اعتبر كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجيّة بمجلس الشيوخ الأميركي جيم ريتش أن على الرئيس جو بايدن فعل المزيد لمنع شركاء الولايات المتحدة من التطبيع مع النظام السوري.
وقال ريتش في تغريدة، إن “اعتماد هيئة أمميّة مستقلّة للتحقيق في مصير السّوريّين المغيّبين هو أمر حسن، لكن بوسع إدارة بايدن فعل أكثر من ذلك بكثير لمحاسبة الأسد”، مشيراً إلى أن “على بايدن تطبيق عقوبات قيصر، وعلى شركائنا أن يحجموا عن التّطبيع مع الأسد”.
جاء ذلك بالتزامن مع لقاء جمع الرئيس الأميركي بثلاثة من الناشطين السوريين في واشنطن، وأكد خلاله بايدن أنه ما زال متمسكاً بضرورة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأكد أحد المشاركين في اللقاء أن بايدن شدد على أن “بشار الأسد شخص سيء للغاية” وأنه سيبذل قصارى جهده من أجل تخليص السوريين من معاناتهم، وعدم السماح بإفلات المجرمين من العقاب.
لكن هذا الموقف، اعتُبر من قبل الكثيرين “غير رسمي” ولا يعبر حالياً عن توجهات الإدارة الأميركية المتهمة بالتراخي في تطبيق العقوبات المفروضة على النظام في سوريا، ما شجع الكثير من الدول الاقليمية الحليفة لواشنطن على التطبيع معه.
اللقاء الأول لبايدن مع سوريين
وهو ما يدركه الناشطون الثلاثة الذين تمكنوا من التحدث لبايدن، لكنهم مع ذلك يعتقدون بأن مثل هذه اللقاءات رغم طبيعتها الخاصة، إلا أنها قد تؤثر في سياسات البيت الأبيض حول الملف السوري بشكل أو بآخر.
آلاء تللو، أحد المشاركين في اللقاء، اعتبرت أن الحديث الذي جرى مع بايدن “مهم جداً، وهو بمثابة جرعة أمل لنا، وتأكيد على الاستمرار في مناصرة قضية الشعب السوري، خاصة أن هذا اللقاء هو الأول لبايدن مع أفراد من الجالية السورية-الأميركية منذ استلامه منصبه”.
وكشفت تللو في حديث ل”المدن”، أن اللقاء الذي جمع الناشطين السوريين المعارضين لنظام الأسد ببايدن، جاء في سياق حملة الأخير الانتخابية، وجرى في ماريلاند بواشنطن.
وأضافت “كان هناك مجموعة كبيرة من المواطنين الأميركيين من كل الخلفيات والاتجاهات، و قد مُنحنا فرصة التقاط صور جماعية مع الرئيس، ورأينا أن ذلك يمثل فرصة لذكر الملف السوري من قبلنا نحن الثلاثة، كلّ على حدى، خلال النقاشات التي دارت بيننا وبين الرئيس”.
العمل الاستراتيجي والتراكمي
الناشطون السوريون الثلاثة الذين سمح لهم القائمون على حملة بايدن الانتخابية بلقائه، هم، بالإضافة إلى تللو، كل من بكر غبيس وجورج صطيفو، وجميعهم أعضاء في منظمة “مواطنون من أجل أميركا آمنة”. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عنهم أنهم أكدوا لبايدن على ضرورة رحيل الاسد، فأجابهم أنه يوافق على ذلك.
لكن إلى أي حد يمكن أن يكون ذلك ناجعاً في التأثير على توجهات الإدارة الأميركية حيال الملف السوري؟
سؤال يجيب عليه غبيس بالقول إنه “من الصعب التنبؤ بذلك، لكن هذا الأسلوب الذي استخدمناه ليس تقليدياً، ونعتقد أنه أحد الطرق الممكنة لخرق الطوق المحكم الذي يفرضه مجلس الأمن القومي على توجهات واشنطن فيما يتعلق بسوريا”.
وأضاف في تصريح ل”المدن”، أن “هذا طريق جديد نطرقه كفاعلين في مناصرة الشعب السوري في الولايات المتحدة، حيث يصر مكتب الأمن القومي على تجاهل مآسي السوريين، ويتساهل في قضية التطبيع، كما شاهدنا خلال الشهور الماضية”.
ورأى غبيس أن “العمل المتعدد الأوجه للناشطين السوريين في الولايات المتحدة، مثل الحثّ على سن القوانين، والوصول الدائم للمؤسسات الإعلامية الأمريكية لضمان التغطية الصحافية المستمرة للأوضاع في سوريا، وكذلك الحوار مع كل مؤسسات صنع القرار والأبحاث الموجودة في واشنطن، إضافة إلى اللقاءات مع الادارة الأميركية، كلها نشاطات ذات أهمية ويجب أن تتكامل، وبهذا الصدد سبق وأن التقينا أيضاً نائبة الرئيس كاميلا هاريس”.
المصدر: المدن