أعلن الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، مساء الجمعة، أن حصيلة القتلى الأخيرة لهجمات قوات النظام السوري وحليفتها الروسية على مدينة إدلب وريفها، وصلت إلى 20 قتيلاً و114 إصابة.
واستهدفت الهجمات المدفعية والصاروخية الأحياء السكنية وأسواق شعبية وأربعة مدارس ومرافق عامة، وبحسب الدفاع المدني، استخدمت قوات النظام صواريخ محملة بقذائف عنقودية محرمة دولياً في قصف بلدة ترمانين بريف إدلب، الجمعة.
وقال المتطوع في الدفاع المدني السوري محمد البرادعي، في حديثه مع “العربي الجديد”، إنّ قوات النظام السوري كثفت قصفها الصاروخي والمدفعي على الكثير من مناطق شمال غربي سورية، استهدفت فيها تجمعات سكنية ومنشآت حيوية وبنى تحتية.
وأوضح المتطوع أن الهجمات استهدفت، الخميس، مركزاً للدفاع المدني السوري، فيما ركزت في اليوم الثاني على مشافي في مدينة إدلب، مؤكداً أن “إحصائية القتلى والجرحى متغيرة في كل فترة قصيرة”.
وأكد البرادعي: “نحن نعيش في مدينة إدلب وريفها حرب حقيقية من قبل قوات النظام السوري وروسيا، كان الهجوم يوم الخميس يستهدف محيط مدينة إدلب، بينما تركزت الهجمات على وسط المدينة”، مضيفاً: “في المنطقة التي نقف فيها الآن، والتي قُصفت منذ قليل، قُتل مدنيان وأصيب 10 أشخاص”.
ويقول أحد سكان الحي الذي وقع فيه القصف المذكور، إنّ “صاروخاً سقط وسط الحي بينما كان السكان مجتمعين، وأصيب عدد كبير من الأشخاص بينهم نساء. مشاهد قاسية لا يمكن وصفها. جاءت فرق الإسعاف وأسعفت أخي لمستشفى إدلب الجراحي ليخبرنا الطبيب أنه فقد ساقه”.
وأكد الطبيب محمد الأبرش، الذي يعمل في المستشفى، في حديثه مع “العربي الجديد”، أن “تصعيد القصف خلال اليومين الماضيين من قبل النظام المجرم على عموم مناطق إدلب أدى إلى الكثير من الإصابات، توزعت على معظم مشافي إدلب”، مؤكداً أن المستشفى الذي يعمل فيه تلقى 14 إصابة منذ ظهر يوم الجمعة، 3 منهم فارقوا الحياة، بينما تُجري الطواقم الطبية ثلاثة عمليات جراحية لإنقاذ حياة المصابين.
وأضاف الأبرش أن “هذا القصف أسفر عن إصابات خطيرة لا تستطيع الإمكانات الطبية في مدينة إدلب استيعابها، واستمرار القصف سيؤدي إلى إجهاد الكادر البشري والمستلزمات الطبية المتوفرة”.
وقال مراسل “العربي الجديد” في إدلب أن قوات النظام استهدفت وسط وأطراف مدينة إدلب بوابل من القذائف الصاروخية، كما شنّت طائرات حربية روسية غارات جوية على محيط السجن المركزي غرب مدينة إدلب.
وصباح اليوم، قتل طفل وجرح طفلان من عائلة واحدة، إثر قصف جوي للطائرات الحربية الروسية استهدف قرية “جفتلك حج حمود” بالقرب من جسر الشغور غربي إدلب.
وارتفعت حصيلة القتلى في عموم محافظة إدلب إلى أكثر من 20 مدنياً و114 جريحاً، جراء تصعيد النظام وروسيا منذ عصر الخميس.
“حكومة الإنقاذ” تعلّق دوام المدارس بسبب القصف
في سياق متصل، أعلنت “حكومة الإنقاذ” (تدير إدلب وأجزاء من ريف حلب)، الجمعة، في بيان، تعليق الدوام في المدارس العامة والخاصة لمدة يومين، بسبب القصف المكثف الذي تشنه قوات النظام وروسيا على مناطق شمال غرب سورية.
وكانت المساجد قد دعت عبر مكبرات الصوات المصلين لعدم القدوم إلى صلاة الجمعة.
وصعّدت قوات النظام قصفها لمدينة إدلب، عقب تفجير الكلية الحربية بحمص، والذي أدى لمقتل أكثر من 85 شخصاً خلال حفل تخريج ضباط عسكريين.
التحالف يؤكد تنفيذ ضربات قرب القوات الأميركية
في سياق منفصل، قال التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” إنه نفذ ضربات جوية عدة غير منسقة، على مقربة من القوات الأميركية في سورية، وذلك خلال 24 ساعة، مؤكداً رفضه الأعمال التي تهدد الاستقرار والأمن الإقليمي، وتعريض سلامة قواته والقوات الشريكة، والسكان للخطر.
كما أكد في بيان أنه “يحتفظ بحقه الأصيل الثابت في الدفاع عن النفس، في أي وقت عندما تواجه قواته تهديدات تضعها في طريق الأذى”، بحسب وصفه.
وجاء بيان التحالف عقب إسقاط قواته طائرة مسيرة تركية في الحسكة شمال شرقي سورية، بسبب اقترابها من قاعدة جوية أميركية.
المصدر: العربي الجديد