عاصفة غبارية وأمطار صيفية تضرب شمال شرقي سورية

سلام حسن

لا تزال العاصفة الغبارية المصحوبة بموجة حر شديدة تضرب، منذ الجمعة، مدن وبلدات محافظة الحسكة في أقصى شمال شرقي سورية شملت مدن القامشلي بلدتي عامودا والقحطانية وصولا إلى بلدة المالكية أقصى شمال شرق البلاد، بينما هطلت أمطار صيفية عاصفة، في الريف الجنوبي للحسكة التي تعد الأكثر سخونة في سورية، وهو ما فاقم من معاناة الأهالي في ظل انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي.

المختص بالأحوال الجوية أحمد حسن (65 عاما)، من سكان مدينة القامشلي التابعة إداريا للحسكة، يقول لـ”العربي الجديد” إن العواصف الغبارية المصحوبة بارتفاع الحرارة وأحيانا بالأمطار الصيفية “تضرب شرق وشمال شرق سورية أكثر من مرة كل عام”.

وأشار حسن إلى أن “درجات الحرارة هذا العام أعلى من معدلاتها الوسطية نتيجة للتغيرات المناخية العالمية وزيادة الاحتباس الحراري، نتيجة لعوامل طبيعية وأخرى بشرية تتعلق بزيادة مستويات التلوث الناتجة عن آثار المخلفات الصناعية في الجو والمياه والتربة وقطع الأشجار، فضلاً عما تطرحه المعامل والمصانع من غازات سامة، ولا سيما غاز ثاني أوكسيد الكربون”.

ولفت إلى أن “انتشار مصافي النفط البدائية، التي انتشرت خلال العقد الأخير في الشمال الشرقي من سورية، له دور كبير في الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة في المنطقة”، مضيفا:” درجات الحرارة تجاوزت في عدة أيام من شهر آب الجاري 45 درجة في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، وهو ما تسبب بتفاقم معاناة الناس في ظل انقطاع شبه مستمر للتيار الكهربائي مع ندرة المياه، خاصة في محافظة الحسكة التي تعاني أزمة على هذا الصعيد منذ سنوات”.

وفي السياق، أشار رمضان محمد (45 عاما)، من أهالي بلدة المالكية في ريف الحسكة، لـ “العربي الجديد”، إلى أن “انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرة الناس على استخدام المراوح والمكيفات زاد من معاناتنا في ظل هذه العاصفة الغبارية”، موضحا أن العاصفة “كان لها الدور السلبي الأكبر على مرضى الربو والتحسس وأمراض الصدر عموما”، ثم أضاف: “المنطقة على موعد مع هذه العواصف الغبارية في الصيف والخريف، ولكن هذا العام كان وقعها أصعب مع هذا الارتفاع غير المسبوق بدرجات الحرارة”.

من جانبها، بيّنت ماريا عليان (٥٥ سنة) وهي من أهالي مدينة القامشلي، لـ”العربي الجديد”، أن “العاصفة الغبارية تسببت بضيق تنفس لابنتها ذات الـ12 ربيعا”.

وتابعت: “حاولت الحفاظ على أجواء مقبولة داخل المنزل، لكن انعدام كميات كافية من الماء والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يجعل من المنزل سجنا أو صندوقا إسمنتيا لا يحتمل”.

وتسببت العاصفة الغبارية بخروج خطوط الكهرباء عن الخدمة في عدة بلدات وفق مكتب الطاقة في “إقليم الجزيرة”، التابع لإدارة الذاتية في شمال شرق سورية، والذي بيّن أن خطوط التوتر المتوسط في أرياف مدينة القامشلي، وأرياف بلدة تل براك والحسكة والشدادي، خرجت عن الخدمة.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى