النظام ورجال الدين – فقهاء السلطان لتأكيد المشروعية و تأبيد الاستبداد || علاقه تاريخيه

أحمد العربي

وقف المحللون كثيرا امام الفتوى الأخيرة لمجلس الإفتاء في سوريا التي تدعو السوريين للجهاد دفاعا عن البلد.

ليس جديدا هذا.فمنذ حكم المستبد الاب عمل على مصادرة كل مصادر الشرعيه له فهو رئيس الدولة وقائد الجيش وأمين عام الحزب وهو القائد المؤمن يحضر في الاعياد والمناسبات الدينيه في الجوامع على يمينه المفتي وعلى يساره وزير الأوقاف وطابور رجال الدين.

يدعى له في المساجد بعد ان نظفت من المخالفين .وقف رجال الدين الرسميين مع النظام كموظفين معه في كل تاريخه .البوطي ظهر على التلفاز أيام الصراع بين النظام والطليعة المقاتلة والاخوان المسلمين يسميهم خوان مسلمين ليبرر قتلهم وتدمير أغلب البلاد وخاصة حماة في بداية الثمانينات. كذلك ظهر ثانية يبرر دخول جيش النظام السوري الى لبنان في السبعينيات لحماية “اخوتنا” هناك من تدخل .اسرائيل. (ذلك الدخول الذي ساهم بتدمير وجود الثورة الفلسطينية وتتناغم مع اسرائيل وضرب البنية الوطنية في لبنان وتحول النظام هناك الى شبه استعمار اخوي، والذي استفتح دخوله لبنان بمجازر تل الزعتر بحق الفلسطينيين…). هذا الدور لفقهاء السلطان لم يتوقف فقد دعم بتشكيل معاهد تحفيظ القرآن الكريم لتخلق قطيعا دينيا تابعا للنظام .واعطى منحا دراسية لكل بعثي يلتحق بكلية الشريعة ليكون صوته الديني القادم في المدارس والمساجد. وبرر دخول الامريكان للكويت وضرب العراق تحت دعوى ردع الاخ العاق ….. وليس آخرها فتوى حسون للجهاد ضد الشعب السوري.

هذا في نفس الوقت الذي أصدر قانونا بالاعدام بحق الإخوان المسلمين وتدخّل بالمساجد تعيينا للأئمة والمخبرين الذين زرعهم بين الجماعات الدينية و سرعان ما يبطش بهم . لقد عمل على صوغ “دين” تابع مستلب انتهازي مقيت .وأعطى المجال لامتداد أي حالة دينية غير مسيّسة وبعيدة عن هموم الناس وتجد خلاصها من خلال الصلاح الفردي أو الهروب لله مثل القبيسيات وبعض الطرق الصوفية. كل هذا لتغطية المجال الديني في الحياة والمجتمع والسيطرة عليه، كذلك تفريغه من مضمونه القيمي والاخلاقي والحقوقي وحتى التحرري وتحويله لتعبد شكلي في مجتمع عبيد ، هذا هو حال النظام مع الدين الاسلامي او المسيحي وحتى مع رجال الدين للفئات المذهبية الأخرى  وفقهائه الموظفين الذين حولهم الى مبررين ظلمه وقهره واستبداده وتخريب البلاد وسرقتها داخلا وامتداده السلبي والعدواني الضار بالمصلحة الوطنية والقومية والإسلامية خارجا

ليس غريبا أن يظهر هؤلاء الفقهاء مبررين لقتل الشعب وتدمير البلد و…انهم ببساطة جزء من آلة القتل للنظام ولكن على شكل فقه ديني.

سيحاسبوا مع الاستبداد عن كل قطرة دم سورية زهقت.كل قادم قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى