ماذا عرضت إيران على تركيا مقابل سحب قواتها من سورية؟

تحدث وزير الخارجية الإيراني في 17 أيلول الجاري بشكل مقتضب عن عرض قدمته بلاده لكل من تركيا والنظام السوري، يتضمن الاتفاق بين الطرفين على آلية لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبضمانة كل من طهران وموسكو.

موقع تلفزيون سوريا استطاع الحصول على تفاصيل العرض الإيراني من مصادر لديها اتصالات مع وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري، حيث تضمن الطرح الذي قدمته طهران في اللقاء الرباعي على هامش جولة مباحثات “أستانا 20” في حزيران الفائت بنوداً متعددة.

تمكين قوات النظام من استعادة السيطرة

وطرح الوفد الإيراني ضمن المسار الرباعي الخاص بتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري بند تمكين قوات النظام “من استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية”، بذريعة “إتاحة المجال له للقيام بمهام ضبط الأمن وإنهاء حالة الفوضى”.

وبناء على الرؤية الإيرانية فإن آلية انسحاب القوات التركية ستكون على مرحلتين، الأولى تتراجع فيها إلى الشريط الحدودي وتحافظ على وجودها ضمن العمق الذي تنص عليه اتفاقية أضنة، أي بعمق 5 كيلومترات، في حين تتولى قوات النظام السوري فرض السيطرة وضبط الأمن، لكن بإشراف غرفة عمليات مشتركة تضم مستشارين عسكريين من روسيا وإيران وتركيا، للإشراف على حسن التنفيذ.

وفي المرحلة الثانية تنسحب القوات التركية بالكامل، وتحل مكانها قوات حرس حدود، مع تسيير دوريات إيرانية وروسية مشتركة للإشراف على عملها، في حين تتولى إدارة مدنية تابعة للنظام السوري تشغيل المعابر الحدودية.

 

“مكافحة الإرهاب”

بحسب المصادر، فإن الطرح الإيراني تطرق إلى التعاون المشترك مع تركيا في جهود “مكافحة الإرهاب”، وتقويض سلطة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مناطق شمال شرقي سوريا، مع الاستعداد لتطوير التعاون ليشمل “مكافحة الإرهاب” في العراق بآلية يجري الاتفاق عليها أيضاً.

وفي حال وافق الجانب التركي على مضمون العرض، ستبقى الأجواء السورية مفتوحة للطيران التركي، وخاصة الطائرات المسيرة لتتوغل في عمق يصل إلى 60 كيلومتراً من أجل تنفيذ ضربات وقائية ضد التنظيمات التي تصنفها أنقرة إرهابياً.

وفي سياق مساعي إقناع الجانب التركي بالموافقة على الطرح، عرضت طهران افتتاح قنصلية تركية في حلب، وتسهيل النشاط التجاري في المحافظة المهمة.

تباين في الرؤى

وأفادت مصادر مطلعة في المعارضة السورية لموقع “تلفزيون سوريا”، بوجود تباين في الرؤى بين إيران والجانب التركي، حيث سعت طهران بشكل حثيث طيلة الفترة الماضية إلى استبدال “مسار أستانا” الذي أسس لانتشار النقاط العسكرية التركية على الأراضي السورية، والاستعاضة عنه باللقاءات الرباعية التي تشمل النظام السوري، لكن أنقرة بقيت متمسكة بالحفاظ على أستانا والعمل على عدم تضاربه أيضاً مع المسار السياسي المتعلق باللجنة الدستورية وإنما التكامل بينهما.

وكان مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري قد انطلق في أواخر عام 2022 برعاية روسية كاملة، لكن إيران استطاعت لاحقاً فرض نفسها وتحويل اللقاءات إلى مسار رباعي بحكم نفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي في سوريا، الأمر الذي شكل فيما يبدو أحد أهم العوامل التي خفضت حماس أنقرة وخفض سقف توقعاتها تجاه التطبيع مع النظام السوري، خاصة مع تشبت الأخير بمطلب تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وهو المطلب الذي يشدد عليه المسؤولون الإيرانيون باستمرار، على عكس روسيا التي تتجنب الخوض في مسألة مستقبل وجود القوات التركية في سوريا.

المصدر: تلفزيون سوريا 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى