ضمن سياقات مسألة التطبيع العربي الجارية فصولًا مع نظام العسف الأسدي، التقينا الدكتور تغلب الرحبي، الطبيب والناشط السوري وسألناه: هل تعتقد أن التطبيع العربي مع نظام الأسد يسير باتجاه المصالحة الكلية، أم أنه ماتزال هناك الكثير من العقبات.؟ وماهو الموقف الأوروبي والأميركي الحقيقي من هكذا إعادة تأهيل للأسد في ظل قانون قيصر والكبتاغون وسواهما؟
حيث أجاب الدكتور تغلب الرحبي بقوله: ” تتجه الأنظمة العربية إلى المصالحة مع النظام الأسدي على درجات مختلفة، القاسم المشترك فيها هو الإيعاز الغربي لهذه الأنظمة للقيام بهذه الخطوة في رسالة سافرة إلى الشعوب المقهورة بأن لا حدود لسحق هذه الشعوب في حال قيامها بأي تمرد أو ثورة على هذه الأنظمة وأن أي جرائم ضد الإنسانية ولو شملت الإبادة الجماعية أو التعذيب حتى الموت أو التغييب القسري أو التهجير الجماعي والتغيير الديمغرافي، فإن هذه الأنظمة لن تحاسب على أي من هذه الجرائم، بل سيجري لاحقًا تكريمها ومكافأتها على هذه الجرائم” ثم أضاف: ” الموقف الأوروبي والأميركي يتميز بالنفاق وازدواجية المعايير، فهي تقوم بإصدار قوانين تجميلية لمعاقبة أو محاكمة النظام على جرائمه، في نفس الوقت الذي تشجع فيه عملاءها على التطبيع مع النظام الأسدي، وقد ثبت أن كل هذه القوانين والعقوبات ليس لها أي تأثير على الطبقة الحاكمة في سورية، فلا قانون الكبتاجون، ولا حضور رأس النظام المجرم مؤتمر جدة أوقف أو حد من تهريب الكبتاجون إلى هذه الدول لتدمير صحة أبنائها.
إن ما يسمى بالنظام العالمي مازال يحمي هذا النظام ويشجعه إلى الاستمرار في جرائمه ضد الإنسانية وما زال يعاقب الشعب السوري على ثورته ضد النظام الأسدي هذا الشعب المنكوب الذي لم يعرف أن ثورته على هذا النظام المستبد إنما هي ثورة على النظام العالمي الذي يدعي أنه متحضر” .
المصدر: إشراق
النفاق السياسي الأمريكي والغربي، تجاه الثورة السورية، كان واضحا وضوح الشمس، من لحظة إنطلاقها.
اما العقوبان التي فرضها الغرب على سورية، كانت بقصد تجويع الشعب من اجل تركيعه وإسقاط الثورة، فليس هناك من جديد.
إسقاط الأسد يعني إسقاط النظام العالمي وإسقاط المنظومة العربية الوظيفية، المرهونة والمرتهنة لإرادات اعداء الشعوب، التي تناضل من اجل الحرية والتحرر.
للحديث بقايا