طائرة مسيرة رابعة قادمة من الأرض السورية باتجاه الأردن وأسقطها الجيش الأردني بكفاءة واحتراف مجددا.
في البعد التقني الأمني رسالة البلاغ العسكري الأردني واضحة وحادة الملامح عندما يتعلق الأمر بتطبيق قواعد الاشتباك ليس فقط على واجهة الحدود الشرقية للمملكة حيث “صداع درعا” وتداعياته المتنوعة، بل أيضا على الحدود الجنوبية حيث طبق حرس الحدود قواعد الاشتباك مجددا وألقى القبض على سبعة سريلانكيين حاولوا تجاوز الحدود بعد إلقاء القبض سابقا على ثلاثة أشخاص من التابعية التركية.
تعلن قوات حرس الحدود مجددا أن لا تسامح أو مرونة مع أي محاولة للاختراق عبر الحدود وزعزعة الأمن الأردني.
لكن الطائرة المسيرة الرابعة التي حاولت الاختراق من الأرض السورية حملت معها مفاجأة جديدة بموجب منطوق البلاغ العسكري الرسمي.
هذه المرة يطور المرسل مضمون رسالته فالطائرة الرابعة التي تم إسقاطها تحمل متفجرات “تي إن تي” حصرا، الأمر الذي يعني القصد منها أمني بامتياز وتوجيه إنذار للأردنيين بالإصرار على أجندة غامضة المصدر فيما تتصدى قوات حرس الحدود دون التفات لأي تفاصيل هامشية.
تسلل غريب لمنطق الحمولة في الطائرات المسيرة الأربعة التي حاولت الاختراق وتم إسقاطها في غضون عدة أسابيع.
الأولى كانت فارغة تماما وأسقطت، والثانية قيل إنها حملت معها نحو نصف كيلو غرام من مادة “الكريستال” إحدى أخطر مواد المخدرات وأكثرها فتكاً وأغلاها سعراً.
الطائرة الثالثة حملت معها بعض الأسلحة الصغيرة بدون ذخائر. أما الرابعة فسجلت المفاجأة لأن حمولتها كانت كمية من متفجرات تي إن تي.
في الجانب السياسي والإعلامي ذلك يعني بعض المسائل تستوجب التأمل والتحليل لأن الجهة التي أرسلت الطائرات المسيرة الأربعة وهي على الأرجح جزء من شبكة إقليمية لتهريب المخدرات تحاول القول إنها لم تستسلم وإنها تطور في أدوات التحرش والاستهداف.
يحصل ذلك في تقدير المطبخ السياسي والأمني ردا على عمق وجذرية القرار الأردني بخصوص المخدرات السورية بعدما اكتشف الجميع بأنها ممنوعات ممولة وتدير بعض النشاطات السياسية الطابع أو الإرهابية كما وصفتها عمان مرة.
الأهم أن الأردن أقلق من يصفهم بتجار الموت لا بل أغلقت قواته حدود البلاد على تجارة ترانزيت المخدرات برا وجوا وبحرا فيما يقول الطرف الآخر إنه مصر على تجارته واستهدافاته.
لافت جدا للنظر حمولة الطائرة المسيرة الرابعة. ولافت أكثر للنظر أن الرسالة التي تتحرش بالأمن الأردني دون أي نجاح في تجاوزه يعترض فيها أصحابها وضمنا أيضا على حلقات التعاون الحدودي التي برزت مؤخرا حتى مع الجيش النظامي السوري وسط القناعة بأن محيط درعا وبعض قراها بيد الميليشيات والمنظمات وخارج سيطرة مؤسسات السيادة السورية.
ووسط القناعة بأن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي كان جادا ويعكس قرارا عندما أبلغ نظيره السوري فيصل المقداد بأن عمان ستضرب في العمق السوري تجار المخدرات إن لزم الأمر.
المرسل في حادثة الطائرة الرابعة بدأ يؤشر على تصعيد محتمل عندما خلط جسم الطائرة بمتفجرات تي إن تي.
المصدر: “القدس العربي”