العبودية الأسدية وتأثيرها على مسار الثورة السورية

زياد المنجد

 منذ عام 1963 عاش الشعب السوري حالة من ظلم واضطهاد، تزايدت وتيرته بعد استيلاء الأسد على السلطة عام 1970، وأصبحت سورية مزرعة يمتلكها الأسد وسميت بسورية الأسد .

ستون عاماً تعايش المواطن السوري مجبراً مع الظلم والاضطهاد، وانطبق عليه وصف المواطن المستقر حسب تعبير المفكر الفرنسي (ايتيان دي لابواسيه)،لا يتعاطى السياسة ويتحاشى الحديث بالأمور العامة، ويخشى الأخرين ويشك  بهم.

 هكذا عاش المواطن السوري حتى عام 2011 حين ثار ضد العبودية متأثراً بثورات الربيع العربي.

مع الثورة تخلص شعبنا من عبودية نظام الأسد، دون ان يتخلص من تبعاتها، أصبح كل منا يرى نفسه سيداً دون ان يستطيع التخلص من موروث سنوات الظلم والاضطهاد، وأهمها الريبة بالأخرين وعدم الثقة بهم وبتوجهاتهم، وكان لذلك أثر سلبي في عملنا وثورتنا ضد نظام الأسد .

ومن منطلق السيادة التي بتنا نشعر بها كأشخاص دون تخلصنا من أثار العبودية الأسدية، أصبح كل منا في صفوف الثورة لا يقبل الا ان يكون في الصدارة، ولايقبل العمل مع الأخرين، وهكذا افتقدنا آلية العمل الجماعي ووصلنا الى ثورة تضم مئات الفصائل والتجمعات والأحزاب السياسية ، مع علم الجميع ان خلاصنا من نظام الأسد لا يمكن ان يكون الا بوحدتنا، وتوحيد جهدنا الثوري، وتركيزنا على العمل الوطني بعيداً عن الايديولوجيا التي يجب ان نضعها بعيداً عن عملنا في هذه المرحلة حتى نستعيد الوطن، وبعدها يمكن لأي منا ان يعود لما يتبناه من ايديولوجيا وفكر سياسي.

هكذا هو حالنا اجتماعات كثيرة وندوات ومطالبات بتوحيد الجهد الثوري، وبالنهاية نختلف على كلمة في بيان نريد اصدارة ويتشتت جهدنا من جديد.

 ان ما ينقصنا هو ارادة العمل الجماعي، وهذه دعوة صادقة لكل السوريين بالوحدة ونبذ الخلافات، وتوحيد الجهد الثوري على الأرض، فمن كان منا يعتقد ان العالم سيخلصنا من جرائم الأسد فهو واهم، والسنوات الماضية دليل واضح على ذلك.

فالى متى نبقى متفرقين مشتتين، ويبقى نظام الطاغية مستمراً في بيع وطننا ومستمراً في ظلم واضطهاد وتجويع أهلنا؟؟.

 

المصدر: كل العرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى