تظاهر آلاف المحتجين في ساحة السير (الكرامة) بمدينة السويداء جنوبي سورية، اليوم الجمعة، وسط دعوات لرحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالحل السياسي.
وقدّر ناشطون تظاهرة اليوم بأنها الكبرى منذ بدء الاحتجاجات السلمية في المحافظة قبل أكثر من شهر، وشهدت وصول المشاركين من مختلف بلدات وقرى محافظة السويداء، فضلاً عن مشاركة وفد من عشائر الجبل، إذ وصلت حشود شعبية من أبناء مدن وبلدات شهبا ومردك وقنوات وقريا وصلخد وعرمان وملح والمقرن وأمتان والمجد إلى ساحة الكرامة.
كما شهدت الاحتجاجات حضوراً لافتاً للنساء اللواتي يرتدين الزي الشعبي بالمحافظة، ويرددن أناشيد تطالب برحيل النظام، وتنادي بالحياة الكريمة.
ومن أبرز الهتافات التي رددها المتظاهرون: “عاشت سورية ويسقط بشار الأسد”، و”سورية لينا وما هي لبيت الأسد”، و”سورية بدا حرية”، و”يلا ارحل يا بشار”.
كما رفع المتظاهرون لافتات تنادي بالتغير السياسي وتعزيز مفهوم اللامركزية، وتطبيق القرار الأممي 2254، وتنحي بشار الأسد، وتحسين الواقع الاقتصادي والمعيشي في البلاد.
وكانت دعوات قد انتشرت على نطاق واسع في محافظة السويداء، مساء الخميس، تطالب الأهالي بالمشاركة في التظاهرات بساحة الكرامة، اليوم الجمعة، في حين شهدت قرى وبلدات السويداء تظاهرات ووقفات مسائية الليلة الماضية.
كما أذيعت الدعوة للتظاهر اليوم عبر مكبرات الصوت في العديد من قرى المحافظة، في حين دعت أيضًا منشورات ورسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع في ساحة الكرامة.
وفي بلدة قنوات شمال شرقي السويداء، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لإزالة المتظاهرين، مساء أمس، صورة كبيرة لرئيس النظام السابق حافظ الأسد من مدخل البلدة، وعلّقوا مكانها صورة لطائر حمام يرمز للسلام، وصورة أخرى لقائد الثورة السورية الكبرى، سلطان باشا الأطرش.
من جانبها، قالت الناشطة الحقوقية سلام عباس (اسم مستعار) من الساحل السوري إنّ “تصاعد المشهد السلمي في السويداء وازدياد أعداد المحتجين كل يوم جمعة إلى ساحة الكرامة، يدلان على تأييد ضمني من الغالبية العظمى من أهالي المحافظة”، مشيرة إلى أّن “هذا ما يحاول النظام طمسه، وإظهار المحتجين كأقلية معزولة”.
وأضافت، خلال حديث لـ”العربي الجديد”، أنّ “الحراك بات يمثل تيارات فكرية كبيرة من المجتمع”، وبحسب قولها فإنّ ذلك “مؤشر على أنّ الشارع في السويداء واعٍ ومتنوع ووطني، خلافاً لما تروجّ له السلطة”.
ويعتقد الناشط المدني سامر أبو دقة أنّ استمرارية الحراك وزيادة الزخم يشكل “حالة غير مسبوقة ليس على مستوى سورية فحسب، بل على مستوى عربي وإقليمي”، موضحاً أنّ الحراك بات يعول عليه بأنه قادر على تحقيق أثر جيد على المدى القريب، وربما يسهم في تغير الواقع السوري مستقبلاً، مع احتمال انتشار الحالة في مناطق سورية أخرى.
انضمام الشيخ حمود الحناوي للحراك الشعبي
إلى ذلك، شهد، يوم أمس الخميس، تطوراً لافتاً تجلّى في انضمام شيخ العقل للموحدين الدروز حمود الحناوي (واحد من ثلاثة مراجع دينية في المحافظة) إلى الحراك الشعبي، وذلك في كلمة ألقاها أمام وفد من أبناء بلدة الكفر.
قال الحناوي، في كلمته، إنّ الحراك في السويداء “يمثل صوت الحق وصوت الشعب المظلوم، وإنّ التظاهرات والحراك هو صوت انتخابي، ومن يريد أن يعرف المطالب فلينزل إلى الشارع”.
وأكد استمرار الحراك في المحافظة، قائلاً إنّ “أهالي السويداء سهم وانطلق ولن يعود”، وشدد على أنّ الأهالي لا يريدون دماء ولا قتال أحد، بل يطالبون بحقوقهم وكرامتهم ولقمة الحلال.
وإضافة للشيخ حناوي، يقف الشيخ حكمت الهجري على رأس الحراك الشعبي في السويداء، بينما يتخذ المرجع الثالث الشيخ يوسف جربوع موقفاً “وسطاً” يؤيد فيه مطالب المحتجين، لكن لا يطالب برحيل النظام، بل يطالبه بالقيام ببعض الإصلاحات.
المصدر: العربي الجديد