قتل شاب وأصيب آخرون معظمهم أطفال، الثلاثاء، نتيجة قصف مدفعي مكثّف لقوات النظام استهدف قرى وبلدات ريف حلب الغربي، بينما أجرى جيش سوريا الحرة، الثلاثاء، مناورات عسكرية مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في قاعدة التنف السورية عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسوريا. كما لقي أربعة سوريين، بينهم أم وطفلتان، في قصف بقذيفة صاروخية على بلدة أورم الكبرى في ريف حلب. ووفق وكالة “سانا” أمس الثلاثاء، جاء ذلك “جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بقذيفة صاروخية على بلدة أورم الكبرى في ريف حلب”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “عائلة كاملة مؤلفة من أربعة أفراد هم الأب والأم وطفلتان قتلوا جراء سقوط قذائف على منزلهم إثر قصف مدفعي لفصائل غرفة عمليات “الفتح المبين”، أمس، على بلدة أورم الكبرى ضمن مناطق سيطرة قوات النظام في ريف حلب الغربي”.
قتلى وجرحى
ووفقاً للمرصد، شهدت منطقة خفض التصعيد، التي تخضع لتفاهمات تركيا وروسيا في ساعات الصباح الأولى، قصفاً مدفعياً متبادلاً بين قوات النظام وفصائل المعارضة حيث قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرى الفطيرة وفليفل وسفوهن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وقرية العنكاوي في سهل الغاب في ريف حماة الغربي.
واستهدفت فصائل المعارضة مواقع قوات النظام في الدار الكبيرة والملاجة في ريف إدلب الجنوبي، دون تسجيل خسائر بشرية. وأشار المرصد إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين باستهدافات برية وجوية من قبل فصائل المعارضة على مناطق نفوذ النظام قرب منطقة خفض التصعيد إلى 10 خلال عام 2023. وقالت مصادر محلية، إن قوات النظام المتمركزة في الفوج 46 وقرية كفر حلب استهدفت بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة قرية كفرنوران غربي حلب، ما أسفر عن مقتل الشاب “أنس بركات” على الفور.
وقال نائب مدير الدفاع المدني السوري منير المصطفى لـ “القدس العربي” إن 4 أطفال أصيبوا بجروح بعضها خطرة، وهي حصيلة أولية جراء قصف مدفعي لقوات النظامين السوري والروسي الذي استهدف مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي.
وبذلك، يرتفع تعداد الهجمات البرية على محافظة إدلب والأرياف القريبة منها، شمال وشمال غربي سوريا، إلى 160 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات، منذ مطلع العام 2023، كما أصيب بالعمليات آنفة الذكر أكثر من 132 من العسكريين و53 من المدنيين بينهم 15 طفل و6 سيدات بجراح متفاوتة.
في موازاة ذلك، زار وفد من الأمم المتحدة، الثلاثاء، محافظة إدلب للاطلاع على أحوال النازحين والمخيمات المنتشرة على الحدود التركية. وذكرت شبكة “بلدي نيوز” المحلية أن نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا “دافيد كاردن” دخل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا رفقة عاملين في المجال الإنساني، قرابة الساعة 11 صباحاً، وتوجهوا إلى مخيمات النازحين شمال إدلب. ونقل المصدر عن أحد المرافقين للوفد الأممي (رفض ذكر اسمه)، قوله إن زيارة الأخير لشمال سوريا تأتي في إطار إجراء تقييم للواقع الطبي والإنساني. وتركزت جولة الوفد، وفقاً للمصدر، مناطق عدة بريف إدلب من بينها مخيمات المُهجرين في منطقة “كفرجالس” شمال غرب مدينة إدلب. ولفت إلى أن الوفد الأممي أجرى تنسيقاً مع الجهات الطبية والإنسانية العاملة في إدلب، قبيل وصوله إلى المنطقة، وأن الوفد أخبرنا بأنه يعتزم زيارة مخيمات وعيادات متنقلة ومستودعات أغذية.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي في 13 حزيران/يونيو، أنه اضطر إلى تخفيض مساعداته للسوريين الذين يعتمدون عليها من 5.5 مليون شخص إلى 2.5 مليون شخص جراء أزمة تمويل. وأوضح “البرنامج” في بيان، أن نقص التمويل سيؤدي إلى إجبار البرنامج على إلغاء المساعدة لما يصل إلى 2.5 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا اعتباراً من تموز. وأشار إلى أن البرنامج ساعد، في نيسان الماضي، 5.2 ملايين شخص في سوريا، بما في ذلك 358 ألف شخص تلقوا مساعدات نقدية بقيمة 4.5 ملايين دولار أمريكي.
سعر الغذاء ارتفع
وأشار “الأغذية العالمي” إلى أن سعر سلة المواد الغذائية القياسية في سوريا ارتفع بنسبة 10 في المئة خلال الربع الأول من عام 2023، ليصل إلى 511.623 ليرة سورية، “بنحو أربعة أضعاف متوسط أجر معلم المدرسة البالغ 95 ألفاً. وتؤكد منظمة “منسقو استجابة سوريا”، أن نسبة العجز في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023 في سوريا، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وتجاوزت 89 بالمئة من التمويل اللازم.
ويضاف إلى العجز الحالي، عجز جديد في تمويل الاستجابة الخاصة للمتضررين من زلزال 6 شباط، بنسب عجز تجاوزت 70 بالمئة، وفقاً للمنظمة. ودخلت قافلة مساعدات من الأمم المتحدة في منتصف شهر حزيران الماضي، إلى محافظة إدلب قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، وفق ما أفاد مسبقاً مراسل بلدي نيوز في المنطقة.
في غضون ذلك، أجرى جيش سوريا الحرة، الثلاثاء، مناورات عسكرية مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في قاعدة التنف. ونشر جيش سوريا الحرة بياناً على حسابه الرسمي عبر موقع تويتر، أكّد خلاله إجراء مناورات مشتركة مع التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة” داعش، استمرت عدة أيام، على طول منطقة الـ 55 كم. وتضمنت المناورات وفقاً للبيان “تدريبات استطلاعية ودفاعية بالذخيرة الحية، وشملت سيناريوهات التدريب على تعقب، وإزالة تهديدات داعش لمنعها من تهديد سكان منطقة الـ 55 كم”. واعتبر قائد جيش سوريا الحرة في حديثه لوسائل الإعلام أن المناورات هي “رسائل تبشيرية للشعب السوري”.
المصدر: «القدس العربي»