رجب طيب أردوغان: الرئيس التركي- الآن -أواخر 2017، الرجل صاحب الدور الكبير في تركيا، وخاصة منذ عام 2002 ، حيث استلم حزبه حزب العدالة والتنمية التركي، السلطة ديمقراطيا في تركيا، وكان – بداية- رئيس وزراء عن حزبه، الذي شكل غالبية نيابية جعلته يحكم تركيا كحزب لمدة خمسة عشر عاما للان. واستطاع ان يصل للرئاسة التركية عبر انتخابات شعبية امام منافسين لاول مرة في تركيا، نجح ان يستمر بالحكم وان ينفذ أجندته التركية اول باول ، وكان آخرها تثبيته الدستور الجديد لتركيا عبر استفتاء شعبي، واستطاع بمساندة الشعب اسقاط المحاولة الانقلابية الأخيرة، ومازال يقود السياسة التركية؛ هو من موقع الرئيس؛ وحزبه من موقع الحكومة ، في كل امور السياسة المحلية والإقليمية والدولية ، خلق له اصدقاء ومحبين وكاريزما قائد داخل تركيا، وله ايضا اعداء ورافضين له وسياسته. لكنه مع ذلك باعتراف الجميع هو من أهم القيادات التي انجبتها تركيا ، وهو لاعب اقليمي ودولي مهم، وله دور فاعل في تركيا، وكل ملفات المنطقة.
.الكتاب: رؤية للسلام العالمي؛ هو عبارة عن مجموعة نصوص كتبها أردوغان ، وأغلبها عبارة عن كلماته التي ألقاها في محافل داخل تركيا أو خارجها، وكلها يربطها خيط واحد ينور رؤية أردوغان السياسية في كل الامور التركية والاقليمية والدولية، وهي محصورة في زمن محدد من 2005 حتى 2011 .
. يبدأ أردوغان بإطلالة على مشروعة الدولي : تحالف الحضارات؛ الذي أسسه مع رئيس الوزراء الاسباني سبتيرو عام 2005، هذا النادي الذي ولد في مواجهة فكرة صراع أو صدام الحضارات التي روج لها كثيرا في ذلك الوقت، والفكرة الأساسية من المشروع المنتدى: ان العالم اصبح قرية صغيرة خاصة بعد ثورة الاتصالات والمعلومات، وان الحضارة هي نتاج الإنسانية كلها ، وهي مشعل ينتقل من يد ليد ومن دولة لأخرى ومن مجتمع لآخر، بتراكم وتكامل انساني، وان تراكم التطور والتقدم هو جهد إنساني عام، وان تحالف الحضارات سيرمم اخطاء دول العالم فيما بينها، وداخل مجتمعاتها ويدفعها للسلام والتقدم والحياة الافضل لشعوب العالم جميعا، وان التنوع والاختلاف داخل المجتمعات ذاتها أو بين الدول، هو عامل اثراء وتقدم ، وليس عامل صراع واختلاف، شرط ان تنطلق الدول داخلها وفيما بينها، على قاعدة الاحترام المتبادل، وان كل العقائد تقود للخير، وأننا في عصر محكومين فيه بقيم الديمقراطية والعلمانية والعدالة والمساواة والمواطنة وحكم القانون، وان كل محاولة لتحويل جماعة معينة او دين معين رمز للإرهاب والتطرف؛ وخاصة الاسلام والمسلمين، حيث واجه ضمنا محاولة القوى الدولية تحويل الصراع الذي انتهى بين القطبين في تسعينيات القرن الماضي، الى صراع الغرب مع الإسلام والمجتمعات الإسلامية واتهامهم بالارهاب، ووقوع الغرب في فوبيا الاسلام (الرهاب من الاسلام)، اوضح ان الاصل مشكلة المظلومية وغياب العدالة بين الدول وفي الدول نفسها خاصة الفقيرة والمتخلفة الاستبدادية، اقترب بنعومه الى مظلومية الفلسطينيين، ودوره وتركيا في العلاقات الفلسطينية (الاسرائيلية)، والعلاقات السورية (الاسرائيلية)، ومحاولة السلام التي رعتها تركيا في مطلع الالفية الجديده، ورفع الوتيرة اتجاه (اسرائيل) عندما ضربت قافلية الحرية التي جاءت لمساعدة اغاثية تركية لاهل غزة ، وادت لاستشهاد بعض الاتراك. تحدث أردوغان كثيرا مشروعه تحالف الحضارات؛ وأنه نجح كفكرة وتحول عبر سنوات لنادي يضم أكثر من مئة دولة وعشرات المنظمات الدولية، وتواترت اجتماعاته في اسبانيا وتركيا وكان آخرها الدوحة. واقترب أردوغان بنعومة من مشكلات المنطقة كلها ، العراق المحتل حديثا 2003، والمآسي التي يعانيها العراقيين المشردين، وكذلك الفلسطينيين في غزة وغيرها. وتحدث عن دور تركي كنموذج للتعدد والتنوع المثمر، المواطنة والديمقراطية وحكم القانون هي أساس العيش فيها، وأنها من خلال أغلبيتها المسلمة تحاول الإتفاق مع الأوروبيين للدخول في اتحادهم الاوربي، عبر التوافق وعبر مفاوضات مضنية وطويلة استمرت عشرات السنين. وتحدث عن استدارة تركيا وجهها الى تاريخها العثماني؛ التي أعادت حكومة العدالة والتنمية وعلى رأسها اردوغان له الاعتبار ، وكذلك اعادة التفاعل مع الشرق العربي والإسلامي ودول الجوار، وحسنت أداءها الاقتصادي مع الكل، وتطورت اقتصاديا لتصبح في المركز 17 دوليا والسادس اوربيا.
تحدث اردوغان كثيرا عن التغيرات النوعية داخل تركيا، الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا، والتطوير الاقتصادي، وتحسين مستوى المعيشة، والآثار التي تم احياءها بوتيرة كبيرة جد،ا وانعكاس ذلك على تركيا وسياحتها واقتصادها وصورتها أمام نفسها والعالم، والأوقاف التي تم صيانتها وتفعيل عملها بحيث أصبحت موردا كبيرا لأعمال الخير عموما وعلى مستوى تركيا كلها، وكيف أدى الاهتمام بكل ذلك قفزات نوعية على كل المستويات، الجامعات الجديدة التي فتحت وتضاعفت، وكذلك المدارس، شبكة الطرق والجسور، والتحسين الصحي، تحدث عن إعادة استثمار كل الطاقات والامكانات التركية، التي حولها وحزبه الحاكم العدالة والتنمية، تركيا، في وقت قياسي من المديونية و التضخم والبطالة والفساد، إلى دولة ناهضة وصناعية وزراعية وتجارية ونموذج يحتذى.
والاهم ان كل ذلك حصل وفق رؤية استراتيجية واضحة وعمل دؤوب ومتابعة دائمة، اعطت ثمارها؛ تركيا المتقدمة التي نراها اليوم.
.يختتم اردوغان كتابه بالكلمة التي ألقاها في الدوحة في الشهر 11 من سنة 2011، والتي يتحدث فيها عن الربيع العربي، والتي يعلن فيها التزامه بحق الشعوب العربية ان تسقط الاستبداد وتبني دولها الديمقراطية.
.الكتاب فيه كثير من التكرار لكثير من الافكار، لانه بالاصل تجميع لكلمات عدة تتحدث عن مواضيع مختلفة، يربطها رؤية أردوغان الاستراتيجية لتركيا داخليا وخارجيا، وعلاقاتها مع دول الجوار والعالم، ودورها الخاص ومصالحها عبر سنين عدة.
.انه إطلالة مهمة على دولة مهمة تركيا، وقائد له دور مستمر عبر سنوات رجب طيب أردوغان، وتصورات استراتيجيه ملهمة لا يزال لها مبرر وحضور.
.ما زال أردوغان مدرسة مهمة؛ نحتاج نحن العرب والسوريين بشكل خاص أن نتعلم منه.
. ونحن الآن في ايار ٢٠٢٣ حيث انتخابات مهمة على الأبواب تحسم ديمقراطيا استمرار هذا القائد النموذج رجب طيب أردوغان في الحكم لخمس سنوات قادمة. صانع نموذج الدولة القوية العادلة الموازنة المتطورة الآخذة بأساليب صناعة التقدم وتحقيقه فعلا.
ونحن كسوريين لا نستطيع الا ان نؤكد تأييدنا لرجب طيب أردوغان ، فهو بصفته المسؤول الأول في تركيا قد مدّ يد العون لنا منذ ربيع سوريا عام ٢٠١١م. قد استقبلنا كدولة تركيا وأعطانا الكثير مما حرمتنا منه دول عربية واوروبا وامريكا. فقد استقبل الملايين منا وأعطانا الفرص كاملة للعلم والعمل والتجارة والصناعة و حتى التجنيس لمئات آلاف السوريين…
شكرا تركيا شكرا… رجب طيب أردوغان الرئيس النموذج الرمز…