شهد الحزب “الديمقراطي الكردستاني – سوريا” خلال الـ 24 ساعة الماضية موجة استقالات واسعة بين قادته وأعضائه احتجاجاً على آلية اختيار رئيس الحزب وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية خلال مؤتمره الذي عقد السبت الفائت.
وكان آخر مؤتمر عقده الحزب، في نيسان 2014، ونتج عنه توحيد أربعة أحزاب ضمن حزب واحد.
والحزب “الديمقراطي الكردستاني – سوريا”، هو أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض، فضلاً عن أنه الجناح السوري للحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق الذي يتزّعمه مسعود البارزاني.
والسبت الماضي عقد الحزب مؤتمره الثاني عشر في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق وألقى الرئيس السابق للإقليم مسعود البارزاني كلمة في افتتاح المؤتمر بحضور قيادات بارزة من حزبه.
ما أسباب الانقسامات داخل صفوف الديمقراطي الكردستاني؟
وفي اليوم الثاني رشح 113 شخصاً أنفسهم لمنصب أعضاء اللجنة المركزية وعددهم 27 عضواً وأظهرت النتائج مدى الانقسام داخل صفوف الحزب مع عدم حصول أي شخصية على نسبة تزيد عن 40% من مجموع الأصوات إلى جانب إسقاط قادة بارزين جراء تقليص عدد أعضاء اللجنة للنصف مقارنة بالمؤتمر السابق.
ووسط حالة التوتر بين الكتل المتصارعة داخل الحزب وخشية حدوث انشقاقات قررت غالبية اعضاء اللجنة المركزية تثبيت عضوية ثلاثة قياديين سقطوا في الانتخابات وينتمون في الأساس لأحزاب تحالفت في وحدة اندماجية مع الحزب الأم خلال مؤتمر العام 2014 ما أثار حفيظة المؤتمرين وأعضاء الحزب.
وإلى جانب هذا القرار الذي اعتبره أعضاء الحزب وبعض قياديه “تجاوزاً لقرارات المؤتمر وإرادة المؤتمر والتفافا على نتائج الانتخابات” زاد قرار تعيين محمد إسماعيل سكرتير عاماً للحزب من قبل اللجنة المركزية المنتخبة حديثاً التوتر داخل الحزب كونه حصد60 صوتاً من أصل 210 صوتاً وحل في المركز 17 في قائمة تضم 27 قيادياً تم انتخابهم.
استقالات جماعية تعصف بصفوف الحزب
وقدم قيادات بارزة وعشرات المسؤولين والأعضاء من لجان محلية ومنطقية استقالاتهم بشكل جماعي واحتجوا عبر صفحاتهم على الفيسبوك على نتائج مخرجات أعمال المؤتمر الثاني عشر للحزب.
وأعلن فرهاد شاهين وهو عضو في اللجنة المركزية للحزب، انتخب خلال المؤتمر الحالي عن استقالته في منشور على صفحته في فيس بوك ، قال فيه إن ” أتقدم باستقالتي من الحزب لعدم قدرتي للعمل والاستمرارية”.
وأتبعه استقالة العشرات من مناطق الحسكة والرقة وعفرين وعين العرب (كوباني) وتوسعت دائرة الاستقالات لتشمل منظمات الحزب في تركيا وإقليم كردستان العراق وأوروبا.
وأعلن قرابة 30 قيادياً وعضوا في إسطنبول وأورفا عن استقالة جماعية من الحزب بسبب ” تعيين مسلم محمد و غيره في قيادة الحزب و إضافتهم للقيادة المنتخبة”.
وقالت المجموعة في بيان إنه ” لن نقبل الإستهتار بالشرعية الحزبية و نرفض رفضاً قاطعاً اللجوء إلى قبول المحسوبيات و التعيينات خارج المؤسسات الشرعية و التي تعد سابقة خطيرة ضد العملية الديمقراطية و الوحدوية و تشويه و تحريف العمل النضالي”.
واستقال ستة أعضاء في الهيئة الفرعية للحزب في أربيل بإقليم كردستان وقالوا في بيان نشر على فيس بوك إنه “لن نتعامل مع القيادة الغير منتخبه والتفاف على شرعية المؤتمر من قبل البعض”.
وسبق عقد المؤتمر بعدة أشهر استقالة سكرتير الحزب سعود ملا من منصبه كرئيس للحزب وللمجلس الوطني الكردي المعارض ولم يترشح خلال المؤتمر لأي منصب.
مسؤولو البارزاني يفشلون بتجنب الانشقاقات
قال مصدر حضر المؤتمر لموقع تلفزيون سوريا إن “الأزمة التي تعصف بالحزب حاليا هي نتاج تراكم أزمات وصراع داخلي لعدة كتل ضمن الحزب منذ سنوات من دون أن يعمل قادة الحزب على حلها خلال الفترة الماضية وتهيئة الظروف المناسبة لعقد المؤتمر”.
وأوضح المصدر أنه “بتوجيه من مسؤولي الحزب الديمقراطي في العراق تم إلغاء مناقشة ملفات الفساد خشية حدوث انشقاق داخل الحزب جراء حدة التوتر وانقسام قادة الحزب وتبادل الاتهامات بينهم بقضايا “فساد واختلاس” بقيمة مئات آلاف الدولارات”.
واشار المصدر إن مسؤولي الديمقراطي يتحملون جزء من مسؤولية ما آل إليه وضع الحزب من انقسامات جراء استمرار دعمهم خلال الفترة السابقة لشخصيات قيادية فشلت على الصعيدين السياسي والإداري داخل الحزب.
وقبل أسبوع سمحت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعبور أعضاء مؤتمر الحزب الديمقراطي إلى كردستان العراق عبر معبر سيمالكا قادمين من مناطق سيطرتها في محافظة الحسكة بعد ضغط ووساطة من نيكولاس جرانجر، المبعوث الأميركي في شمال شرقي سوريا.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا