قبل عام 1979 لم يكن هناك قضية للشعب العربي في كافة اقطاره الا فلسطين وضرورة تحريرها من الاحتلال الصهيوني ،رغم ان بعض الحكام العرب كانت هذه القضية بالنسبة لهم سلعة يتاجرون بها للوصول الى السلطة 5والاحتفاظ بها.
لم ينسَ اي عربي من المغرب الى الأحواز ان من واجبه العمل لاسترجاع فلسطين من الصهاينة، ولن ننسى اندفاع الشباب العربي من كل الأقطار العربية للتطوع بالعمل الفدائي بعد تشكيل حركة التحرير الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي ، وكان هذا الاهتمام يؤرق الصهاينة ويحسبون له الف حساب.
لم تنفع الصهاينة محاولات الاستفادة من بعض الحكام العرب، وممارستهم القتل والتجويع بحق شعوبهم ليصرفوا نظر الشعب عن القضية الفلسطينية، حتى كان العام 1979 حين قرر الغرب الاستغناء عن خادمهم الوفي شاه ايران واستبداله بملالي طهران رافعين شعار تحرير فلسطين ، وادخلوا الأمة العربية في صراعات وحروب استمرت منذ ثمانينيات القرن الماضي، ومازالت مستمرة حتى الآن، وكل حروبهم كانت تحت شعار تحرير فلسطين ولم يطلقوا على الكيان الصهيوني طلقة واحدة.
احتل الأمريكيون العراق وسلموها لطهران، وتفننت في اذكاء الروح الطائفية، ودمروا كل مقومات الدولة العراقية ونهبوا ثرواتها، دمروا اليمن وقسموا المجتمع اليمني، دعموا نظام الأسد ووقفوا معه في قتل الشعب السوري وسعوا للتغيير الديمغرافي والعقدي في سورية، دمروا لبنان وافقروه تحت شعار المقاومة، ومازالت محاولاتهم مستمرة للتدخل في كل الأقطار العربية، ونجحوا في تشكيل محيط عربي تائه، ومنقسم، ومحتقن طائفيا، وهذا مطلب الصهاينة حققه ملالي طهران بشعارات ثورية وتحررية لاوجود لها على ارض الواقع.
ما حققه ملالي طهران للصهاينة في المنطقة العربية يجيب على تساءل البعض عن استغناء الغرب عن الشاه، رغم خدمته للمصالح الغربية ،فما فعله الملالي لا يستطيع الشاه فعله، ولذلك استغنى الغرب عن خدماته وابدلوه بهؤلاء القتلة الذين كانوا عوناً للصهاينة بإبعاد المواطن العربي عن القضية الفلسطينية وانشغاله بأمنه وتأمين حياته.
ومع كل مافعله هؤلاء مازال بعض المغيبة عقولهم من العرب يعتبرون هؤلاء الصهاينة الجدد من انصار القضية الفلسطينية.
المصدر: كل العرب