طلبت قوات النظام السوري من فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين”، المُشكّلة من فصائل عسكرية عدّة عاملة ضمن منطقة إدلب، الاثنين، هدنة، وذلك بعد استهداف الفصائل مواقع عسكرية حساسة لقوات النظام وروسيا وإيران في عمق مناطق سيطرتها، الأمر الذي أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، من بينهم ضباط، شمال غربي سورية، وذلك رداً على التصعيد في منطقة إدلب ومقتل وجرح عشرات المدنيين.
وأفادت غرفة عمليات “الفتح المبين”، في بيان لها مساء الاثنين، بأنّ “عصابات الأسد تطالب بتهدئة عسكرية بعد استهداف مواقع حساسة لديها في عمق المناطق المحتلة”، مضيفة أنّ “موقفنا الواضح” هو أنّ “من بدأ بقصف الآمنين في المناطق المحرّرة، عليه أن يتوقّف عن عدوانه وإلا فإنّ ضرباتنا مستمرّة نحو مواقع جديدة في عمق دياره”.
في هذا الإطار، قال المتحدث الرسمي باسم فصيل “جيش العزة” العامل تحت مظلة غرفة عمليات “الفتح المبين” العقيد مصطفى بكور، لـ”العربي الجديد”، إنّ “غرفة عمليات الفتح المبين أعلنت عن طلب النظام هدنة تكون نتيجتها توقّف القصف على المدنيين”. وأشار إلى أنّ “غرفة عمليات الفتح المبين استهدفت عدداً من مقارّ النظام العسكرية المهمة في أماكن مختلفة”، موضحاً أنّ “هذا الردّ أوجع النظام وأجبره بالتالي على طلب الهدنة”.
وبيّن القيادي لدى فصائل المعارضة السورية أنّ “كلّ طواقم غرفة عمليات الفتح المبين استهدفت مقارّ قيادية مهمّة للنظام والمليشيات الإيرانية والروسية، وأدّى ذلك إلى سقوط عدد من القتلى في صفوفها، من بينهم قادة عمليات مهمّون”، لافتاً إلى أنّ “ثمّة هدوءاً حذراً مع ترقّب بسبب إمكانية غدر النظام والروس المدنيين في أيّ وقت”.
وتابع بكور أنّه “لم يُسجَّل في تاريخ وعقيدة النظام والروس والإيرانيين أيّ التزام بالعهود والمواثيق والاتفاقات”، مشدّداً على أنّه “في حال لم يلتزموا، فمن الطبيعي أن يكون الردّ أقوى ممّا حصل في خلال الأيام الماضية وفي عمق العدوّ”.
في سياق متصل، قال الناشط مصطفى الأحمد، من أهالي ريف محافظة إدلب، لـ”العربي الجديد”، إنّ “شاباً يدعى محمد ثابت الحليب، يبلغ من العمر 18 عاماً، قضى مساء اليوم الاثنين متأثراً بجراحه، التي أُصيب بها يوم الخميس الماضي نتيجة استهداف قوات النظام بالصواريخ الأحياء السكنية في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، شمال غربي البلاد”.
كذلك استهدفت قوات النظام السوري، ظهر اليوم الاثنين، بصواريخ محمّلة بذخائر حارقة محرّمة دولياً، منازل مدنيين شرقي مدينة الأتارب وطريق الأتارب-السحارة شمال المدنية، في ريف حلب الغربي، من دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين. كذلك استهدف قصف مدفعي بلدة بينين وأطراف بلدة الرويحة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، تزامن مع ذلك تحليق طائرات استطلاع روسية في أجواء منطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها).
وقد نفّذت الطائرات الحربية الروسية، الاثنين، غارات جوية عدّة مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار (فراغية) استهدفت من خلالها تلال الكبانة في منطقة جبل الأكراد بريف محافظة اللاذقية الشمالي الشرقي، في حين ردّت فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” مستهدفة مقارّ عسكرية لقوات “الفرقة 25 مهام خاصة” في مدينة معرّة النعمان بريف إدلب الجنوبي، من دون ورود أيّ معلومات عن حجم الخسائر الناتجة عن الاستهداف.
وكانت غرفة عمليات “الفتح المبين” قد استهدفت، في الأيام الماضية، عشرات المواقع العسكرية المهمّة لقوات النظام السوري وروسيا وإيران، منها في مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد، ونادي الضباط في حيّ الفرقان بمدينة حلب، وغرفة عمليات للقوات الروسية في ريف معرة النعمان الشرقي، ومعسكر جورين بريف حماة الشمالي الغربي، وقد أسفر ذلك عن سقوط قتلى وجرحى من بينهم ضباط ميدانيون.
المصدر: العربي الجديد