حصل “تلفزيون سوريا” على وثائق حصرية من مجموعة “انتفاضة حتى الإطاحة”، المقربة من منظمة مجاهدي خلق، تشير إلى قدرة النظام الإيراني على فرض رؤاه ومخططاته الاقتصادية على النظام السوري والعمل على إدخالها في مراحلها التنفيذية ضمن خطة استراتيجية بعيدة المدى رغم كل العقبات الموجودة.
وتكشف الملفات التي حصل عليها “تلفزيون سوريا” عن معلومات واضحة لخطط اقتصادية إيرانية ضخمة ومترامية في سوريا بينها مخطط إيراني في مجال النفط والغاز والطاقة يشمل بناء مصفاة إيرانية على شواطئ المتوسط تعتمد على النفط الإيراني المصدر إلى سوريا عبر ميناء بانياس.
وتتحدث الوثيقة الأولى عن رسالة تمت كتابتها من حسين شهرياري، الرئيس التنفيذي لمجموعة بارسيان لتطوير النفط والغاز، التابعة لشركة غدير إلى الدكتور بازركان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة غدير، في 10 من نوفمبر 2019.
والوثيقة عبارة عن تقرير بعثة مجموعة من شركة بارسيان للنفط والغاز وساتا (منظمة الضمان الاجتماعي للقوات المسلحة الإيرانية)، والتي تم إرسالها إلى سوريا للتحقيق في الوضع الأمني وظروف الاستثمار في صناعات النفط والغاز.
وتذكر الوثيقة أن محمود إبراهيم زاده (رئيس ساتا سابقاً) قد وصل إلى سوريا على ظهر وفد مكون من 9 أشخاص من مديري وخبراء مجموعة بارسيان للنفط والغاز وساتا.
وتذكر الوثيقة أن الغرض من البعثة هو عقد اجتماعات مع المسؤولين من مختلف الوزارات وكذلك بعض رجال الأعمال في سوريا من أجل دراسة بيئة الأعمال والتعاون الثنائي.
وتؤكد الوثيقة كذلك على عقد اجتماعات مع وزارات النفط والصناعة والاقتصاد والمياه التابعة للنظام السوري، ومحافظ دمشق واثنين من رجال الأعمال البارزين، وزيارة الوفد لمصفاتين لتكرير النفط والغاز في سوريا.
وفي التحليل الوصفي للوضع العام في سوريا، تبين الوثيقة أن ظروف سوريا تتجه إلى استقرار أمني نسبي في دمشق ومناطق أخرى من سوريا مع سيطرة لحكومة النظام.
أما على صعيد بيئة الأعمال، فتوضح الوثيقة أن هناك احتياجات مختلفة في قطاع المصفاة والبتروكيماويات والطاقة والكهرباء وصناعة المياه والإسكان، مما يخلق إمكانات عالية للعمل والاستثمار في سوريا.
إضافة إلى ما ذكر أعلاه، تحذر الوثيقة من أنه رغم أن “سوريا تحررت من الصراعات الداخلية”، فإن الاستثمارات الكبيرة والطويلة الأجل تنطوي على مخاطر كبيرة في الوقت الحالي، ولكن يمكن اعتبارها استراتيجية.
وتدل التحذيرات الواردة في الوثيقة على السعي الإيراني للحصول على مكاسب اقتصادية في سوريا بعيداً عن دعاية العمل على إعادة إعمار البلاد، إضافة إلى أن الإشارة في الوثيقة إلى المخاطر الأمنية المحتملة في المدى الطويل يختلف مع الخطاب الرسمي الإيراني المروج لسيطرة مُحكمة من قبل النظام السوري.
كما تقترح الوثيقة أن الوجود في سوريا يمكن أن يتم على مراحل مع تحديد وضع مخاطر الاستثمار على خطوات. ففي المرحلة الأولى، تظهر الوثيقة أنه يجب التواصل مع المجموعات الفعالة من أجل تحديد وتقييم فرص الاستثمار والشراكات الطويلة الأمد، والعمل على تطوير مصفاة الغاز القائمة وفي الوقت نفسه بناء محطة الكهرباء والاتفاق مع حكومة النظام لضمان “شراء الكهرباء المنتجة” في المرحلة الثانية.
وتظهر الوثيقة خططاً للاستثمار في بناء مصفاة لتكرير النفط تعتمد على استخدام النفط الخام الإيراني في الجزء الغربي من سوريا بالقرب من البحر الأبيض المتوسط.
في السياق ذاته، تؤكد على أنه إذا تم الحصول على التصاريح والموافقات اللازمة من حكومة النظام، من الممكن بناء مصفاة بالقرب من الساحل ونقل النفط الخام من إيران عن طريق السفن، وبيع منتجات المخرجات محلياً في سوريا أو تصديرها إلى دول البحر الأبيض المتوسط والدول الأوروبية.
محطة للطاقة في ريف دمشق
أما الوثيقة الثانية التي حصل عليها تلفزيون سوريا بشكل حصري، فهي رسالة إلى الدكتور بازركان، الرئيس التنفيذي لشركة غدير للاستثمار بتاريخ 23 من نوفمبر 2019 بشأن إنشاء محطة كهرباء بسعة 6 ميغاواط في ريف دمشق من قبل شركة غدير.
وتشير الوثيقة إلى الأعمال التي يجب القيام بها في سوريا والاتفاقيات اللازمة مع حكومة النظام، بما في ذلك إبرام عقد EPCF مع وزارة الكهرباء، والحصول على الضمانات اللازمة، واستخدام خدمات صندوق ضمان الصادرات الإيرانية، وتحديد البنوك المتعاقدة والاستثمارية، وتمويل الخطة، واختيار الاستشاري والمصمم والمقاول وتوفير معدات المشروع وغيرها من الإجراءات، في حين لم يتم تنفيذ أي من خطوات المشروع على الأرض حتى الآن.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا