تحولت مشكلة الشعب السوري، الذي يتعرض منذ أكثر منذ سنوات ، لعملية ابادة جماعية بكل الادوات والاسلحة تحت نظر العالم وسمعه، لمجرد مشكلة “استعمال الكيماوي”، يومها، أما كيف يحاصر ويقتل ويدمر و يسيطر عليه فليس بالحسبان، ونسي الدم السوري النازف يوميا على الارض السورية، وكأنه لا يعني أحدا.
اولا.منذ بداية الربيع السوري وشعبنا يعلم أنه في مواجهة أسوأ نظام قمعي عرفه التاريخ، ومع ذلك خرج يطالب بالحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية، ومستعد ان يدفع الثمن، خرج بالملايين وطال كل البلاد عبّر سلميا عن مطالبه والعالم كله يدعمه لفظيا فقط، والشعب ماض لهدفه وبأي ثمن…
ثانيا.بعد الشهر السادس من الثورة السورية .تحول النظام للعنف العاري. وتحول الربيع إلى الثورة .وبدأ يعمل على مواجهة عنف النظام بالعنف المضاد…والعالم يراقب.. ويترك النظام يستعمل العنف والقتل والتدمير بحق الشعب. ولسان حال أقواله وأفعاله صمت عن عنف النظام ووحشيته..
ثالثا.انقسم العالم تجاه الثورة السورية إلى قسمين.حلفاء النظام الذين دعموه مطلقا منذ اللحظة الأولى سواء بتوصيف المشكلة إنها مجموعات إرهابية. وأن الغرب و(اسرائيل) يستهدف مقاومة النظام ومنعته. كما دعمت النظام روسيا وايران وعراق المالكي وحزب الله في كل شيء وحتى الان… غطته روسيا في مجلس الأمن وقدموا له السلاح والرجال والمال والغطاء الإعلامي كما ساعدوه في الحرب على الأرض..
رابعا. دعم الشعب السوري الثورة السورية. كذلك امتداده العربي والإسلامي بقدر الإمكان وبعض الدول الخليجية ودول الربيع العربي في السنوات الاولى قبل ان ترتد أنظمتها بعد حين. كما دعمت تركيا الثورة السورية. كان الدعم بإمكانات متواضعة وغير متجاوزة الخطوط الحمر التي وضعها الغرب و(اسرائيل) . عن عدم تقديم السلاح النوعي المضاد للطائرات والدروع. وحتى بالتقصير في إمداد السلاح الخفيف أو الذخيرة.. بحيث منعت الثورة من القدرة على الانتصار على النظام وأحيانا أدت للتراجع بعد مضي سنوات على الثورة…
خامسا. برر الغرب عدم تقديم العون للثورة .بادعاءات مختلفة واغلبها مزيف وغير حقيقي(كاذب).وبعضها يضمر داخله ضررا بالثورة.. الغرب أول من وصف ثورة الشعب على الاستبداد بالحرب الأهلية. وانهمك يصف الحالة كأنها صراع طائفي.و يصف الثورة بالتطرف وكان المبادر للتحدث عن النصرة واعتبارها إرهابية… وكان في كل ذلك متماشيا مع توصيف النظام وقراءته للثورة السورية…ومبررا عدم المساعدة لها..
سادسا.عمل الغرب وبعض الداعمين للثورة تحت دعوى مساعدة الثورة. على التواصل مع المعارضه السياسية لتكون واجهة للثورة وممثلة لها. وذهب كل طرف محلي أو دولي يعمل لخلق ولاءات لها ولاجنداتها، تارة بالدعم المالي أو المعنوي. فخرج المجلس الوطني كائنا هجينا متعدد الرؤوس والاجندات والتحالفات. وكذلك في الائتلاف الاول والثاني… الخ . ثم تم وصم هذه الواجهة السياسية والإساءة لها .وتركها ضعيفة وعاجزة عن مواكبة الثورة ودعم أهلنا في الداخل. وذلك من خلال ترك القوى المعارضة بعيدة عن الحراك السياسي الدولي والإقليمي .وعدم إعطائها أي دعم لتتحول لقوة تعبر عن الثورة والشعب…وثم الانتقال لجوقة التخوين والاتهام وحملة التشويه. وفي النهاية برروا عدم مساعدة ثورتنا لكل هذه الاسباب مجتمعه…
سابعا.ان الغرب لمصلحته ومصلحة (إسرائيل) ضرب الربيع السوري وعدم امتداده للمشرق العربي. وتدمير سوريا واعادتها للخلف عشرات السنين… والصمت عن التغلغل العدواني الإيراني مع حزب الله وايغالهم بالدم السوري. لقد تُركت الحالة في سوريا تستمر بالاستنزاف الذاتي وتطال حياة الملايين. يستشهد ويعتقل ويصاب مئات الآلاف ويشرد الملايين وتدمر البلد…كل ذلك وصفه الغرب أنه حرب أهلية وبرر موقفه الحيادي تجاهها.وانه امام موقع يتوالد فيه الارهاب ..وان الدم السوري لا يعني لهم شيئا…عار يجلل ادعاءاتهم…
ثامنا.أراد الغرب للحالة السورية.(كحالة معادية).أن تتفاعل ذاتيا وتؤدي للتدمير الذاتي. ولم يكونوا يهتموا بالشهداء او المشردين أو التدمير في سوريا. بل خافوا من امتداده للغير.(طبعا اسرائيل).لان كل دول الجوار اكتوت بنار سوريا. كذلك الأردن ولبنان حيث انعكس ما يحدث في سوريا عليهم كارثيا في كل شيء. وكذلك تركيا بنسبة أقل.. خافوا من وجود السلاح النوعي واستعماله من النظام وحزب الله والمعارضة. فدمر بعضه بيد (اسرائيل). ومنع روسيا من إتمام عقودها مع سوريا سواء للصواريخ والطائرات. وتركت الامداد بالذخيرة والسلاح التقليدي على حاله ويستمر مسلسل القتل السوري.
تاسعا.ان الكيماوي سلاحا سوريا لم يتورع النظام عن استخدامه. وعندما قيل له انه خط احمر.. امتثل بشكل جزئي بحيث استخدمه بشكل محدود.. وكرر الاستخدام وتعهدت روسيا لأمريكا (واسرائيل). أن مخزون الكيماوي تحت السيطرة المباشرة لها . وان اسرائيل غير مقصوده به… وعندما وسع النظام استعماله .وضع الغرب أمام فرصة الانقضاض على السلاح وإنهاء وجوده والقضاء بشكل نهائي على هذا السلاح وضرره على (إسرائيل). إما بالتدمير عبر ضربه هو وبقية الاسلحة الاستراتيجية الاخرى. او من خلال التفتيش وتسليمه لمجلس الأمن وبالحالتين ينتهوا من سلاح يضر إسرائيل ويخيفها…
عاشرا.تبين لنا بمرارة أن الغرب غير معني بشعبنا و محنتنا مع النظام ولا بقتلنا وتشردنا او دمار بلادنا كلها حالة ثانوية في المشهد. فقط السلاح الكيماوي كيف يحاصر ويسلم ويدمر ؟.. أما الحرب السورية فلتترك وتفاعلاتها الذاتية لاستمرار العنف والقتل من النظام بحق الشعب وليستمر الشعب في ثورته بدماء ابنائه مهما طال الزمن أو غلي الثمن…
حادي عشر.كنا نصف الغرب على استحياء انه ضد الربيع العربي. وأنه مع مصلحة الحكام المستبدين و(اسرائيل). كنا نواجه بأننا معقدين واصحاب نظرية المؤامرة…الخ. من أمراض التماهي بالمستعمر… نحن الآن وبعد ضرب الكيماوي على الشعب السوري من النظام الوحشي. وانهماك العالم كله. لحل مشكلة الكيماوي في سوريا. وليس حل مشكلة الشعب السوري مع النظام ، يزداد إحساسنا باليتم دوليا. وعهر النظام العالمي برمته… أننا وحيدون أمام قدرنا الظالم…
ثاني عشر.نحن أمام ساعة الحقيقة.النظام مستعد أن يتنازل عن الكيماوي. وعن الكرامة الوطنية. والمهم أن يستمر بالحكم .ويضرب الكيماوي مجددا. ويضرب بشراسة أكثر بالبراميل والقصف المدفعي والطيران. أصبح كل الشعب السوري هدفا للقتل. وفي كل الخارطة السورية. والنظام العالمي منهمك خارج الانسانية يعزف موسيقى الكيماوي في سوريا… وزاد تهلي الغرب عن الشعب السوري عندما اطلق يد روسيا رديفا لايران والميليشيات الطائفية لتواصل القتل والتشريد للشعب والتدمير لسوريا ومازلنا ندفع ثمن ذلك للآن….
.اخيرا..ايها الشعب السوري العظيم..انت في الساحة وحيدا…الكل شريك بدمك عبر القتل أو التواطؤ والصمت أو التقصير بالمساعده… ندرك ذلك وسنعمل على أن نتوحد ونتحرك على الأرض وننتهي من النظام الذي يصاب الان بالتآكل الذاتي بعدما جعل سوريا محتلة فقيرة جائعة تتناتفها القوى الدولية والاقليمية ومن بقي من الشعب السوري في الداخل بدأ من جديد يطالب باسقاط النظام وتحقيق العدالة والحرية و الدولة الديمقراطية والحياة الافضل…
أيها الشعب السوري العظيم هذا قدرك…فاصنعه..انتصارا…