حديث نشرته مجلة الشراع اللبنانية منتصف الشهر الماضي أثار جدلاً واسعاً لدى السوريين والمتابعين للشأن السوري .
المجلة قالت ان ولي السعودي خلال المباحثات التي اجراها مع بشار الأسد على هامش القمة العربية، أبلغ الأسد رسالة من المجتمع الدولي بأن ايامه في الحكم باتت معدودة، وعليك ترك السلطة والخروج من سورية في العام 2025، وطلب الأسد من بن سلمان كما قيل ان يبقى حاكماً ولو صورياً اطول مدة ممكنة وكان الرفض من ابن سلمان حاسماً.
المجلة نقلت الخبر عن مصدر موثوق كما قالت،وربطت بين هذه المعلومات واطلاق مناف طلاس للمجلس العسكري قائلة ماكان لطلاس ان يطلق مجلسه العسكري لولا المعلومات التي توفرت له على مختلف الأصعدة السياسية الشاملة عربياً واقليمياً ودولياً بأن العد العكسي لسيطرة آل الأسد على السلطة قد بدأ.
وتورد المجلة عن مصدرها مؤكدةً الخبر بتغير مواقف مصر، وتركيا، وايران، وروسيا من نظام الأسد نتيجة الظروف الدولية ،واطمئنان الكيان الصهيوني على ان الوضع السائد على حدوده الشمالية لن يتأثر برحيل الأسد.
اذا ما قورن هذا الخبر بالمواقف الفعلية للمجتمع الدولي تجاه نظام الأسد خلال فترة الأثنى عشر عاماً الماضية ،نخلص الى نتيجة مفادها ان هذا الخبر من نسج الخيال، فنظام الأسد لم يلق تهديداً فعلياً من المجتمع الدولي وهو في قمة ضعفه وانحسار سلطته،والدول الفاعلة في هذا المجتمع ساهمت بإعادة سلطته، فما الذي تغيَّر حتى يجبره هؤلاء على التنحي عن السلطة؟.
ثم ان الكيان الصهيوني الذي حافظ آل الأسد على حماية حدوده الشمالية طيلة خمسين عاماً،لم يعد يهمه هذا الأمر، بل يريد المزيد الى ان يصل الى تقسيم سورية وتفتيتها، ونظام الأسد الأب وصل الى السلطة باتفاق مع بريطانيا لتحقيق هذا الأمر ولم يتحقق في عهد الأسد الأب فتم توريث الابن للاستمرار بالمخطط، وهاهي سورية قاب قوسين او ادنى من التقسيم بحكم الأمر الواقع.
خبر المجلة حسب رأيي خيالٌ بعيدٌ عن الواقع، وهذا ليس تشاؤماً او احباطاً للأخرين،بل لأن ماجرى ويجري على الأرض يدل على ان المجتمع الدولي و بتوجيه صهيوني يعمل على اعادة تأهيل الأسد، ونهاية نظام الأسد مرهونة بانجازه للمخطط المرسوم له بتدمير سورية، او بصحوة سورية داخلية تطيح بالأسد وتنقذ سورية من الدمار.
المصدر: كل العرب