاناة الشعب، وأنهى الفيديو بمشهد يصور الحاكمين شياطين يتحكمون بأحوال الناس.

وعاد أمس لينشر فيديو جديداً بعنوان “قررت بيع أعضائي”، تحدث فيه عن التعليقات التي تلقاها والتي خونته من الطرفين، المعارضين والمؤيدين للنظام، وتمنى توحيد صفوف السوريين مع استمراره بنقد حكومة النظام.

أما المفاجأة الكبرى، فتمثلت بما نشره الممثل السوري وائل رمضان، المعروف بدعمه لنظام الأسد، وحمل صيغة رسالة مباشرة لبشار الأسد، يخاطبه بعيداً عن البروتوكولات الرسمية، فيسقط عنه صفة الرئيس، ويطلب منه أن يشعر بالشعب المذلول المهان، ليبدو واضحاً أنه يحمّل رأس النظام مسؤولية معاناة الشعب.

وهناك بعض الفنانين الموالين الذين تعاطفوا مع الشعب أيضاً، لكن منشوراتهم بدت أقل جرأة، فعادوا فيها إلى شعارات احتجاجات “بدنا نعيش” التي انطلقت في السويداء أيضاً في بداية العام، مثل الفنانة هيا مرعشلي.

وهناك من نشر منشورات تؤكد معاناة الشعب بالتزامن مع الحراك، دون أن تحمل منشوراتهم مضموناً سياسياً واضحاً، مثل الفنان أيمن رضا، الذي نشر صورة له ذكر بها بأن الحياة في سورية تشبه الحياة في الصومال، أي إنهم يعيشون في مجاعة.

في المقابل، انتهز بعض الفنانين الموالين ما يحدث ليتابعوا مسلسل المزايدات الوطنية على حساب أوجاع الناس وآلامهم. ومن أبرزهم الممثل معتصم النهار، الذي نشر قصة شخصية على “فيسبوك” لعلم النظام السوري، وأرفقها بعبارة: “أنت القوي، أنت الغني، أنت الدنيا يا وطني”.

أما الفنانون السوريون المعارضون، فوقفت غالبيتهم إلى جانب احتجاجات السويداء، وشارك العديد منهم، أمثال فارس الحلو ومحمد آل رشي، صوراً وفيديوهات من مظاهرات السويداء، أرفقوها بالأمنيات والدعم.

ونشرت الفنانة سوسن أرشيد في حسابها على فيسبوك واحداً من أدق التوصيفات للحركة الثورية الجديدة، قالت فيه: “بالمناسبة، إنك تطلع بعد كل هالسنين لتقول لا للمستبد وسورية لينا ما هي لبيت الأسد، هي قمة الشجاعة، وأنت بتعرف تمام المعرفة أنو ما حدا حيوقف معك ويسندك لا مجتمع دولي ولا غير دولي. أنت لحالك بصدر عاري بوجه القتلة السفلة الوحوش، فكفى تنظير وكلام عالبارد المستريح، ويلي رجليه بالمي مو متل يلي رجليه بالنار.. قلبي معكن أهلنا بالسويداء”.

وكذلك نشرت الممثلة السورية يارا صبري صورة الناشط المعتقل رائد الخطيب (أول ناشط اعتقله النظام في احتجاجات السويداء)، وكتبت: “بدنا ياه، بدنا الكل”.

 

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى