قال المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية (جاد) أنه :” في ظل سطوة الاحتلالات الظالمة و الأنظمة الديكتاتورية ، تتعرض الشعوب المستعمرة و المظلومة ، بين الفترة و أخرى ، إلى شتى الهجمات المغرضة من قبل الماكينة الإعلامية لتلك الحكومات ، و هذا بالرغم من أنها ترزح تحت جور و ظلم من يحكم عليها بالقمع و الرعب و التنكيل ، و الغاية هنا هي تجهيز و تمهيد لتوجيه تهم جاهزة و حشر الشعوب في زوايا تملأها الشبهات و التشويه ، من جهة ، و من جهة أخرى محاولة تخدير عقول البعض الذين مغيبين عن ما يجري حولهم ، و طبعا يتم هذا دوما قبل بدأ أي حراك أو انتفاضة أو احتجاج محتمل ، حدوثه يضع أصحاب الحكم في مضيقة و حيرة من أمرهم ، عندما يكشف زيفهم و مخططاتهم الإجرامية .
بالنظر إلى ما ذكر آنفا ، لابد هنا أن نقدم صورة مصغرة عن ما يعيشه شعبنا العربي الأحوازي طيلة ال98 سنة من احتلال أرضه ، و ما تحمل من هذه الدعايات المغرضة من قبل المحتل الإيراني و منها على سبيل ، « الاحواز بوابة التشيع أو أبنائه المدافعون عن حدود إيران أثناء الحرب الإيرانية العراقية ، و غيرها من الاباطيل المكشوفة ، يقابلها اكاذيب و تهم متناقضة ، مثل البعثية ، الطابور الخامس و الوهابية و بالٱضافة إلى ذلك توجيه الإهانات إلى الشعب و التي تخرج من أروقة النظام العنصري و الخ » ، في حين الشعب العربي يعيش في أهلك الظروف المعيشية كالبطالة و التهجير القسري و الفقر المدقع و الحرمان و عدم وجود فرص للعيش بحرية و كرامة .
اكثر من أسبوعان ، في الأحواز العاصمة و تحديدا في حي الملاشية و مناطق أخرى ، يعاني سكان هذه المناطق من الانقطاع المستمر لمياه الشرب ، معضلة عانى و لايزال يعاني منها شعبنا الاحوازي خاصة في العشرين سنة الأخيرة منها ، إما انقطاع المياه و شحها و موت الزرع و المواشي و بساتين النخيل و المزروعات المتنوعة الأخرى و الإخلال في نظم الطبيعة ، هما نتيجة الجفاف المبرمج و المخطط له ، و إما السيول المتعمدة ، التي دفع شعبنا ثمنها غاليا و السبب الرئيس هو السياسة الممنهجة للنظام الإيراني في محاولة التضييق على الشعب و إجباره على الهجرة إلى عمق المدن الايرانية ، تم و يتم هذا بعد حرف مجرى نهر كارون و الأنهر الأخرى و انتقال مياهها إلى المدن الايرانية و تجفيف الأهوار ، علما جرى و يجري هذا أمام مسمع و مرأى كل المنظمات الدولية و الحقوقية المختصة بالبيئة و حقوق الإنسان و الجهات التي تعمل في هذا المجال .
ان حرمان مدن و قرى أحوازية من أبسط حقوقها الطبيعية و هي المياه الصالحة للشرب و الزراعة ، و من خلال التجارب التي خاضها شعبنا العربي الأحوازي في نضاله لانتزاع حقوقه المشروعة المسلوبة و العمل على نجاح قضيته العادلة ، نستطيع أن نفسر هذه الممارسات اللا إنسانية بحقه ، هي بمثابة انتقام الطغمة الحاكمة من الشعب بعدما سجل أروع البطولات في انتفاضاته في الماضي القريب و التي كانت صفعة قوية لما يدعيه النظام الإيراني و ماكينته الإعلامية على كل الأصعدة ، من أكاذيب و افتراءات ، تلك الانتفاضات الأحوازية التي ذاع صيتها عبر كل الإعلام العربي و الدولي و منها ما عرفت بانتفاضة تموز عام 2021 .
هنا لابد أن نقول إن الشعب الذي لم يسكت على جرائم المحتل خلال السنوات الثامنة و التسعون من عمر الاحتلال و أثبت إصراره على مواصلة الكفاح في انتفاضاته الوطنية ، سوف لم و لن يسكت عن جرائم المحتل ، مادام كل الشرائع السماوية و القوانين و المقررات الدولية تكفل حقه المشروع في مطالبته في الحرية والحياة الحرة و الكريمة .”