وثّق “مرصد استخدام القنابل العنقودية”، التابع لـ”الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية”، عودة النظام السوري لاستخدام الذخائر العنقودية عام 2022، بعد عدم تسجيل استخدام لها عام 2021.
وجاء في التقرير الصادر اليوم، الثلاثاء 5 من أيلول، أن قوات النظام استخدمت القنابل العنقودية خلال العام الماضي، كما استخدمتها على نطاق واسع في الفترة من عام 2012 إلى 2020، قبل أن تتوقف بحسب التقارير عن استخدامها عام 2021.
وعادت قوات النظام لاستخدام القنابل العنقودية بهجمات وقعت في تشرين الثاني 2022، ووثقتها الأمم المتحدة، ومنظمة “هيومن رايتس ووتش”، و”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.
في 6 من تشرين الثاني 2022، قُتل ثمانية مدنيين وأصيب ما لا يقل عن 75 آخرين بقصف لقوات النظام بالقنابل العنقودية، وبدعم عسكري روسي، استهدف مخيم “مرام” للنازحين بالقرب من قرية كفر جالس في إدلب.
وفي 2022، وقعت معظم هجمات القنابل العنقودية في أوكرانيا، وتسببت بمقتل وإصابة ما لا يقل عن 890 شخصًا، أغلبيتهم العظمى من المدنيين، بينما تلتها من حيث عدد الضحايا سوريا وميانمار.
وسجل المرصد ما لا يقل عن 4408 ضحايا بالذخائر العنقودية في سوريا منذ تموز 2012 كثاني أكثر دولة من حيث عدد الضحايا المسجلين بعد جمهورية لاوس، في حين بلغ عدد الضحايا عام 2022 في سوريا 90 ضحية بالذخائر العنقودية.
ومنذ أيار 2013، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عشرة قرارات تدين استخدام القنابل العنقودية في سوريا، و اعتمدت الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان منذ عام 2014 أكثر من 18 قرارًا يدين استخدام القنابل العنقودية في سوريا.
وأصدرت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا العديد من التقارير التي تتضمن تفاصيل الهجمات بالذخائر العنقودية من قبل قوات النظام.
وتطلق القنابل العنقودية إما من الجو أو من الأرض في عبوة تحتوي على مئات القنابل الصغيرة التي تنتشر بشكل عشوائي في مناطق واسعة.
وتشكّل الذخائر خطرًا مستمرًا لأنها لا تستهدف هدفًا محددًا، وينفجر نحو 40% منها فورًا، ما يجعلها مصدر خطر مستمر، في حين تشكّل القنابل التي لا تنفجر تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين، لا سيما الأطفال.
ما “الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية”؟
بعد فتح “معاهدة حظر الألغام” للتوقيع في كانون الأول 1997، أقرت “الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية” (ICBL)، بالتشاور مع الحكومات الرئيسة والمنظمات الدولية وشركاء المجتمع المدني، الحاجة إلى تقديم تقارير دقيقة ومستمرة فيما يتعلق بالألغام الأرضية والذخائر العنقودية وغيرها من مخلفات الحرب القابلة للانفجار، ورصد تنفيذ المعاهدة.
وفي حزيران 1998، أنشأت “الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية”، “مرصد الألغام الأرضية”، لتلبية احتياجات الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات.
وفُتح باب التوقيع على معاهدة “حظر الذخائر العنقودية” في كانون الأول 2008، وقرر المرصد مراقبة تنفيذ المعاهدة بالإضافة إلى مراقبة “معاهدة حظر الألغام”، ونشر تقريره الأول عن الذخائر العنقودية في أيار 2009.
تعمل “الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية” على رفع مستوى الوعي على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، ومن خلال عضويتها العالمية، تنقل الحملة واقع المجتمعات المتضررة من الألغام إلى الساحة الدبلوماسية.
في عام 2011، اندمجت “الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية” مع “تحالف الذخائر العنقودية” لتصبح “الحملة الدولية لحظر الألغام” (CMC) منظمة واحدة لها حملتان منفصلتان بشأن الألغام الأرضية والذخائر العنقودية.
ولم تنضم حكومة النظام لمعاهدة “حظر الذخائر العنقودية”، شأنها شأن العديد من الدول مثل روسيا وإيران وكوريا الشمالية.
المصدر: عنب بلدي