وزّعْ حمولةَ وقتنا فوق القوافي
في بلادي ما تنوء به المنافي
قل للمرايا : حزننُا باق هنا
لو شاء يدعو فالجبال توافي
اذ كلما اشتد النزيف بنا
فاحت أقاحي الشام والأرياف
عمتم أماناً يا نوارس أبحرٍ
شَهِدتْ عراك الروح والمجذافِ
لا تسألوا :هل طعنة ذي ، أم صدىً؟
خطر التساؤل في الجواب الشافي
تاريخ هذا الحزن ممتد بنا
من ثغر عبلَ بلمعة الأسياف
عمتم خَضَاراً يا بيوتَ أحبةٍ
عزّتْ عليها دمعةُ الصفصاف
عمتم غِوىً يا أرجوان قصورهم
هذا دمٌ لا صبغةُ الأصداف
تدرون مَنْ ثقبَ الغلاف بجوّنا
جلب التضخم ، جاد بالتجفاف؟
حتى بسوس الكون ألقينا بها
ما بين “موسكو” تارةً و”كياف”
نحيا بلا عُمر وقيل شهادة
يا كم يزغرد مأتمٌ كزفاف
أمشي لألقى ورد ظلك يا هوىً
أُلقي عليه تحية الأَشراف
يا نبلَ ما غطّى السكوت أعزةً
يا ويل ما صاح المُعَذّبُ : كافِ
هذي بلاد أسقطوا شرفاتها
والقبو يُخفي لعنة الأسلافِ
تبدو بيوتاً والنوافذُ غربةٌ
وبدون إجراءٍ لجوؤك وافي
يَطأُ الغريب مطار جرحك ناعلاً
في أحمر السجاد أنت الحافي
ما الياسمين ،وما بياض كفوفنا؟!
كيف اصطبغتَ وأصلُ لونك صافي؟!
من صدَّ حلمَك يا صديقَ ربيعنا
أنّى جفوتَ؟
متى الربيع يجافي؟
كل الكراسي أصلها شجرٌ ترى
أودتْ بنا من شدة الإجحاف
فقراء في أوطاننا ، يجري الغنى
جبلاً وسهلاً والسماءُ فيافي
مُذ غَصَّ بالأغراب مشمشُ صيفنا
غصّتْ بنا فوق المياه مرافي
قلنا نحاول مُلْكَ ما ابقوا لنا
في القصر قيصرنا بلا أطراف
قلنا -نموت فلا شبيه لموتنا
حيِّ اللغات وكاملِ الأوصاف
اني اقترفتك والبلاد ذنوبنا
هل بعد هذا الذنب من إنصاف؟
ليل المدائن بارد نهوي به
لكن وقوفا،
حيث نُشرقُ… دافي
سبحان من أهدى الجراح بلابلاً
نزّت قصائدَ والضماد قوافي