يأتي هذا التقرير الذي تبثه قناة الجزيرة في سياق الترويج الإعلامي لوجهة النظر الروسية إزاء غزو أوكرانيا، وفيه محاولة لعزل “المكون العربي” عن “تهمة التعامل مع المخابرات الأمريكية، وإبقاء هذه التهمة موجهة أساسا للمكون الكردي”.
والمتتبع للضخ الإعلامي الروسي إزاء الملف الأوكراني سيجد الكثير من هذه النماذج.
مهم وعي هذه الحقيقة، وإدراك أيضا أن إشارتنا لهذه الحقيقة لا يعني نفي تعامل المسلحين الانفصاليين الأكراد مع واشنطن في الحرب الأوكرانية، فإن التخادم بين البي بي كي+ بي يي دي، وبين المخابرات والقوات الأمريكية حقيقي ومفتوح بلا حدود، ويعتبر الانفصاليون الأكراد تصاعد هذا التخادم وتوسعته مما يحقق لهم أهدافهم.
وإذا أردنا التشبيه، فإن العلاقة الأمريكية – الكردية في هذا المجال لها وجه شبه مع العلاقة بين الفصائل السورية وتركيا في الملف الليبي.
لكن الانفصاليين الأكراد أكثر استفادة في علاقتهم، وأكثر انضباط، وأدق مركزية وتوظيف تكتيكي واستراتيجي مما فعلته الفصائل المسلحة السورية.
مهم أن نقرأ هذا التقرير وأمثاله بعقل واع حتى لا نتحول دون أن نشعر إلى أداة من أدوات الضخ لوجهة النظر الروسية، وأيضا دون أن نتعامى عن وقائع وحقائق بدعوى التصدي للدعاية الروسية.