سورية: تقسيم أدوار روسي- إيراني لاستفزاز القوات الأميركية

عكست التحرشات العسكرية بالقوات الاميركية في شرق سوريا، تقسيم أدوار بين القوات الروسية والميليشيات الايرانية في استفزاز القوات الاميركية، ورفعت نسبة التحذيرات من الانزلاق الى حرب في المنطقة التي تتقاسم الدول الثلاث ميدانها وأجواءها.

وفيما كشفت مجلة “نيوزويك” الأميركية، عن وثيقة مسربة من وكالة مخابرات حليفة، تقول إن إيران حشدت آلاف المقاتلين من جنسيات متعددة في ميليشيا تابعة لها داخل سوريا، وتستعد لشن هجمات ضد إسرائيل والقوات الأميركية في سوريا، كشف خبير عسكري أميركي عن عدم تمكّن الولايات المتحدة من “ردع” القوات الروسية عن مضايقتها في سوريا، محذراً من حدوث “تصعيد مدمّر” قد يسببه الاحتكاك المباشر بين القوات الأميركية والروسية المتمركزة في المنطقة.

استعدادات ايرانية

وأظهرت وثيقة “نيوزويك” التي سربها مسؤول في وكالة مخابرات لدولة متحالفة مع واشنطن، أن المجموعة الإيرانية هي “ميليشيا الإمام الحسين” المرتبطة بـ”فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني.

وجاء في الوثيقة، إن “ميليشيا الإمام الحسين” هي المجموعة الأكثر قوة في “فيلق القدس” في سوريا، ولديها قدرات قتالية وعسكرية كبيرة، وسبق أن نفذت هجمات ضد إسرائيل والقوات الأميركية.

وقال مسؤول المخابرات الذي سرب الوثيقة، إن المسؤولين الأميركيين اطلعوا على الوثيقة، التي تذكر أن الميليشيا مزودة بأسلحة دقيقة التوجيه وطائرات من دون طيار للهجوم والتجسس، إلى جانب مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة.

وأشار المسؤول، إلى أن الميليشيا نفذت بالفعل العديد من الهجمات المكثفة ضد القوات الأميركية في قاعدة التنف في ريف حمص، في تشرين أول/اكتوبر عام 2021، باستخدام الصواريخ وطائرات من دون طيار.

وأضاف المسؤول، أن الميليشيا نفذت هجمات ضد إسرائيل أيضاً، بما في ذلك هجوم بصاروخ أرض – أرض في كانون الثاني/يناير 2019، وهجوم صاروخي آخر في حزيران/يونيو عام 2019، بالإضافة إلى محاولة هجوم فاشلة باستخدام طائرة من دون طيار في آب/أغسطس 2019، قيل إن الجيش الإسرائيلي اعترضها.

مواجهة أميركية-روسية

بالتزامن، حذّر خبير عسكري أميركي من اندلاع مواجهة روسية-أميركية في شرق سوريا، بموازاة الاتهامات بين روسيا والولايات المتحدة، في الأسابيع القليلة الماضية، بشأن انتهاك بروتوكول “سلامة الطيران” في الأجواء السورية، الأمر الذي وصفته تقارير غربية بأنه “اختبار قوى” من الطرفين.

ونقلت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية عن مدير تحرير مجلة “الحرب الطويلة” (Long War Journal) بيل روجيو قوله إن “الروس يحاولون مضايقة جهود الولايات المتحدة وجهود المراقبة العسكرية داخل سوريا، والضغط على واشنطن من أجل مغادرة سوريا، بهدف اكتساب الروس مكانة أكبر هناك”.

وأضاف أنه “لا يوجد الكثير مما يمكن للولايات المتحدة فعله لردع الإجراءات الروسية”، محذراً من أن “أي احتكاك مباشرة مع القوات الروسية قد يؤدي إلى تصعيد مدمر”.

وجاء ذلك في تقرير للشبكة الأميركية نشرته الجمعة، وقالت فيه إن الولايات المتحدة لم تتمكن من “ردع السلوك غير المهني” لروسيا في سوريا، مضيفةً أن المقاتلات الروسية تواصل التحليق بالقرب من الطائرات الأميركية ومضايقة المقاتلين الأميركان هناك، ما يعرض حياتهم للخطر. وبحسب التقرير، فإن القوات الروسية اختبرت نظيرتها الأميركية مرات عدة في سوريا “بدون خوف من العواقب”.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى