جنين ووحدة الموقف الفلسطيني

سري القدوة

ما يجري في مدينة جنين ومخيمها من قتل وقصف وتدمير المنازل وترحيل للعائلات، هو جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية، وقتلا ممنهجا واسع النطاق ضمن سياسة رسمية واضطهاد لأبناء شعبنا الفلسطيني، في ظل صمت دولي، وتخاذل في تحمل المسؤولية القانونية حيث يتم ارتكاب تلك الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون تحريك أي ساكن .

يجب على المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة الوقوف أمام التزاماتها القانونية والأخلاقية، واتخاذ الإجراءات الجادة والعاجلة لوقف التصعيد والعدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها منذ ساعات الفجر الأولى من يوم الاثنين الماضي واستهداف المدنيين والأعيان المدنية والمناطق المأهولة بالسكان، في انتهاك فاضح لمبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب للعام 1949.

لا بد من وضع حد للجريمة النكراء والمجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال في جنين ومخيمها والتي ما زالت مستمرة، وقد تفاقم الأزمة الإنسانية مع استمرار العدوان على سكانه المحميين بموجب مبادئ القانون الدولي الإنساني، ويجب على المجتمع الدولي محاسبة دولة الاحتلال على الجرائم التي ترتكبها ووضع حد للحصانة التي تتمتع بها كدولة فوق القانون، ودعوة مجلس حقوق الإنسان لعقد جلسة طارئة خاصة للوقوف عند مسؤولياتهم وتداعيات كجازر الاحتلال والاضطلاع على الوضع الإنساني فيه .

المجزرة البشعة وما سبقها من مجازر مماثلة والتي تتزامن مع العدوان المستمر على المسجد الأقصى والتهديد باقتحامه بقوة السلاح وبمزيد من العنف، تؤكد بوضوح أن إسرائيل التي تحكمها عصابات المستوطنين الإجرامية تشن حربا حقيقية على شعبنا الفلسطيني تستهدف وجوده وتعمل على اجتثاثه من جذوره، وذلك بعد أن أعادت الصراع إلى مربعه الأول، ما يعني أن دولة الاحتلال استبدلت مسار السلام بمسار الدم والقتل والتشريد والتهجير .

الاحتلال يحاول من خلال هذه الجرائم توظيف القوة الغاشمة لتكريس غطرسته لكنه يخطئ إذا ما اعتقد أنه بذلك يستطيع أن يلحق هزيمة بشعبنا أو ينال من إرادته في المقاومة، فتاريخ مخيم جنين يعيد نفسه من جديد، فأبناء شعبنا الذين يتصدون لاجتياح اليوم هم أبناء من تصدوا له عام 2002، وألحقوا هزيمة منكرة بجيش الاحتلال .

المشهد الدامي في فلسطين والجرائم الوحشية للكيان الصهيوني الغاصب في مخيم جنين ومناطق أخرى، تهدف الي التدمير والترانسفير بدعم كامل من الادارة الأميركية ولا بد من تشكيل لجنة تحقيق دولية وأهمية تدخل لجان الامم المتحدة العاملة في فلسطين ورفع مستوى تدخلاتها وتحذيراتها القانونية، وفقا لاتساع نطاق الانتهاكات الإسرائيلية وفي ضوء هذا العدوان يجب تشكيل أوسع جبهة وطنية للتصدي لهذه الحرب الشعواء التي تقتل خيرة أبناء شعبنا، وخاصة الشباب في مسعى واضح لذبح الجيل الذي نراهن عليه في بناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

 الشعب الفلسطيني في كافة بقاع الأرض لن يهزم ولن يكسر أمام آلة القتل والبطش والدمار الإسرائيلية وسيتمكن من إفشال المخطط الصهيوني باقتلاعنا مرة أخرى من ديارنا، وسيبقى هذا الشعب صامدا ومتشبثا بأرضه مهما بلغت التضحيات ويجب التمسك بالثوابت الوطنية وتجسيد الوحدة التي أكدت عليها قرارات المجلس المركزي فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، والتي تدعمها قرارات الشرعية الدولية، والتمسك بمنظمة التحرير وتوحيد كل القوى في إطار المنظمة، بالإضافة إلى الجمع بين العمل السياسي والمقاومة الشعبية على الأرض .

المصدر: الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى